مهرجان الظفرة .. 21 يوماً من الأصالة والتراث والتاريخ

الامارات 7 - اختتمت مساء أمس الأول، فعاليات مهرجان مزاينة الظفرة للإبل، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وسط حضور جماهيري كبير ومشاركات خليجية واسعة ومنافسات قوية بين كبار ملاك مزايين الإبل في منطقة الخليج العربي.

وعلى مدى ما يقارب من 21 يوما استمتع خلالها عشاق الأصالة والتراث والتاريخ بالعديد من الفعاليات والبرامج والأنشطة المتميزة التي تلبي احتياجاتهم ومتطلباتهم وتقدم لهم وجبة يومية من الأصالة والعراقة في موقع مهرجان مزاينة الظفرة للإبل.


وشهدت النسخة الحالية من المهرجان العديد من الفعاليات الجديدة والمتجددة سواء على مستوى الفعاليات التراثية أو مزاينة الظفرة للإبل حيث تم استحداث شوط الجمل 10 لأول مرة ضمن مسابقات المزاينة قبل أن يوجه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية بإضافة شوط مفاريد تلاد مجاهيم لأبناء القبائل. وارتفعت مشاركات الإبل الخليجية في مهرجان مزاينة الظفرة للإبل في نسختها التاسعة 50% مقارنة بالأعداد المشاركة في العام الماضي ولم يكن الأمر مقتصرا على الأشواط الجماعية كما كان معتادا من قبل ولكنه ظهر أيضا خلال الأشواط الفردية وهو ما يؤكد أن مهرجان الظفرة نجح في تحقيق أهدافه وجذب إليه اكبر ملاك الإبل على مستوى دول الخليج العربي ليصبح أكبر تجمع للإبل في منطقة الخليج. وبلغ عدد الإبل المشاركة في النسخة التاسعة للمهرجان أكثر من 35 ألف ناقة وهو ما انعكس على زيادة منطقة المهرجان حيث زادت أعداد العزب وساحتها بشكل كبير في الوقت الذي حرصت فيه اللجنة المنظمة على توفير كافة الخدمات اللوجيستية للمشاركين والزوار.
وتضمن المهرجان العديد من الفعاليات والأنشطة والبرامج التي تلبي طموحات واحتياجات كافة المشاركين والزوار من خلال 15 فعالية ومسابقة تراثية بمجموع جوائز يفوق 50 مليون درهم: مزاينة «بينونة» للإبل، مزاينة «الظفرة» للإبل (فئتا الأصايل والمجاهيم)، سباق الإبل التراثي، مسابقة المحالب، سباق الخيول العربية الأصيلة، مسابقات الصيد الصقور، سباق السلوقي العربي، التصوير الفوتوغرافي، مزاينة أفضل أنواع التمور، ومسابقة أفضل طرق تغليف التمور، السوق التراثي والحرف اليدوية، قرية الطفل، مسابقة اللبن الحامض، ومزاينة غنم النعيم، إضافة لمسابقة أفضل مخيم للمشاركين والتي تقام للمرة الأولى.

وأشاد فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، بالنجاح الكبير الذي حققته النسخة التاسعة من مهرجان مزاينة الظفرة للإبل مؤكدا أنّ المهرجان استطاع تحقيق مكانته المميزة بفضل الدعم اللامحدود من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» لمشاريع صون التراث وتشجيعه على مواصلة تعزيز ثقافة المهرجانات التراثية، وكذلك الاهتمام الكبير من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بجهود صون التراث العريق والمحافظة على تقاليدنا الأصيلة، والمتابعة الدائمة للمهرجان واستراتيجية تطويره من قبل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، باعتبار فعاليات مهرجان الظفرة تمثل أحد أهم مقومات الحفاظ على هويتنا الوطنية ورصيدنا الحضاري.

وأضاف المزروعي أنّ مهرجان الظفرة نجح في الترويج للتراث الإماراتي الأصيل وتعزيز جهود صونه والحفاظ عليه، ويُسهم عاماً بعد آخر في وضع المنطقة الغربية على خريطة السياحة العالمية مُعرّفاً بها وبتفاصيل ثقافتها وأصالتها وتقاليد أهل الإمارات.

واعتبر المزروعي أنّ مزاينة الظفرة للإبل ومنذ انطلاقتها الأولى في إبريل 2008 بتوجيهات من القيادة الرشيدة، تمكنت من تحقيق السبق في أن تصبح أكبر وأشمل مزاينة للإبل من نوعها، وذلك بفضل الدعم الواسع والثقة الكبيرة التي مُنحنا إيّاها، كما أنّ اللجنة المنظمة تسعى دائماً لتطوير المهرجان وتنويع فعالياته، مع الأخذ بالاعتبار آراء واقتراحات المشاركين والزوار على حد سواء. وأشاد عبدالله بطي القبيسي مدير المشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بالجهود المخلصة من الجميع لإنجاح حدث مهم يعنى بحماية التراث البيئي والتاريخي ويعزز صلة الوصل بين ماضي المواطن الإماراتي وحاضره متوجها بالشكر لكل من ساهم في تقديم مختلف أشكال المساندة لتنظيم هذا الحدث المميز: راعي المهرجان شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» وراعي مزاينة الإبل شركة المسعود للسيارات ورعاة المسابقات التراثية «الاتحاد للقطارات وبن حمودة للسيارات وسيكيورتيك ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية» وكذلك كافة الجهات الداعمة للمهرجان: ديوان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية ودائرة الشؤون البلدية - بلدية المنطقة الغربية والقيادة العامة لشرطة أبوظبي وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية ومركز إدارة النفايات بأبوظبي «تدوير» ونادي صقاري الإمارات ونادي أبوظبي للصقارين وشركة أبوظبي للتوزيع والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية والمجموعة العلمية المتقدمة المشرفة على مزاد الهجن إضافة للداعم الطبي «مستشفيات الغربية».


قوافل الإبل
مع انتهاء فعاليات مهرجان مزاينة الظفرة للإبل، بدأت قوافل الإبل مسيرة العودة إلى ديارها بعد فترة من التشويق والإثارة قضاها عشاق مزايين الإبل من دول مجلس التعاون الخليجي وتواصلوا خلالها حول كل ما يخص الإبل ويساهم في الارتقاء به والحفاظ على التراث الأصيل. فمع انتهاء فعاليات شوط البيرق بدأت الإبل مسيرة العودة لديارها بعد أن ربح منها الجميع فهناك من ربح الجائزة والفوز بالمراكز الأولى، وهناك من ربح مقابلا ماديا سخيا لبيعه ناقته بمبلغ مجز، وهناك من ربح شرف المنافسة ومشاركة كبار ملاك الإبل، وهناك من ربح علاقات ومعارف جددا. وتواصل الإبل الخليجية عودتها إلى موطنها بعد أن قدمت إليها اللجنة المنظمة كافة التسهيلات لرحلة عودتها من خلال توفير شهادات وزارة البيئة لتسهيل عبورها من المنافذ الحدودية.

السوق الشعبي

قال عبيد خلفان المزروعي مدير الفعاليات التراثية، إن اللجنة المنظمة وبالتعاون مع شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية المحدودة (أدكو)، والتي بدورها تعد من أهم الجهات الداعمة للمهرجان، وتضطلع بمسؤولية كبيرة في خدمة المجتمع أنجزت المرحلة الأولى من مشروع السوق الشعبي التراثي الدائم للمهرجان، حيث ضم السوق حين تنفيذه كاملاً نحو 200 محل، وبلغت مساحته الإجمالية ما يُقارب 48 ألف متر مربع، وتم إنشاؤه قرب المنصّة الرئيسة لمزاينة الإبل، وبذلك تتواجد غالبية فعاليات مهرجان الظفرة في موقع واحد يُتيح للزائر والسائح التجوّل بين مختلف المسابقات وأركان الحدث بسهولة كبيرة.

الاتحاد الإماراتي