ست خطوات للوصول إلى الشيخ محمد بن راشد

الامارات 7 - - من بين ما يحمله العام الحالي الذي يوشك على الرحيل فكرة الحلم؛ أي معنى أن تحلم، وأن تعمل جاهدًا من أجل إنجاز حلمك.

ولعل هذه الفكرة طبعت عالم شباب لا يزالون يعيشون الحلم وأطيافه، فقد كان لقاؤهم مع الشيخ محمد بن راشد أسطع ما حدث معهم في العام 2015، بل لربما يكون، كما يقولون، أكثر الأحداث إبهارًا في حياتهم.

"نحلم بلقائك يا من علّمتنا الحلم" عبارة قالها ثلاثة شباب في فيلم وثائقي "في حب الشيخ محمد"، وراحوا يختبرون قدرة الحلم على قهر الصعوبات. الفيلم يعتمد نظرية "ست درجات تباعد" التي تشير إلى أنّ أي شخصين تربطهما سلسلة بشرية لا تزيد على ستة أشخاص كي يتحقق اللقاء بينهما، لا سيما إذا كانوا يعيشون في دبي، التي تمتاز بترابط مجتمعها، على الرغم من تعدّد الجنسيات التي تعيش فيها، علاوة على إمكانية تحقيق الأحلام، بما فيها الوصول إلى أهم الشخصيات في دبي خلال وقت قياسي، وفي ست خطوات، أو عبر ستة أشخاص.

مضت علياء الحمّوري ومريم كست وعدنان شعراوي وراء الحلم، حاملين كاميراتهم التي تلتقط كل ما استعذبته من فضاءات دبي ونهضتها التي عليها بصمات قائد فذّ، أيقن الطلبة الثلاثة الذين يدرسون في كليته "كلية محمد بن راشد للإعلام" في الجامعة الأمريكية بدبي، أنهم ملاقوه. وهذا ما تمّ، فقد جاء هاتف المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي السيدة منى المرّي، وسألت علياء: هل أنتم جاهزون للقاء؟

تروي علياء الحموري لموقع "بوابة العين" كيف أصابها الارتباك من فرط المفاجأة، فرغم يقينها أنّها قادرة على لقاء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فإنها لم تكن تعلم أنّ الأمر "بهذا اليسر وبهذه الشفافية". فقد رفض الشيخ محمد -تقول علياء- أن يجلس على منصة، وأصرّ على الجلوس بين الطلبة والهيئة التدريسية للكلية والحضور المكونين من 57 شخصًا دخلوا ردهة المكتب الإعلامي لحكومة دبي كما يدخلون بيوتهم، من دون أي معيقات أو عقبات.

جلس الشيخ محمد بين الطلبة، إلى جانب مخرجة الفيلم الوثائقي علياء الحموري، وإلى جانبه الآخر كان الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، والشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي.
قالت الحموري في بداية اللقاء، وقد اعتراها التوتر، فطلبتْ من الشيخ محمد أن يعذرها إن هي تأتأت أو ارتبكت في الكلام: "أنت يا سيدي علّمتنا كيف نحلم، وعلى هدي ذلك سرنا، ولذا جئنا هنا لنقول إننا نباهي بك الدنيا. وكم أنت متواضع أيها القائد العظيم. ولم نكن نعرف أنّ الوصول إليك أسهل مما يتخيله بشر".
الشيخ محمد بن راشد ردّ عليها: "الوصول إليّ أمرٌ في غاية البساطة لا يحتاج إلى تفكير وتدبير، إذ إنّ مكاني دائمًا بين الناس ومعهم، وأبوابي دائمًا مفتوحة أمام الجميع".

وتناقلت وسائل إعلام أنّ سموه قال مخاطبًا طلبة وطالبات كلية "محمد بن راشد للإعلام": "أُعجبت كثيرًا بحماستكم لكل ما نقدمه وكل ما أنجزناه في دولة الإمارات، ويسعدني اليوم أن ألبّي رغبتكم وأن أكون معكم... لمست في الفيديو طموحكم الكبير وتطلعاتكم... وأنا سعيد بهذه الروح الطيّبة ويسرنا وجودكم معنا وبيننا، وما وجدته فيكم من حماسة يسعدني ويجعلني أرى فيكم مستقبل الإعلام".

ولم يستأثر الشيخ محمد بن راشد بالكلام، فقد جاء من أجل أن يستمع ويصغي ويبدي حماسته تصفيقًا وإعجابًا بمداخلات الطلبة الذين قال بعضهم لموقع "بوابة العين" إنهم شعروا أنفسهم كما لو كانوا "في حلم" لا سيما أنهم قادمون من دول عديدة ليس من المتيسّر فيها أن يلتقي الناس حكّامهم على هذا النحو من الأريحيّة والديناميكيّة والسرعة والحفاوة.

سُئل الشيخ محمد عن قيمة الحلم في حياته، فردّ بلغة دافئة عميقة: "هناك نوعان من الناس، أولهما من يكتفي بالحلم، والآخر من يسعى جاهدًا لتحقيقه بشتى السبل، حتى لو أخفق مرارًا في الوصول إليه".
الحموري ذكّرت سمو حاكم دبي بأنّ 1 + 1 = 11. وقالت "نحن الذين عملنا على الفيلم ثلاثة، وبفضل لقاء سموك معنا وتشجيعك لنا أصبحنا ثلاثة وثلاثين، بل ثلاثة وثلاثين مليونًا يحبونك ويفخرون بك".
الشيخ محمد بن راشد أزال شعار الأصابع الثلاثة، الذي كان يضعه على صدره والذي يجسد ثلاثية الفوز والنصر والحب، ومنحه للطالبة علياء الحموري، تقديرًا من سموّه لها ولفريقها ولكل الشباب الذين يجتهدون ويبتكرون ويحلمون.

الطالبة السعودية سارة المنيف قالت لموقع "بوابة العين" إنها تحدثت أمام سمو الشيخ محمد كما تتحدث أمام أبيها، فأخبرته كيف أنها أخفقت عدة مرات في امتحان "التوفل" لكنّها بوحي من أفكار سموه عقدت العزم على النجاح، لا سيما أنّها تدرس الإعلام في كلية تحمل اسم سموه، فكان لها ما أرادت، وهزمت المستحيل وتفوقت.

الطلبة الذين التقطوا، في نهاية اللقاء، صورًا "سيلفي" بهواتفهم النقّالة مع سموه والشيخ حمدان والشيخ مكتوم، ونشروها في ما بعد على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدوا أنهم ليسوا مستغربين أن تنهض دبي ودولة الإمارات على هذا النحو، لأنّ القيادة الرشيدة تخلق المعجزات.

حضر اللقاء عميد الكلية الإعلامي علي جابر، برفقة مساعدة العميد الدكتورة كارول مفرج التي أعربت لموقع "بوابة العين" عن دهشتها باللقاء، والاستجابة السريعة من سموه "الذي أثرى أرواح الطلبة وهو يتحدث عن قوّة الأحلام وأهمية النجاح، وقدم نموذجًا خلاّقًا للقيادة الحكيمة القريبة من نبض الناس".

وأردفت مفرج: "أصوات بعض التلاميذ كانت تهتز، والعديد اعترفوا بأنهم كانوا في حالة عصبيّة شديدة. ومع ذلك، طُرحت أسئلة، وقيل الحميم من القصص الشخصيّة الملهمة".

الطلبة الشباب غادروا مبنى المكتب الإعلامي لحكومة دبي، وهم يهجسون بنصيحة سموه "فلينظر كل منكم في المرآة كلَّ صباح فور استيقاظه من النوم، مردّدًا: أنا الأفضل... أنا قادر على تحقيق أهدافي".