سبب نقص الصفائح الدموية عند الأطفال: الأسباب المحتملة والعلاج

الامارات 7 -
نقص الصفائح الدموية عند الأطفال هو حالة طبية يمكن أن تسبب القلق للأهل، حيث تلعب الصفائح الدموية دورًا هامًا في عملية تخثر الدم ومنع النزيف. عندما يكون عدد الصفائح الدموية أقل من المعدل الطبيعي، يصبح الطفل عرضة لنزيف غير طبيعي وكدمات متكررة. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب المحتملة لنقص الصفائح الدموية عند الأطفال، وكيفية التشخيص والعلاج المناسب لهذه الحالة.

ما هي الصفائح الدموية؟

الصفائح الدموية هي خلايا صغيرة في الدم تساعد في تخثره ومنع النزيف عند حدوث جروح أو إصابات. يتراوح العدد الطبيعي للصفائح الدموية بين 150,000 و450,000 لكل ميكروليتر من الدم. عندما ينخفض عدد الصفائح الدموية إلى أقل من هذا المعدل، يُعرف ذلك بنقص الصفائح الدموية.

أسباب نقص الصفائح الدموية عند الأطفال

التهابات فيروسية

العديد من الفيروسات يمكن أن تؤثر على عدد الصفائح الدموية لدى الأطفال. العدوى الفيروسية مثل الحصبة، النكاف، والفيروس المضخم للخلايا قد تؤدي إلى انخفاض إنتاج الصفائح الدموية أو تدميرها بشكل سريع.

اضطرابات المناعة الذاتية

في بعض الحالات، يمكن أن يتعرض جهاز المناعة لاضطراب حيث يقوم بمهاجمة الصفائح الدموية عن طريق الخطأ، ويقوم بتدميرها. هذه الحالة تُعرف باسم الفرفرية القليلة الصفيحات المناعية (ITP)، وهي من الأسباب الشائعة لنقص الصفائح الدموية عند الأطفال.

تأثير الأدوية

بعض الأدوية قد تؤثر على إنتاج الصفائح الدموية أو تزيد من تدميرها. مثلًا، المضادات الحيوية وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج السرطان يمكن أن تؤدي إلى نقص الصفائح الدموية كأثر جانبي.

أمراض نخاع العظم

نخاع العظم هو المكان الذي تُنتَج فيه الصفائح الدموية. بعض الحالات، مثل فشل نخاع العظم أو اللوكيميا (سرطان الدم)، يمكن أن تؤثر على قدرة نخاع العظم على إنتاج الصفائح الدموية بكميات كافية.

نقص الفيتامينات والمعادن

نقص بعض الفيتامينات والمعادن الضرورية مثل فيتامين ب12 أو حمض الفوليك قد يؤثر على إنتاج الصفائح الدموية ويسبب نقصًا في عددها.

مشاكل في الطحال

الطحال هو العضو المسؤول عن تخزين وتصفية الدم. في بعض الحالات، يمكن أن يصبح الطحال مفرط النشاط ويقوم بتكسير الصفائح الدموية بسرعة أكبر من المعتاد، مما يؤدي إلى نقصها.

أعراض نقص الصفائح الدموية عند الأطفال

كدمات غير مبررة: قد يظهر على الطفل كدمات زرقاء أو بنفسجية على الجلد دون وجود إصابة واضحة.

نزيف من الأنف أو اللثة: تكرار نزيف الأنف أو نزيف اللثة يمكن أن يكون علامة على نقص الصفائح الدموية.

نقاط حمراء صغيرة على الجلد: يُعرف هذا العرض باسم النمشات، وهي نقاط حمراء صغيرة تظهر نتيجة النزيف تحت الجلد.

نزيف طويل الأمد بعد الجروح: إذا كان الطفل ينزف لفترة طويلة بعد حدوث جرح بسيط، فقد يكون ذلك بسبب نقص الصفائح الدموية.

كيفية التشخيص

تشخيص نقص الصفائح الدموية يبدأ بالفحص البدني وتقييم الأعراض التي يعاني منها الطفل. يُطلب عادةً إجراء اختبار تعداد الدم الكامل (CBC) لقياس عدد الصفائح الدموية. إذا كان هناك اشتباه بوجود حالة مرضية أخرى مثل اللوكيميا أو اضطرابات المناعة الذاتية، قد يُطلب إجراء فحوصات إضافية مثل فحص نخاع العظم.

العلاج

يعتمد علاج نقص الصفائح الدموية على السبب الرئيسي لهذه الحالة:

العلاج الداعم: في الحالات البسيطة أو المؤقتة، قد لا يكون هناك حاجة إلى علاج محدد، ويقتصر العلاج على مراقبة الطفل وضمان تجنب الأنشطة التي قد تؤدي إلى النزيف.

الأدوية: في حالات نقص الصفائح الدموية المناعي (ITP)، قد يوصي الطبيب باستخدام الأدوية المثبطة لجهاز المناعة مثل الستيرويدات، والتي تساعد في تقليل تدمير الصفائح الدموية.

نقل الصفائح الدموية: في الحالات الشديدة التي يكون فيها عدد الصفائح الدموية منخفضًا جدًا ويكون الطفل معرضًا لخطر النزيف، يمكن أن يُوصى بإجراء نقل صفائح دموية لتعويض النقص.

علاج السبب الأساسي: إذا كان نقص الصفائح الدموية ناتجًا عن حالة مرضية معينة مثل اللوكيميا أو اضطرابات نخاع العظم، يتم توجيه العلاج لمعالجة السبب الأساسي.

الرعاية المنزلية والنصائح

تجنب الأنشطة الخطرة: يجب تجنب الأنشطة التي قد تؤدي إلى الإصابات أو السقوط، حيث أن نقص الصفائح الدموية يزيد من خطر النزيف.

مراقبة الأعراض: من المهم مراقبة الطفل عن كثب والانتباه لأي علامات جديدة مثل نزيف مفرط أو ظهور كدمات غير مبررة.

التغذية الجيدة: ضمان أن الطفل يحصل على نظام غذائي متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية لدعم صحة الدم.

الخلاصة

نقص الصفائح الدموية عند الأطفال هو حالة قد تكون مزعجة للأهل وتتطلب متابعة طبية دقيقة. هناك العديد من الأسباب المحتملة لنقص الصفائح الدموية، تتراوح بين العدوى الفيروسية والاضطرابات المناعية إلى مشاكل نخاع العظم. من خلال التشخيص الصحيح والرعاية المناسبة، يمكن التعامل مع هذه الحالة وضمان سلامة الطفل ونموه بشكل صحي.