في أي عمر يبدأ الطفل في المشي؟ مراحل التطور الحركي وكيفية دعم طفلك خلال هذه المرحلة المهمة

الامارات 7 - تعتبر مرحلة المشي من أكثر اللحظات إثارة وسعادة في حياة الأهل، فهي تمثل بداية الاستقلالية الحركية للطفل ومرحلة جديدة من الاستكشاف والنمو. يبدأ العديد من الأهل في التساؤل عن العمر الذي يجب أن يبدأ فيه طفلهم بالمشي، وكيف يمكنهم دعمه خلال هذه المرحلة المهمة من نموه. يختلف العمر الذي يبدأ فيه الأطفال بالمشي من طفل لآخر، حيث تلعب العوامل الوراثية والبيئية دورًا في تحديد ذلك. في هذا المقال، سنتناول العمر الذي يبدأ فيه الطفل في المشي، المراحل الحركية التي يمر بها الطفل قبل أن يتمكن من المشي، ونصائح لدعم طفلك خلال هذه المرحلة.

متى يبدأ الطفل في المشي؟

عادةً ما يبدأ الأطفال في اتخاذ خطواتهم الأولى بين عمر 9 و18 شهرًا، مع أن المتوسط يكون بين 12 إلى 14 شهرًا. يُعد هذا العمر تقريبيًا، حيث يختلف الأطفال في تطورهم الحركي، ولا يجب القلق إذا تأخر الطفل قليلاً عن هذا الجدول. بعض الأطفال قد يبدؤون في المشي مبكرًا جدًا، في عمر 9 أشهر، بينما قد يتأخر آخرون حتى 18 شهرًا أو أكثر.

من الجدير بالذكر أن مشي الطفل يعتمد على عدة عوامل، مثل مستوى النمو العضلي، الثقة بالنفس، والبيئة المحيطة به. لذلك، يجب أن يتذكر الأهل أن كل طفل يختلف عن الآخر، ويجب تجنب المقارنة بين الأطفال.

المراحل الحركية التي يمر بها الطفل قبل المشي

قبل أن يتمكن الطفل من المشي، يمر بعدة مراحل من التطور الحركي، وهي تشمل:

التدحرج (من عمر 3 إلى 6 أشهر):

يبدأ الطفل أولاً بالتدحرج من البطن إلى الظهر والعكس. هذه المرحلة تُعد بداية تطوير العضلات التي يحتاجها للمشي لاحقًا.

الجلوس بمفرده (من عمر 6 إلى 9 أشهر):

بعد التدحرج، يبدأ الطفل في تطوير قدرته على الجلوس بدون دعم. يساعد الجلوس على تحسين التوازن وتقوية عضلات الظهر والبطن.

الزحف أو الحبو (من عمر 7 إلى 10 أشهر):

يبدأ الطفل في الزحف أو الحبو على الأرض، وهو ما يساعد في تطوير عضلات الذراعين والساقين وتحسين التنسيق بينهما.

الوقوف بمساعدة (من عمر 8 إلى 12 شهرًا):

يبدأ الطفل في محاولة الوقوف بمساعدة الأثاث أو مسك يد الأهل. هذه الخطوة تُعد ضرورية لتقوية عضلات الساقين واكتساب التوازن.

الوقوف بدون مساعدة والمشي بتمسك الأثاث (من عمر 10 إلى 14 شهرًا):

يبدأ الطفل في الوقوف بدون مساعدة، وقد يحاول المشي وهو متمسك بالأثاث (وهو ما يُعرف بمرحلة المشي الجانبي).

المشي بدون مساعدة (من عمر 12 إلى 18 شهرًا):

أخيرًا، يبدأ الطفل في اتخاذ خطواته الأولى بمفرده. قد تكون الخطوات الأولى غير متوازنة، ولكن بمرور الوقت يكتسب الطفل الثقة والمهارات اللازمة للمشي بشكل جيد.

كيف يمكن دعم الطفل في مرحلة تعلم المشي؟

تشجيع الحركة والتفاعل:

من المهم تشجيع الطفل على الحركة والتفاعل مع البيئة من حوله. يمكن تشجيعه على اللعب بالألعاب التي تتطلب الوقوف أو الزحف، مما يعزز من قوة عضلاته وتوازنه.

توفير بيئة آمنة:

يجب التأكد من أن البيئة المحيطة بالطفل آمنة للاستكشاف، حيث يمكن أن يكون الأطفال عرضة للسقوط أو الإصابة أثناء محاولاتهم الأولى للمشي. يجب إزالة الأثاث الحاد أو غير المستقر وضمان وجود مساحة واسعة للطفل للتنقل بحرية.

استخدام الألعاب التفاعلية:

يمكن استخدام الألعاب التفاعلية مثل العربات المخصصة لتعلم المشي أو الألعاب التي تشجع على الوقوف والتحرك. هذه الألعاب تساعد الطفل في تطوير ثقته بقدراته على التحرك.

الابتعاد عن مشايات الأطفال:

على الرغم من أن بعض الأهل يعتقدون أن مشايات الأطفال تساعدهم على المشي، إلا أن العديد من الخبراء ينصحون بتجنبها، حيث قد تؤدي إلى تأخير التعلم الطبيعي للمشي وتزيد من احتمالية وقوع الإصابات.

الصبر والتشجيع المستمر:

من المهم تقديم الدعم العاطفي والتشجيع المستمر للطفل. قد يشعر الطفل ببعض التردد في البداية، لذا يجب أن يشعر بالثقة من خلال سماع كلمات التشجيع وملاحظة حماس الأهل عند اتخاذه خطواته الأولى.

علامات تدل على استعداد الطفل للمشي

الوقوف بمفرده: عندما يتمكن الطفل من الوقوف لفترات قصيرة بدون مساعدة، يكون هذا مؤشرًا جيدًا على قربه من اتخاذ خطواته الأولى.

المشي بمساعدة الأثاث: إذا بدأ الطفل في التنقل بين الأثاث بالتمسك به، فهذا يعني أنه يكتسب الثقة والتوازن اللازمين للمشي.

محاولة اتخاذ خطوات صغيرة: قد تلاحظ أن الطفل يحاول رفع قدميه واتخاذ خطوات صغيرة باتجاه الأهل أو الألعاب، وهذا يعني أنه مستعد لبدء المشي.

متى يجب استشارة الطبيب؟

من الطبيعي أن يختلف توقيت بدء المشي بين الأطفال، ولكن إذا بلغ الطفل 18 شهرًا ولم يظهر أي علامات على الوقوف أو محاولة المشي، فقد يكون من المفيد استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشاكل طبية تؤثر على تطوره الحركي. يمكن أن تكون هناك أسباب صحية أو تطورية تحتاج إلى التقييم والعلاج.

خاتمة

يعتبر تعلم المشي مرحلة حيوية ومثيرة في حياة الطفل، وتمثل بداية رحلته نحو الاستقلالية والاستكشاف. يختلف توقيت بدء المشي من طفل لآخر، ومن المهم أن يدرك الأهل أن التأخر البسيط لا يعني بالضرورة وجود مشكلة. من خلال توفير بيئة آمنة وداعمة، وتشجيع الطفل على الحركة والتفاعل، يمكن مساعدة الطفل على اكتساب الثقة والمهارات اللازمة للمشي بشكل صحيح. تذكر دائمًا أن كل طفل له وتيرته الخاصة، وأن الدعم الإيجابي والصبر هما مفتاح النجاح في هذه المرحلة.