التهاب الدم عند الأطفال حديثي الولادة: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج لضمان صحة الرضيع وسلامته

الامارات 7 -
يُعتبر التهاب الدم عند الأطفال حديثي الولادة، المعروف أيضًا بالإنتان الوليدي أو تعفن الدم، من الحالات الخطيرة التي تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا. يحدث هذا الالتهاب عندما تتسلل البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات إلى مجرى الدم وتبدأ في التكاثر، مما يؤدي إلى استجابة مناعية قوية قد تؤثر على أجهزة الجسم المختلفة. إن تشخيص التهاب الدم في مراحله المبكرة وتقديم العلاج المناسب يمكن أن يكون حاسمًا لضمان صحة وسلامة الرضيع. في هذا المقال، سنتناول أسباب التهاب الدم عند حديثي الولادة، الأعراض التي يجب مراقبتها، وطرق العلاج المتاحة.

أسباب التهاب الدم عند الأطفال حديثي الولادة

العدوى أثناء الحمل أو الولادة

يمكن أن ينتقل التهاب الدم إلى الرضيع من الأم أثناء الحمل أو الولادة. إذا كانت الأم تعاني من عدوى بكتيرية أو فيروسية أثناء الحمل، فقد تنتقل هذه العدوى إلى الجنين عبر المشيمة أو أثناء الولادة عبر قناة الولادة.

الولادة المبكرة

الأطفال المولودون قبل الأوان (الخدّج) هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الدم نظرًا لأن جهازهم المناعي لا يزال غير مكتمل التطور، مما يجعلهم أكثر عرضة للعدوى.

ضعف الجهاز المناعي

حديثو الولادة يمتلكون جهازًا مناعيًا ضعيفًا نسبيًا، مما يجعلهم عرضة للإصابة بالعدوى. قد يتسبب أي تلوث في البيئة المحيطة، مثل عدم تعقيم الأدوات الطبية أو الأيدي، في زيادة احتمالية الإصابة بالتهاب الدم.

تمزق الأغشية المبكر

إذا حدث تمزق الأغشية (الماء) قبل وقت طويل من الولادة، فقد يزيد ذلك من خطر التعرض للعدوى البكتيرية، وبالتالي التهاب الدم.

الأعراض الشائعة لالتهاب الدم عند الأطفال حديثي الولادة

قد تكون الأعراض غير واضحة في البداية، ولكن من الضروري مراقبة أي تغييرات غير طبيعية على الطفل حديث الولادة. من بين الأعراض الشائعة:

الحمى أو انخفاض درجة الحرارة: قد يظهر على الطفل ارتفاع في درجة الحرارة أو انخفاض غير طبيعي فيها، وكلتا الحالتين تستدعي الانتباه.

الخمول والضعف: إذا كان الرضيع يبدو خاملًا ولا يستجيب بشكل طبيعي، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة.

صعوبة في التنفس: يمكن أن يظهر على الطفل صعوبة في التنفس، أو يمكن سماع صوت غير طبيعي أثناء التنفس.

ضعف الرضاعة: إذا كان الطفل لا يرضع بشكل جيد أو يرفض الرضاعة، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود التهاب.

سرعة ضربات القلب أو تغير لون الجلد: يمكن أن تظهر علامات أخرى مثل تغير لون الجلد إلى الشحوب أو الزرقة، بالإضافة إلى تسارع ضربات القلب.

كيفية تشخيص التهاب الدم عند الأطفال حديثي الولادة

تشخيص التهاب الدم يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا، وعادة ما يقوم الطبيب بإجراء عدة فحوصات تشمل:

تحليل الدم: للكشف عن وجود البكتيريا أو علامات العدوى مثل ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء.

زرع الدم: يساعد في تحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى وتحديد العلاج الأنسب.

الفحوصات الأخرى: مثل تحليل البول أو بزل النخاع الشوكي إذا كان هناك اشتباه في انتقال العدوى إلى الجهاز العصبي.

طرق علاج التهاب الدم عند الأطفال حديثي الولادة

المضادات الحيوية

بمجرد الاشتباه في وجود التهاب الدم، يتم بدء العلاج بالمضادات الحيوية مباشرة قبل حتى ظهور نتائج الزرع. هذا يساعد في السيطرة على العدوى في مراحلها الأولى.

الدعم التنفسي

في بعض الحالات، قد يحتاج الرضيع إلى دعم تنفسي إذا كان يعاني من صعوبة في التنفس بسبب الالتهاب. يمكن استخدام الأكسجين أو أجهزة التنفس المساعدة.

المراقبة والرعاية الداعمة

يُوضع الرضيع في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة لمراقبة حالته وتقديم الرعاية الداعمة، مثل تنظيم مستويات السوائل والأملاح في الجسم.

الوقاية من التهاب الدم عند الأطفال حديثي الولادة

الرعاية الجيدة أثناء الحمل: يجب على الأمهات الحوامل تلقي الرعاية الصحية المناسبة أثناء الحمل ومتابعة أي عدوى قد تحدث للتأكد من علاجها بشكل صحيح.

التعقيم الجيد: من المهم تعقيم الأدوات الطبية وغسل الأيدي بشكل جيد قبل التعامل مع الطفل حديث الولادة لتقليل فرص انتقال العدوى.

الولادة في بيئة نظيفة: يجب التأكد من أن بيئة الولادة نظيفة ومعقمة لضمان عدم تعرض الطفل للعدوى.

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا لاحظ الأهل أي من الأعراض المذكورة سابقًا أو كانوا يشعرون بالقلق بشأن صحة الرضيع، يجب عليهم استشارة الطبيب فورًا. التهاب الدم هو حالة طبية طارئة ويحتاج إلى تشخيص وعلاج سريعين لضمان عدم حدوث مضاعفات.

خلاصة

التهاب الدم عند الأطفال حديثي الولادة هو حالة خطيرة تتطلب تدخلًا سريعًا وعلاجًا مناسبًا لضمان سلامة الرضيع. من خلال الوعي بالأعراض والعناية الطبية الجيدة، يمكن التعامل مع هذه الحالة بشكل فعّال وتقليل مخاطرها. تقديم الرعاية الصحية المناسبة للأم أثناء الحمل والولادة يعزز من فرص ولادة طفل سليم وخالي من المضاعفات الصحية.