الامارات 7 - أصبحت قضية تمكين المرأة في المجال السياسي وتعزيز مشاركتها الفعّالة في الحياة السياسية موضوعًا جدليًا، لم يُطرح بشكل كافٍ على أجندات الأحزاب السياسية والمؤسسات الحكومية في العديد من الدول، بسبب الواقع الاجتماعي السائد في بعض المجتمعات. إذ تعد مشاركة المرأة في السياسة أمرًا ضروريًا باعتبارها تمثل نصف المجتمع، وتساهم بشكل كبير في مختلف جوانب الحياة، مما يجعل مشاركتها السياسية أحد أبرز مظاهر الديمقراطية والعدالة، وهو ما أكدته العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، مثل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، التي تلت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

تتمثل أهمية مشاركة المرأة في الحياة السياسية في عدة جوانب، أبرزها: دعم دورها في التنمية المجتمعية، وتحسين المستوى السياسي والاجتماعي لها، مما يمكنها من الدفاع عن القضايا المهمة مثل الفقر والبطالة. كما أن وجود المرأة في مواقع اتخاذ القرار يعزز من قبول المجتمع لها في العمل السياسي، ويسهم في تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص على الصعيدين السياسي والاجتماعي، ويحد من الصور النمطية التي تقتصر فيها أدوار النساء على مجالات معينة. كذلك، تعد هذه المشاركة مؤشرًا على تطبيق مبدأ المساواة بين الجنسين وزيادة تمثيل المرأة في المناصب السياسية.

من أبرز فوائد هذه المشاركة زيادة وعي المرأة الثقافي والفكري، مما يمكنها من محاربة العوامل الخارجية التي تهدد هويتها. كما يسهم هذا في تعميق مفهوم المواطنة وزيادة ولائها وانتمائها للمجتمع. على المستوى الوطني، فإن استثمار فكر المرأة يمكن أن يساهم بشكل كبير في دفع عجلة التنمية.

أما بالنسبة لمقترحات تفعيل مشاركة المرأة سياسيًا، فمن المهم تعديل التشريعات التي تضمن المشاركة السياسية بشكل عام، مع التركيز على تعزيز دور المرأة. ويجب أيضًا تنظيم دورات تدريبية تُعزز من فهم الأدوار الاجتماعية للمرأة وأهمية توليها المناصب القيادية، إلى جانب دعم التحول الديمقراطي وتأكيد مفاهيم حقوق الإنسان والمواطنة. الاستفادة من تجارب الدول الرائدة في هذا المجال، وتوسيع دائرة اهتمامات المرأة لتشمل قضايا المجتمع ككل، وكذلك تدريب النساء على التأثير في الحياة السياسية، جميعها خطوات هامة لتعزيز مشاركتهن. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي نشر الوعي حول الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق المرأة، دعمها في الانتخابات، وتمكينها اجتماعيًا واقتصاديًا وقانونيًا.