كيف أساعد طفلي على الجلوس بمفرده: دليل شامل لتعزيز نمو الطفل وتطوره الحركي

الامارات 7 - تعلم الجلوس بمفرده هو من المعالم المهمة في حياة الطفل، ويعكس تقدم نموه الجسدي وتطور مهاراته الحركية. الجلوس يمهد الطريق للعديد من المهارات الحركية الأخرى مثل الحبو والوقوف والمشي. من المهم دعم طفلك في هذه المرحلة بشكل مناسب لتحفيز نموه بطريقة صحية وآمنة. في هذا المقال، سنتناول كيفية مساعدة طفلك على الجلوس بمفرده، بما في ذلك بعض الخطوات والنصائح العملية التي يمكنكِ اتباعها لضمان تحقيق هذا الإنجاز الهام.

متى يبدأ الطفل في الجلوس بمفرده؟

عادةً ما يبدأ الأطفال بالجلوس بشكل مستقل بين سن 4 إلى 7 أشهر. يبدأ الطفل تدريجيًا بتقوية عضلات الرقبة والظهر، حتى يصبح قادرًا على الحفاظ على توازنه أثناء الجلوس. من المهم أن تتذكري أن كل طفل يختلف عن الآخر في وتيرة نموه، لذا فإن بعض الأطفال قد يجلسون في وقت مبكر بينما يحتاج آخرون إلى وقت أطول للوصول إلى هذه المرحلة.

خطوات مساعدة طفلك على الجلوس بمفرده

1. تقوية عضلات الرقبة والظهر

الجلوس يتطلب عضلات قوية في الرقبة والظهر، لذا من الضروري العمل على تقوية هذه العضلات من خلال:

وقت البطن (Tummy Time): ضعي طفلك على بطنه لبضع دقائق عدة مرات في اليوم. هذا يساعد في تقوية عضلات الرقبة والظهر والكتفين، وهي العضلات الضرورية للجلوس. تأكدي من أن تكوني قريبة منه وتقدمي له الدعم وتشجعيه عندما يكون على بطنه.

استخدام الألعاب: استخدمي الألعاب المفضلة لطفلك لجعله يرفع رأسه ويكتشف محيطه. هذا يحفزه على البقاء على بطنه لفترات أطول وبالتالي تقوية عضلاته.

2. توفير الدعم باستخدام الوسائد

يمكن استخدام الوسائد لدعم الطفل أثناء محاولته للجلوس. قومي بوضع وسائد ناعمة حول الطفل لتوفير الدعم من جميع الجوانب. هذا يجعله يشعر بالأمان ويساعده على التوازن أثناء الجلوس.

الجلوس المدعوم: ابدئي بوضع طفلك في وضعية الجلوس باستخدام وسائد كبيرة لدعمه من الخلف والجوانب. حاولي أن تجلسي بجانبه لمراقبته ومنحه الأمان.

3. التدريب على التوازن

التوازن هو جزء مهم من تعلم الجلوس. يمكنك مساعدة طفلك على تطوير مهارات التوازن من خلال:

اللعب مع الطفل وهو جالس: اجلسي أمام طفلك وشجعيه على الإمساك بلعبة أو لمسك. هذا يساعده على الحفاظ على توازنه والبقاء في وضعية الجلوس لفترة أطول.

حركات خفيفة: يمكنكِ تحريك طفلك بلطف من جهة لأخرى وهو في وضعية الجلوس، مما يساعده على تحسين توازنه وتقوية عضلاته.

4. استخدام الألعاب التحفيزية

ضعي ألعابًا ملونة وجذابة أمام طفلك أثناء محاولته الجلوس. الألعاب تجذب انتباهه وتحفزه على محاولة البقاء في وضعية الجلوس لفترة أطول للوصول إليها. يمكنكِ وضع الألعاب على مستوى مختلف قليلاً لتشجيعه على استخدام ذراعيه للتوازن.

5. إعطاء الطفل الحرية في المحاولة

امنحي طفلك الفرصة للمحاولة بنفسه. حاولي أن لا تتدخلي بشكل مفرط أو تحاولي منعه من السقوط بلطف (طالما أنه آمن)، لأن السقوط أحيانًا يساعد الطفل على تعلم كيفية التحكم بجسمه بشكل أفضل.

6. القيام بتمارين تقوية إضافية

يمكنكِ القيام ببعض التمارين الخفيفة التي تساعد على تقوية عضلات طفلك:

التدحرج: شجعي طفلك على التدحرج من البطن إلى الظهر والعكس، حيث يساعد التدحرج على تقوية العضلات التي يحتاجها للجلوس.

الجلوس على ركبتيكِ: اجلسي على الأرض وضعي طفلك على فخذيكِ، ثم أمسكيه بلطف واتركيه يحاول الجلوس بمفرده بينما تدعمينه من الخلف.

نصائح لضمان سلامة الطفل أثناء تعلم الجلوس

استخدام سطح ناعم: تأكدي من أن الطفل يجلس على سطح ناعم مثل بساط اللعب أو بطانية مطوية، وذلك لحمايته في حال فقد توازنه وسقط.

مراقبة الطفل باستمرار: يجب أن تكوني دائمًا قريبة من الطفل أثناء محاولته الجلوس، لتقديم المساعدة في حال احتاج إليها ولضمان سلامته.

تجنب استخدام المقاعد الداعمة لفترات طويلة: على الرغم من أن المقاعد الداعمة قد تبدو مفيدة، إلا أنه من الأفضل عدم الاعتماد عليها لفترات طويلة لأن الطفل يحتاج إلى تعلم كيفية التحكم في جسمه بشكل طبيعي.

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا كان طفلك لم يظهر أي تقدم في محاولات الجلوس بحلول الشهر التاسع، فمن الأفضل استشارة الطبيب. قد يكون هناك سبب يؤخر نموه الحركي، والطبيب سيكون قادرًا على تقديم التقييم المناسب والنصائح اللازمة.

خلاصة

تعلم الجلوس بمفرده هو خطوة كبيرة في نمو طفلك، ويسهم بشكل كبير في تعزيز استقلاليته واستكشافه للعالم من حوله. من خلال توفير الدعم المناسب، وتقوية عضلاته، وتشجيعه على التوازن، يمكنك مساعدة طفلك على تحقيق هذا الإنجاز بثقة. تذكري أن كل طفل يختلف عن الآخر في وتيرة نموه، لذا كوني صبورة وداعمة، واستمتعي بهذه المرحلة الرائعة من نمو طفلك.