كيفية التخلص من مغص حديثي الولادة: استراتيجيات فعّالة لتهدئة طفلك وتخفيف الألم

الامارات 7 -
مغص حديثي الولادة هو من أكثر المشاكل الشائعة التي يواجهها الأهل خلال الأشهر الأولى من حياة الطفل، حيث يعاني الرضيع من نوبات بكاء غير مبررة وغالبًا ما تكون مؤلمة نتيجة الانتفاخ أو الغازات. يُعتبر المغص تجربة صعبة لكل من الطفل وأهله، حيث يمكن أن يؤثر على نمط النوم والراحة. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب المحتملة لمغص حديثي الولادة، وكذلك بعض الطرق الفعّالة لتهدئة الطفل والتخفيف من هذه الحالة المزعجة.

أسباب مغص حديثي الولادة

مغص حديثي الولادة غالبًا ما يظهر في عمر أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ويستمر حتى عمر ثلاثة إلى أربعة أشهر. هناك عدة عوامل قد تسهم في حدوث المغص، ومنها:

عدم نضج الجهاز الهضمي: يُعتبر عدم نضوج الجهاز الهضمي عند حديثي الولادة سببًا رئيسيًا للمغص. الجهاز الهضمي للطفل يكون غير مكتمل، مما يجعله يواجه صعوبة في هضم الحليب أو التعامل مع الغازات.

ابتلاع الهواء أثناء الرضاعة: يمكن أن يؤدي ابتلاع الهواء أثناء الرضاعة، سواء كانت رضاعة طبيعية أو باستخدام زجاجة، إلى تراكم الغازات في بطن الطفل، مما يسبب المغص والانزعاج.

حساسية أو عدم تحمل بعض المكونات الغذائية: قد يعاني بعض الأطفال من حساسية تجاه مكونات معينة في حليب الأم أو الحليب الصناعي، مما يؤدي إلى المغص. قد يكون التغير في النظام الغذائي للأم المرضعة مؤثرًا أيضًا.

التوتر والإجهاد: قد يكون الطفل متوترًا نتيجة تغيرات في البيئة المحيطة به أو بسبب محاولات التكيف مع العالم الخارجي، مما قد يؤدي إلى المغص والبكاء.

كيفية التخلص من مغص حديثي الولادة

التدليك اللطيف للبطن

يُعتبر تدليك بطن الطفل بلطف من الطرق الفعّالة لتخفيف المغص. يمكن للأهل تدليك بطن الطفل بحركات دائرية في اتجاه عقارب الساعة باستخدام اليد الدافئة، حيث يساعد ذلك في تحريك الغازات داخل الجهاز الهضمي وتخفيف الانتفاخ.

استخدام تقنية حمل الطفل على بطنه

يمكن حمل الطفل بطريقة تُعرف بـ "حمل البطن"، حيث يُحمل الطفل بوجهه للأسفل على الذراع، وتُستخدم اليد الأخرى لدعمه من الخلف. هذه الوضعية تساعد على تخفيف الضغط عن بطن الطفل وتسهم في تهدئته.

استخدام القماط أو الاحتضان

لف الطفل في قماط دافئ أو احتضانه بلطف يمكن أن يساهم في توفير الشعور بالأمان والراحة، مما يساعد في تهدئة المغص. الحرارة اللطيفة التي يشعر بها الطفل قد تساعد في تخفيف الألم.

تحريك الساقين بطريقة الدراجات

يمكن تحريك ساقي الطفل بحركات دائرية كما لو كان يقود دراجة. هذه الحركات تساعد في طرد الغازات المتراكمة في الأمعاء، وبالتالي تخفيف المغص.

استخدام حلمة الرضاعة ببطء مناسب

إذا كان الطفل يرضع من الزجاجة، يُنصح باستخدام حلمة رضاعة بطيئة التدفق لمنع ابتلاع الهواء بكميات كبيرة. يساعد ذلك في تقليل كمية الهواء التي يبتلعها الطفل أثناء الرضاعة، مما يساهم في الحد من تراكم الغازات والمغص.

التأكد من تجشؤ الطفل بعد الرضاعة

من المهم التأكد من تجشؤ الطفل بعد كل رضعة للتخلص من الهواء الذي تم ابتلاعه أثناء الرضاعة. يمكن حمل الطفل على الكتف والتربيت بلطف على ظهره لضمان خروج الهواء ومنع تراكم الغازات.

توفير بيئة هادئة ومريحة

قد يساعد توفير بيئة هادئة للطفل على تقليل المغص. يُفضل تقليل مصادر الإزعاج مثل الضوضاء العالية أو الأضواء الساطعة وخلق بيئة مريحة للطفل. يمكن تشغيل صوت مهدئ مثل صوت الماء الجاري أو موسيقى هادئة لمساعدة الطفل على الاسترخاء.

استخدام بعض الأعشاب الطبيعية

يُعتبر شاي الأعشاب مثل شاي البابونج أو الشمر من الخيارات التي يمكن أن تساعد في تخفيف المغص، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تقديم أي نوع من الأعشاب للطفل للتأكد من أمانها وملاءمتها.

استشارة الطبيب حول تغيير الحليب

إذا كان الطفل يتغذى على الحليب الصناعي، يمكن استشارة الطبيب حول إمكانية تغيير نوع الحليب إلى حليب مخصص للأطفال الذين يعانون من المغص أو لديهم حساسية تجاه بعض المكونات. يمكن أن يساعد الحليب المخصص في تقليل الأعراض وتحسين حالة الطفل.

الحفاظ على الهدوء والصبر

من المهم أن يتحلى الأهل بالهدوء والصبر عند التعامل مع مغص الطفل. الطفل يشعر بحالة الأهل، وأي توتر قد يزيد من انزعاجه. توفير الدعم والراحة للطفل والتعامل بهدوء يسهم في تخفيف حدة المغص.

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا استمر المغص لفترات طويلة أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل القيء المستمر، الحمى، أو انخفاض في الوزن، يجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة. الطبيب يمكنه تقديم الإرشادات اللازمة وتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لأي علاج إضافي.

الخلاصة

مغص حديثي الولادة حالة شائعة قد تكون مرهقة لكل من الطفل والأهل، ولكن من خلال تطبيق بعض الإجراءات البسيطة مثل التدليك اللطيف، توفير بيئة هادئة، وتحريك الساقين، يمكن تخفيف الألم وتهدئة الطفل بشكل فعّال. من المهم دائمًا استشارة الطبيب إذا استمرت المشكلة لضمان حصول الطفل على الرعاية المناسبة والتأكد من عدم وجود أسباب صحية أخرى وراء المغص.