أسباب فطريات الفم عند الأطفال: العوامل المسببة وكيفية الوقاية والعلاج

الامارات 7 - فطريات الفم، والمعروفة أيضًا بالقلاع الفموي، هي حالة شائعة بين الأطفال، وخاصة الرضّع. تحدث هذه الحالة نتيجة نمو فطر يُعرف باسم كانديدا ألبيكانس داخل الفم. وعلى الرغم من أن هذا الفطر يتواجد بشكل طبيعي في الجسم، إلا أن النمو المفرط له يمكن أن يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء مؤلمة داخل الفم وعلى اللسان. في هذا المقال، سنتناول أسباب فطريات الفم عند الأطفال، العوامل التي تساهم في نموها، وطرق الوقاية والعلاج.

ما هي فطريات الفم؟

فطريات الفم هي عدوى فطرية تؤثر على الغشاء المخاطي للفم وتظهر غالبًا على شكل بقع بيضاء أو كريمية المظهر. يمكن أن تكون هذه البقع مؤلمة وقد تؤدي إلى صعوبة في الرضاعة أو تناول الطعام عند الأطفال. تعتبر الفطريات شائعة بين الأطفال الرضّع بسبب عدم نضوج جهازهم المناعي، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة.

أسباب فطريات الفم عند الأطفال

هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى ظهور فطريات الفم عند الأطفال، ومن أبرز هذه الأسباب:

عدم نضوج الجهاز المناعي: الأطفال حديثو الولادة يكون جهازهم المناعي غير مكتمل التطور، مما يجعلهم غير قادرين على مقاومة العدوى بشكل فعال، وهذا يجعل الفطريات تجد بيئة مناسبة للنمو داخل الفم.

استخدام المضادات الحيوية: في بعض الأحيان، قد يتعرض الطفل للعلاج بالمضادات الحيوية، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو من خلال الأم المرضعة التي تتناول المضادات الحيوية. المضادات الحيوية تعمل على قتل البكتيريا الجيدة في الجسم، مما يُحدث توازنًا يمكن أن يسمح للفطريات بالنمو بشكل مفرط.

انتقال العدوى من الأم: يمكن أن تنتقل العدوى من الأم إلى الطفل أثناء الرضاعة الطبيعية إذا كانت الأم تعاني من عدوى فطرية في الحلمة. هذا الانتقال يمكن أن يؤدي إلى إصابة فم الطفل بالفطريات.

استخدام اللهايات وزجاجات الحليب: استخدام اللهايات أو زجاجات الحليب غير المعقمة بشكل جيد قد يكون عاملًا مساعدًا لنمو الفطريات في فم الطفل. البيئة الرطبة والدافئة التي توفرها اللهاية أو الزجاجة غير النظيفة تساعد على تكاثر الفطريات.

الإصابة بحالات مرضية مزمنة: الأطفال الذين يعانون من حالات مرضية تؤثر على جهازهم المناعي، مثل السكري أو بعض الأمراض المناعية، يكونون أكثر عرضة للإصابة بفطريات الفم.

علامات وأعراض فطريات الفم عند الأطفال

من المهم للأهل التعرف على علامات وأعراض فطريات الفم عند الأطفال، وتشمل:

بقع بيضاء أو كريمية على اللسان وداخل الفم: هذه البقع قد تكون غير قابلة للإزالة بسهولة، وإذا تم مسحها قد تترك مكانها سطحًا ملتهبًا أو ينزف.

صعوبة في الرضاعة: الطفل المصاب بفطريات الفم قد يرفض الرضاعة بسبب الألم الذي يشعر به أثناء محاولته تناول الحليب.

التهيج والبكاء: يمكن أن يكون الطفل عصبيًا ويبكي بشكل مستمر نتيجة للألم والانزعاج الذي يسببه الفطر.

تشقق زوايا الفم: في بعض الحالات، يمكن أن يحدث تشقق واحمرار في زوايا الفم نتيجة للعدوى الفطرية.

كيفية الوقاية من فطريات الفم عند الأطفال

التعقيم الجيد للأدوات: يجب الحرص على تعقيم اللهايات وزجاجات الحليب بشكل جيد قبل استخدامها، وذلك للقضاء على أي جراثيم أو فطريات قد تكون موجودة.

الاهتمام بنظافة الفم: يمكن استخدام قطعة قماش ناعمة ونظيفة لمسح لثة الطفل بلطف، خاصة قبل ظهور الأسنان، للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بالفطريات.

التغذية الجيدة للأم: بالنسبة للأمهات المرضعات، من المهم تناول نظام غذائي صحي ومتوازن لدعم صحة جهاز المناعة، مما يقلل من خطر انتقال الفطريات إلى الطفل.

علاج عدوى الأم الفطرية: إذا كانت الأم تعاني من فطريات في الحلمة، يجب علاجها فورًا لمنع انتقال العدوى إلى الطفل.

علاج فطريات الفم عند الأطفال

الأدوية المضادة للفطريات: يمكن للطبيب أن يصف أدوية مضادة للفطريات تكون آمنة للاستخدام عند الأطفال، مثل النستاتين أو ميكونازول، حيث تُستخدم هذه الأدوية بوضعها على البقع المصابة في الفم.

تقديم السوائل بكثرة: الحفاظ على رطوبة الطفل وتقديم السوائل بكثرة يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض وتحسين حالة الطفل.

التأكد من نظافة الثدي أثناء الرضاعة: للأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن طبيعيًا، من المهم التأكد من نظافة الحلمات وغسلها وتجفيفها جيدًا قبل وبعد الرضاعة.

الخلاصة

فطريات الفم عند الأطفال حالة شائعة يمكن أن تكون مزعجة للطفل والأهل، ولكنها عادةً ما تكون قابلة للعلاج بسهولة. من خلال التعرف على الأسباب والعوامل المساهمة في حدوث الفطريات، يمكن اتخاذ خطوات للوقاية منها والتقليل من خطر حدوثها. إذا لاحظ الأهل ظهور أعراض فطريات الفم على طفلهم، يُنصح باستشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب وضمان راحة الطفل ونموه الصحي.