تأخر الكلام عند الأطفال: الأسباب والعلامات وكيفية المساعدة

الامارات 7 - تأخر الكلام عند الأطفال هو أمر شائع قد يثير قلق الأهل، خاصة عندما يتجاوز الطفل سن الكلام المتوقع دون أن يبدأ في النطق أو تكوين كلمات واضحة. يُعتبر النطق جزءًا مهمًا من تطور الطفل، ومن الضروري اكتشاف أي تأخر في الكلام مبكرًا لضمان تقديم الدعم اللازم ومساعدة الطفل على تجاوز التحديات التي قد يواجهها. في هذا المقال، سنتناول أسباب تأخر الكلام عند الأطفال، العلامات التي يجب أن ينتبه إليها الأهل، وكيفية مساعدة الطفل في تحسين قدراته اللغوية.

أسباب تأخر الكلام عند الأطفال

هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى تأخر الكلام عند الأطفال، وتشمل:

العوامل الوراثية: قد يكون لتأخر الكلام سبب وراثي، حيث يمكن أن يكون هناك تاريخ عائلي لمشاكل في النطق أو التأخر اللغوي.

مشاكل السمع: فقدان السمع الجزئي أو الكلي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على قدرة الطفل على تعلم الكلام. قد يكون الطفل غير قادر على سماع الكلمات بوضوح، مما يؤثر على تطوير مهارات النطق.

اضطرابات تطورية: مثل اضطرابات طيف التوحد أو اضطرابات النمو الشاملة، حيث تؤثر هذه الحالات على تطور اللغة والتواصل الاجتماعي للطفل.

قلة التحفيز والتفاعل: يحتاج الأطفال إلى بيئة غنية بالتواصل والكلمات لتحفيزهم على النطق. إذا كانت البيئة المنزلية لا توفر الفرص الكافية للتفاعل والكلام، فقد يتأخر الطفل في تطوير مهاراته اللغوية.

مشاكل فموية أو عضلية: مثل ضعف العضلات المسؤولة عن النطق أو مشاكل في تركيب الفم، مما يعيق الطفل من إنتاج الأصوات والكلمات بشكل صحيح.

علامات تأخر الكلام عند الأطفال

من المهم على الأهل الانتباه إلى العلامات التي تشير إلى تأخر الكلام، والتي قد تتضمن:

عدم إنتاج الأصوات البسيطة: إذا لم يبدأ الطفل في إصدار الأصوات أو الهمهمات في سن 6 إلى 9 أشهر، فقد يكون ذلك مؤشرًا على تأخر في التواصل.

عدم تكوين كلمات بسيطة بحلول عمر السنة: الأطفال عادةً يبدأون في قول كلمات مثل "ماما" و"بابا" في سن 12 شهرًا. عدم قدرة الطفل على تكوين هذه الكلمات قد يكون علامة على تأخر الكلام.

قلة الكلمات بحلول عمر السنتين: إذا كان الطفل لا يستطيع قول ما لا يقل عن 50 كلمة أو تكوين جمل من كلمتين بحلول عمر السنتين، فقد يكون ذلك مؤشرًا على تأخر في الكلام.

عدم الاستجابة للأوامر البسيطة: الأطفال الذين لا يستجيبون للأوامر أو لا يظهرون فهمًا للكلمات التي تُقال لهم قد يعانون من تأخر في تطور اللغة.

كيفية مساعدة الطفل على تجاوز تأخر الكلام

إذا لاحظ الأهل علامات تأخر الكلام عند طفلهم، هناك عدة طرق يمكن من خلالها تقديم الدعم والمساعدة:

استشارة أخصائي النطق واللغة: يُنصح بزيارة أخصائي النطق واللغة لإجراء تقييم شامل لقدرات الطفل وتحديد السبب وراء التأخر. يمكن للأخصائي وضع خطة علاجية مناسبة تساعد الطفل على تطوير مهاراته اللغوية.

التفاعل المستمر مع الطفل: التحدث مع الطفل بشكل مستمر وإشراكه في المحادثات اليومية يعزز من قدرته على اكتساب الكلمات. يمكن للأهل أن يصفوا ما يقومون به من أنشطة، مثل إعداد الطعام أو اللعب، لمساعدة الطفل على تعلم الكلمات والمفردات.

استخدام الكتب المصورة والقصص: القراءة للطفل باستخدام الكتب المصورة يمكن أن تكون وسيلة فعّالة لتعزيز مهارات النطق. يمكن للصور أن تساعد الطفل على ربط الكلمات بالمعاني، مما يسهم في تحسين مفرداته.

الألعاب التعليمية: استخدام الألعاب التي تعتمد على النطق والأصوات يمكن أن يكون مفيدًا في تطوير مهارات اللغة. الألعاب التي تُصدر أصواتًا أو تطلب من الطفل قول كلمات معينة تعزز من حافزه للتحدث.

التشجيع والدعم: من المهم أن يقدم الأهل التشجيع للطفل دون الضغط عليه. الاحتفاء بأي محاولة للتحدث والتعبير يساعد في تعزيز ثقة الطفل بنفسه ويجعله يشعر بالسعادة عند المحاولة.

متى يجب استشارة الطبيب؟

من المهم استشارة الطبيب إذا لاحظ الأهل أن طفلهم يعاني من تأخر كبير في الكلام مقارنة بأقرانه، أو إذا كان هناك عوامل أخرى مثل عدم الاستجابة للأصوات أو تراجع في التطور اللغوي بعد أن كان الطفل يتقدم بشكل طبيعي. الطبيب قد يحيل الطفل إلى أخصائي النطق أو يطلب فحوصات سمعية للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية.

الخلاصة

تأخر الكلام عند الأطفال يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة أسباب، تتراوح بين العوامل الوراثية والمشاكل الصحية إلى البيئة المحيطة والتفاعل الاجتماعي. من خلال تقديم الدعم المناسب والتفاعل المستمر، يمكن مساعدة الطفل على تطوير مهاراته اللغوية بشكل أفضل. من المهم دائمًا استشارة الأخصائيين للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج الملائم لضمان مستقبل لغوي واجتماعي سليم للطفل.