يوسف الأحمد
ما حققه «الأبيض» في آخر جولتين من تصفيات كأس العالم 2026، يُعد فرصة ينبغي استثمارها إيجابياً لمشوار الصعود إلى المونديال، لاسيما أنه جاء في توقيت مثالي لتحديد مصيرنا في هذه التصفيات، بعد التعثّر الذي حدث في ما سبق من مواجهات. ولعل الخماسية الكبيرة في مرمى المنتخب القطري، قد أعطت حافزاً معنوياً كبيراً وغيّرت جانباً من المعطيات ومجريات الأحداث، حيث إن جمع النقاط ضروري لإعادة تموضع وترتيب منتخبنا في مجموعته ولدعم حظوظه كذلك، مثلما أن هذه النتيجة ستسهم في تعزيز ثقة اللاعبين بأنفسهم، بما يدفعهم نحو الالتزام والمحافظة على هذا الشكل المنسجم أداء وأسلوباً لحصد مزيد من المكاسب الإيجابية. وبديهياً لابد أن تتغير لغة الحوار بين اللاعبين إلى لغة الفوز ومواصلة الانتصارات، وهو ما من شأنه أن يحفّز الجميع على تقديم الأفضل، ويزيد الإصرار على التمسك بغايتهم وحلمهم الكبير في التأهل والوصول إلى النهائيات.ومن دون شك، فإن المواجهة الأخيرة أمام قطر أظهرت جوانب إيجابية عديدة في أداء المنتخب، سواء على مستوى التنظيم وترابط الخطوط أو الالتزام بالأدوار المطلوبة من اللاعبين، الذين كان ظهورهم بتلك الفاعلية ترجمة لآراء النقاد والمتابعين الذين أكدوا مراراً امتلاكنا الأفضل لتقديمه، وأن المنتخب لا يستحق ذلك التأرجح والتذبذب الذي ظهر عليه، وأضاع عليه الكثير منذ الانطلاقة، كونه يمتلك الممكّنات والأدوات التي تجعله في وضع المنافسة الطبيعي وتمنحه الأفضلية بين المرشحين للتأهل مباشرة، دون الدخول في حسبة الأرقام والاحتمالات. لهذا فإنه من المهم أن يحافظ المدرب على هذا الزخم النفسي الذي أزاح شيئاً من الضغوط التي حاصرت المنتخب من جميع الاتجاهات، لكن دون انخداع أو إفراط بهذا الانتعاش الذي يمر به، فالفوز يجب أن يكون دافعاً لمزيد من العمل والجهد وتطوير الأداء لضمان استمرارية الانتصارات، مع تذكير اللاعبين بأن المهمة مازالت طويلة وشاقة، وبات عليهم العمل بجدية أكبر للمحافظة على هذا النسق، ثم لتمكين المدرب من معالجة الأخطاء والاستعداد للمنافسين ودراستهم جيداً، مع أهمية استغلال النتائج الأخيرة معنوياً وفنياً، لاسيما لمباراة إيران المقبلة التي بات اجتيازها مطلباً وغاية ستجعلنا أكثر قرباً من تحقيق حلم التأهل، لذا لا نريد أن نتراقص على أنغام فرحة مؤقتة، كون المهم هو الثبات على هذه الوضعية المثالية، واستثمارها لتحقيق أهدافنا.