مدينة طنطا قديماً

الامارات 7 - مدينة طنطا اليوم هي عاصمة محافظة الغربية في مصر، وتتمتع بموقع جغرافي مميز في قلب دلتا النيل، مما يجعلها واحدة من أكثر المدن كثافة سكانية في البلاد. ازدادت أهمية طنطا بشكل كبير بعد أن استقر فيها القطب الكبير السيد أحمد البدوي شيخ الأحمدية. وفي هذا المقال، نتعرف على تاريخ المدينة العريق.

عهد الفراعنة:
اسم طنطا يعود لآلاف السنين، حيث أطلق عليها الفراعنة اسم "تناسُو"، وكانت من ضمن المقاطعة الخامسة المهمة في مصر القديمة، وتقع في منطقة الوجه البحري. كان بها قرية خرسيت الفرعونية، والتي أطلق عليها الفراعنة "خورست"، أي "أرض عبادة الإله ست"، إله الشر.

عهد الإغريق والرومان:
في القرن الرابع قبل الميلاد، أطلق عليها الإغريق اسم "تانيتاد". وعندما خضعت مصر لسيطرة الرومان، تم تعيين مجلس أعيان لها، واشتهرت قرية تلبنت قيصر لاحتوائها على قلعة عسكرية رومانية. وفي العصر البيزنطي، أصبحت تعرف باسم "طو"، بينما كان الأقباط يطلقون عليها "طنيطاد".

الفتح الإسلامي:
قبل الفتح الإسلامي، كانت طنطا مركزاً أسقفياً مستقلاً عن السلطة البطريركية. بعد الفتح الإسلامي عام 641م، تحولت المدينة إلى حكمدارية تضم دار الحاكم وعساكره، مع العديد من المساجد مثل جامع البوصة والمرزوقي. وفي عهد الخليفة المستنصر، تغيرت الحدود الإدارية في مصر، وتم تسمية المنطقة "الطندتاوية" نسبة إلى طنطا. كما أطلق عليها الفاطميون اسم "طندنا"، واتخذوها قاعدة إدارية للإقليم الجديد.

عهد الأيوبيين:
في العصر الأيوبي، اهتم القائد صلاح الدين الأيوبي بتوسيع عمران طنطا بشكل كبير، فازدهرت المدينة لتصبح قرية كبيرة تحتوي على حوالي 100 فدان من الأرض في القرن الثامن الهجري. تغير اسمها من "طنتدا" إلى "طنت"، وفي عهد السلطان الأشرف شعبان بن حسين، أعاد تقسيم الدلتا إلى إقليم الغربية، وكان طنطا جزءاً منه، وأصبحت تحت إشراف حاكم محلي مسؤول عن الشؤون الدينية والتعليمية.

الاحتلال الفرنسي:
خلال الاحتلال الفرنسي، تم تعديل الحدود الإدارية لمدينة طنطا، فتم دمج بعض الأقاليم مع بعضها البعض، وزيادة المساحات المضافة إلى إقليم الغربية. كما أصبحت طنطا تابعة لإقليم المنوفية، وأُطلق عليها الاسم الذي تعرف به اليوم "طنطا".

بهذا التطور المستمر على مر العصور، أصبحت مدينة طنطا واحدة من المدن البارزة في مصر.