كيف يمكنني معرفة ما إذا كان طفلي يعاني من مشاكل في السمع؟ علامات ودلائل تساعد الأهل في الكشف المبكر

الامارات 7 - السمع من الحواس الأساسية التي تؤثر بشكل كبير على تطور الطفل، سواء كان ذلك في النمو اللغوي أو الاجتماعي أو حتى العاطفي. قد يكون من الصعب على الأهل في بعض الأحيان معرفة ما إذا كان طفلهم يعاني من مشاكل في السمع، خاصة إذا كان عمره صغيرًا ولا يستطيع التواصل بالكلام بشكل واضح. لذلك، من المهم التعرف على العلامات والدلائل التي تشير إلى احتمالية وجود مشكلة في السمع، وذلك لضمان التشخيص المبكر والعلاج الفعال. في هذا المقال، سنستعرض العلامات التي قد تدل على أن الطفل لا يسمع جيدًا، وما يمكن للأهل فعله للتأكد من حالة سمع طفلهم.

1. عدم الاستجابة للأصوات المحيطة

من بين أولى العلامات التي قد تشير إلى وجود مشكلة في السمع هي عدم استجابة الطفل للأصوات من حوله. إذا لاحظت أن طفلك لا يلتفت عند سماع أصوات عالية أو حتى أصوات مألوفة، مثل صوت والدته أو صوت لعبة مفضلة، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود مشكلة.

مظاهر عدم الاستجابة:

عدم التفاعل مع الأصوات المفاجئة مثل جرس الباب أو صوت التصفيق.

عدم الالتفات عند مناداته باسمه بعد عمر 6 أشهر.

عدم إبداء أي اهتمام بالأصوات المألوفة أو الموسيقى.

2. تأخر في تطور المهارات اللغوية

النمو اللغوي للطفل يعتمد بشكل كبير على حاسة السمع. إذا كان الطفل يعاني من ضعف في السمع، فمن المحتمل أن يتأخر في بدء نطق الكلمات الأولى وتعلم تكوين الجمل. الأطفال الذين يعانون من مشاكل في السمع قد يبدؤون بالكلام في وقت متأخر مقارنة بأقرانهم.

علامات تأخر المهارات اللغوية:

عدم نطق كلمات بسيطة مثل "ماما" أو "بابا" بحلول عمر السنة.

عدم محاولة تكرار الأصوات أو التفاعل مع الحوارات بين الأشخاص من حوله.

عدم تكوين جمل بسيطة من كلمتين بحلول عمر السنتين.

3. الإفراط في الانتباه إلى تعابير الوجه والإشارات الجسدية

عندما يكون لدى الطفل ضعف في السمع، قد يعتمد بشكل أكبر على تعابير الوجه والإشارات الجسدية لفهم ما يدور حوله. إذا لاحظت أن طفلك ينظر إليك كثيرًا أثناء التحدث، وكأنه يحاول قراءة الشفاه أو الاعتماد على لغة الجسد لفهم كلامك، فقد يكون ذلك علامة على وجود صعوبة في السمع.

4. عدم الاستجابة للمصادر الصوتية المتعددة

من الطبيعي أن يستجيب الطفل لأصوات مختلفة في البيئة المحيطة به. إذا لاحظت أن طفلك يتجاهل الأصوات القادمة من اتجاهات معينة أو لا يستطيع تحديد مصدر الصوت، فقد يكون هذا مؤشرًا على وجود مشكلة في السمع.

مظاهر عدم تحديد مصدر الصوت:

عدم التوجه نحو مصدر الصوت عند سماعه.

تجاهل الأصوات التي تأتي من الخلف أو الجانبين.

5. زيادة مستوى الصوت بشكل مفرط عند مشاهدة التلفاز

إذا كان طفلك يفضل رفع مستوى الصوت بشكل مفرط عند مشاهدة التلفاز أو الاستماع إلى الموسيقى، فقد يكون ذلك دليلًا على أنه لا يسمع بوضوح. هذه العادة قد تشير إلى أن الطفل يحاول التعويض عن ضعف السمع.

6. ملاحظة التهابات الأذن المتكررة

التهابات الأذن المتكررة قد تؤدي إلى مشاكل في السمع، خاصة إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح. إذا كان طفلك يعاني من التهابات أذن متكررة أو يشكو من ألم في الأذن، فمن المهم مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود تأثير سلبي على قدرته على السمع.

7. الميل إلى الانعزال أو عدم التفاعل الاجتماعي

الطفل الذي يعاني من مشكلة في السمع قد يميل إلى الانعزال بسبب صعوبة التواصل مع الآخرين. قد يبدو غير مهتم باللعب مع الأطفال الآخرين أو لا يشارك في الأنشطة الاجتماعية بشكل طبيعي. هذا السلوك قد يكون نتيجة عدم القدرة على متابعة الحديث أو فهم الآخرين.

8. ماذا يمكن للأهل فعله إذا اشتبهوا بوجود مشكلة في السمع؟

استشارة طبيب الأطفال

إذا كنت تشعر بالقلق بشأن سمع طفلك، يجب عليك استشارة طبيب الأطفال في أقرب وقت ممكن. الطبيب يمكنه إجراء بعض الفحوصات الأولية وتحويلك إلى أخصائي السمع إذا كانت هناك حاجة لذلك.

إجراء فحص السمع

الفحص السمعي يعد الطريقة الأكثر دقة لتحديد ما إذا كان طفلك يعاني من ضعف في السمع. يمكن لأخصائي السمع إجراء اختبارات تقيّم قدرة الطفل على سماع الأصوات المختلفة، وتحديد نوع ومستوى فقدان السمع إن وجد.

التدخل المبكر

إذا تبين أن طفلك يعاني من مشكلة في السمع، فإن التدخل المبكر هو المفتاح لمساعدته على تطوير مهاراته اللغوية والاجتماعية. يمكن أن يشمل التدخل المبكر استخدام أجهزة مساعدة على السمع أو جلسات علاجية لتحفيز النمو اللغوي والتواصلي.

خاتمة

الكشف المبكر عن مشاكل السمع عند الأطفال يلعب دورًا كبيرًا في ضمان تطورهم الطبيعي والنمو السليم. من خلال مراقبة علامات عدم الاستجابة للأصوات، والتأخر في تطور المهارات اللغوية، والاعتماد الزائد على تعابير الوجه، يمكن للأهل اتخاذ الخطوات اللازمة للتأكد من صحة سمع أطفالهم. إذا كنت تشعر بأي قلق بشأن قدرة طفلك على السمع، فإن استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات المناسبة يمكن أن يوفر لك الاطمئنان أو يساهم في اتخاذ الخطوات المناسبة لعلاج المشكلة في مراحلها المبكرة.