متى يبدأ الطفل بالجلوس: دليل شامل لمراحل تطور الجلوس لدى الأطفال

الامارات 7 -
تطور الطفل هو رحلة مثيرة للأهل، حيث يمثل كل إنجاز صغير خطوة نحو الاستقلالية والنمو البدني والعقلي. الجلوس هو أحد أهم المعالم التطورية التي ينتظرها الأهل، كونه يشير إلى تقدم كبير في نمو عضلات الطفل وتوازنه. لكن متى يبدأ الطفل بالجلوس؟ وما هي العلامات التي تشير إلى أن طفلك مستعد لهذه المرحلة؟ في هذا المقال، سنستعرض مراحل تطور الجلوس لدى الطفل، وكيفية دعم الطفل وتشجيعه بأمان لتحقيق هذا الإنجاز المهم.

متى يبدأ الطفل بالجلوس؟

عادةً ما يبدأ الأطفال بالجلوس بشكل مستقل بين سن 4 إلى 7 أشهر. ومع ذلك، يختلف توقيت الجلوس من طفل إلى آخر بناءً على عوامل عديدة، مثل تطور عضلات الطفل، ودعمه ومساعدته من قبل الأهل، وعوامل وراثية وصحية. من المهم أن نتذكر أن كل طفل يختلف في وتيرة تطوره، ولا داعي للقلق إذا لم يجلس الطفل في الوقت المحدد بالضبط.

مرحلة ما قبل الجلوس (من 3 إلى 4 أشهر)

في هذا العمر، يبدأ الطفل بتطوير عضلات الرقبة والظهر، مما يسمح له برفع رأسه بثبات عندما يكون مستلقيًا على بطنه. هذه المرحلة تعتبر من المراحل التمهيدية للجلوس، حيث يكون الطفل قادرًا على دفع نفسه باستخدام مرفقيه والاعتماد على بطنه لبعض الدعم.

مرحلة الدعم اليدوي (من 4 إلى 5 أشهر)

في هذا العمر، قد يستطيع الطفل الجلوس لفترات قصيرة بمساعدة الأهل أو باستخدام يديه لدعم نفسه. غالبًا ما يميل الطفل إلى الأمام ويستخدم ذراعيه للحفاظ على التوازن، وهي علامة على بدء تطور عضلات الجلوس.

مرحلة الجلوس المستقل (من 6 إلى 7 أشهر)

بحلول الشهر السادس أو السابع، يبدأ الطفل بالجلوس بشكل أكثر استقلالية، دون الحاجة إلى دعم من الأهل. في هذه المرحلة، يكتسب الطفل التوازن الضروري للحفاظ على وضعيته أثناء الجلوس، ويمكنه استخدام يديه للعب أو الإمساك بالأشياء بينما يجلس.

كيف يمكن للأهل مساعدة الطفل على الجلوس؟

1. تقوية عضلات الطفل

وضع الطفل على بطنه: تعتبر هذه التمارين، والمعروفة أيضًا بـ "وقت البطن"، من أهم الأنشطة التي تساعد على تقوية عضلات الظهر والرقبة والذراعين، وهي ضرورية للجلوس.

استخدام الألعاب: ضعي ألعابًا مفضلة لدى الطفل أمامه أثناء وجوده على بطنه، فهذا يحفزه على رفع رأسه وتقوية عضلاته.

2. توفير الدعم المناسب

الدعم باستخدام الوسائد: ضعي وسائد ناعمة حول الطفل لمساعدته على الحفاظ على توازنه أثناء محاولة الجلوس. هذا الدعم يمكن أن يساعده على الشعور بالأمان ويقلل من احتمالية السقوط.

الجلوس مع الطفل: اجلسي خلف الطفل وضعي يديك حوله لتوفير الدعم والتوازن أثناء تعلمه الجلوس بمفرده.

3. تشجيع التوازن

لعب التوازن: اجعلي الطفل يجلس على سطح ناعم مثل مرتبة أو حصيرة لعب، وحاولي تحريكه بلطف ليشعر بالتوازن ويعمل على تحسين قدرته على الحفاظ على وضعيته.

استخدام الألعاب الجذابة: ضعي ألعابًا أو أشياء مثيرة للاهتمام أمام الطفل لتحفيزه على الجلوس واللعب بها، مما يساعده على الحفاظ على وضعية الجلوس لفترات أطول.

نصائح لضمان سلامة الطفل أثناء تعلم الجلوس

المراقبة الدائمة: يجب دائمًا مراقبة الطفل أثناء تعلمه الجلوس لتجنب السقوط أو الإصابات.

الجلوس على أسطح ناعمة: حاولي دائمًا أن يكون الطفل جالسًا على أسطح ناعمة مثل السجاد أو الوسائد لتقليل مخاطر الإصابة في حال فقد توازنه.

تجنب استخدام المقاعد والمساند المفرطة: بعض الأدوات مثل مقاعد الجلوس الداعمة قد تؤخر تطور الطفل الطبيعي في التوازن، لذا يجب استخدامها بحذر وعدم الاعتماد عليها بشكل كامل.

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا لم يجلس الطفل بمساعدة حتى عمر 9 أشهر: إذا لم يظهر الطفل أي اهتمام أو قدرة على الجلوس حتى بمساعدة بعد الشهر التاسع، يُفضل استشارة الطبيب للتأكد من أن كل شيء يسير بشكل طبيعي.

وجود ضعف في التحكم بالرقبة: إذا لاحظتِ أن طفلك يعاني من ضعف مستمر في رفع رأسه أو التحكم في حركته، فقد يكون ذلك مؤشرًا يستدعي استشارة الطبيب.

خلاصة

الجلوس هو مرحلة هامة في تطور الطفل، ويعتمد توقيته على العديد من العوامل، بما في ذلك استعداد عضلات الطفل والدعم الذي يتلقاه. يبدأ معظم الأطفال في الجلوس بين عمر 4 إلى 7 أشهر، ويمكن للأهل المساهمة بشكل كبير في تعزيز هذه المهارة من خلال توفير بيئة آمنة ومشجعة، ودعم الطفل بتمارين بسيطة وألعاب مسلية. الأهم هو التحلي بالصبر وعدم القلق إذا تأخر الطفل قليلاً، حيث إن كل طفل يتبع وتيرة نموه الخاصة. إذا كانت هناك مخاوف حول تطور الطفل، فإن استشارة الطبيب هي الخطوة الصحيحة للتأكد من سلامة النمو.