صحف الإمارات .. زيارة للمستقبل والتاريخ .. تضع في الحسبان مصالح وطموحات الأجيال المقبلة

الامارات 7 - واصلت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية اهتمامها بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الصين ولقاءات سموه الرئيس الصيني ونائبه..بجانب الاتفاقات التي تم توقيعها في المجالات المختلفة.

كما سلطت الصحف المحلية الضوء على جولة مشاورات السلام اليمنية الثانية التي ترعاها الأمم المتحدة اليوم في مدينة جنيف السويسرية إلى جانب ثقافة الموت والانتحار التي تتبناها المنظمات الإرهابية.

وتحت عنوان " زيارة للمستقبل " قالت صحيفة " الرؤية " إنها حكمة الإمارات في التنمية والدبلوماسية وصناعة المستقبل فباستعراض للاتفاقات ومذكرات التفاهم المبرمة بين الإمارات والصين أمس على هامش زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى بكين نتيقن أنها زيارة للمستقبل وصناعة للحاضر المبني على ما أسسه الأولون .

ولفتت إلى أن أكثر من عشر اتفاقات تستشرف الفرص المستقبلية بصندوق للاستثمار الاستراتيجي قيمته / 37 / مليار درهم وبتبادل للابتعاث طلابا وأساتذة وبتعاون لاستكشاف واستخدام الفضاء الخارجي لأغراض سلمية وبإنشاء مركز مقاصة في الإمارات للعملة الصينية المزمع انضمامها إلى نادي الكبار قريبا وبغيرها من التفاهمات طويلة الأمد التي تنقل العلاقات الوثيقة بين البلدين إلى مرحلة تالية أكثر عمقا وارتباطا .

ووصفت " الرؤية " زيارة سموه بأنها زيارة للمستقبل وللتاريخ معا تضع في الحسبان مصالح وطموحات الأجيال المقبلة وتضمن للإمارات شراكة إستراتيجية مع هذا العملاق الآسيوي الصاعد بقوة إلى صدارة المشهد الدولي على الصعد كافة .

من جانبها قالت صحيفة " الاتحاد " في كلمة لرئيس تحريرها محمد الحمادي..إن لقاءات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة التي كانت مع الرئيس الصيني ونائبه وكذلك الاتفاقيات التي تم توقيعها في المجالات المختلفة كتوقيع إتفاقيات تعاون في الفضاء والطاقة والتعليم والتدريب الدبلوماسي والجودة والمصارف وإدارة الأرشيف وتوقيع شركة مبادلة اتفاقية تعاون مع مؤسسة البترول الوطنية الصينية بالإضافة إلى إطلاق صندوق الاستثمار الاستراتيجي المشترك بين البلدين بقيمة / 10 / مليارات دولار أميركي فإنها تعكس مدى رغبة الجانبين في تدعيم العلاقات وتطويرها وأخذها إلى مستويات أعلى وفضاءات أرحب بحيث تكون علاقة دولة الإمارات بجمهورية الصين علاقة إستراتيجية متينة وتزداد قوة وتماسكا يوماً بعد يوم وهذا الأمر يتم ويسير بشكل صحيح بسبب الرؤية التي تمتلكها قيادة البلدين والإرادة الحقيقية في تقوية العلاقات الثنائية والبحث دائما عن مجالات التعاون والعمل المشترك .

وأضاف الحمادي في كلمته بعنوان " الصين .. دور مهم في المنطقة والعالم ".. أن لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بالرئيس الصيني لم يكن ليمر من دون تناول قضايا المنطقة والتحديات التي تواجه دولها وكذلك التحديات والأخطار التي أصبحت تواجه العالم بأسره ومنها الإرهاب الذي أصبح ينتشر ويضرب بقوة وبعشوائية في مختلف دول العالم .. مؤكدا أن هذا الوضع الإقليمي الذي يعيشه الشرق الأوسط وكذلك الوضع العالمي المربك يتطلب وجود دولة بحجم وثقل الصين فيه فبلا شك أن كلمتها ورؤيتها سيكون لهما التأثير الإيجابي في مجرى الأحداث وخصوصا أن سياسة الصين الخارجية تقوم على الاحترام المتبادل وحفظ السلام وتبادل المصالح ولا تقوم على أطماع توسعية أو نشر أيديولوجية أو خلق عداوات وصراعات تؤدي إلى كوارث كالتي نشهدها في منطقتنا وبعض مناطق العالم.

وأكد في ختام كلمته أن لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بالرئيس الصيني ونائبه وقيادات الجمهورية الصينية يكتسب أهمية كبرى لأنه ينقل الصورة الحقيقية للوضع في منطقتنا، وفي الوقت نفسه يساعد على تنسيق المواقف تجاه الأحداث والتحديات العالمية الأخرى .

من جانبها قالت صحيفة " الوطن " في إفتتاحيتها بعنوان " الإمارات والصين .. علاقات واعدة " .. إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الصين تؤكد حرص قيادة الدولة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" على ضرورة تطوير علاقات الدولة مع جمهورية الصين الشعبية وبذل المزيد من الجهود لدفعها إلى الأمام من أجل تحقيق مصلحة شعبي البلدين الصديقين في مختلف المجالات وذلك في إطار المساعي الدؤوبة التي تبذلها القيادة الحكيمة في الانفتاح على العالم من خلال بناء علاقات خارجية متينة ومثمرة تدعم مسيرة العطاء والتنمية التي بدأتها الدولة منذ أن أسس ركائزها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه ".

وأضافت الصحيفة أن التطور التنموي المتسارع لجمهورية الصين الشعبية في المجالات كافة سواء الاقتصادية أم الثقافية أم السياسية أم الاجتماعية أم غيرها بالإضافة للمستوى المتقدم الذي استطاعت الصين- عملاق الشرق أن تصل إليه شكلت دافعا إيجابيا لتطور العلاقات بين الدولتين الصديقتين.

فالمراقب لدور الصين الواقع والمأمول لا بد وأن ينظر بعظيم التقدير والإعجاب لهذا الشعب الذي أزال من أمام إرادته كل عوامل الإحباط والتحدي الداخلية منها والخارجية وتخطى بكل عزيمة وإصرار كافة العقبات التي واجهت طموحه ليصل اليوم إلى هذا المستوى من الرقي والتقدم والثقة بالنفس وبالغد المشرق الآتي لا محالة .

ونوهت بأن دولة الإمارات تلتقي مع الأمة الصينية في العديد من العوامل المشتركة كالتاريخ الغني والثقافة المتجذرة الثرية وبعلاقات تاريخية بينية متميزة ومستقبل واعد مشرق فالإمارات تدنو بسرعة من مكانها المأمول في زحام العولمة والتطور الكوني المتسارع كما يساهم المستوى القيمي والأخلاقي للثقافتين العربية والصينية وحضارتيهما العظيمتين كعامل تجذير لعلاقات الصداقة بين الصين والأمة العربية بشكل عام وبينها وبين الإمارات بشكل خاص.

وأكدت أن جمهورية الصين الشعبية في حجمها وثقلها من أكبر الأسواق العالمية على مساري العرض والطلب وهي في حاجة إلى الاستيراد والتصدير لتلبية إحتياجاتها كما أنها تشكل أيضا سوقا رئيسيا لاستيراد النفط والغاز الطبيعي وبما أن الإمارات من الدول الرئيسية المنتجة للنفط فإن فرصا كبيرة متاحة للدولتين لتعزيز التعاون التجاري في قطاع النفط ومشتقاته والتعاون في مجال نقل التقنية الصينية المتطورة إلى الإمارات والتي تحظى بالأولويات في اهتمامات الدولة وإقامة المشروعات الصناعية المشتركة وإقامة تعاون ثلاثي الأوجه من خلال توظيف التقنية والمعدات والعمالة الصينية ومزجها مع رؤوس الأموال والخبرة الإدارية وفن الترويج الإماراتي للدخول بها إلى أسواق الدول الأخرى بالإضافة إلى التعاون في مجالات الزراعة والغابات والبيئة والطب والرياضة والسياحة وتبادل الخبرات بين الدولتين كما أن تمتع دولة الإمارات باحتياطي نفطي ضخم وامتلاكها فوائض مالية وخبرات إستثمارية وتسويقية عالية فضلا عن القرب الجغرافي النسبي للصين كلها تدفع العلاقات الإماراتية الصينية إلى المزيد من التطور والازدهار .
وفي موضوع آخر .. أعربت صحيفة " البيان " عن تفاؤلها بجولة مشاورات السلام اليمنية الثانية التي ترعاها الأمم المتحدة اليوم في مدينة جنيف السويسرية ورأت أنها تبعث الأمل في نفوس أبناء اليمن الذين يتطلعون إلى حل يحقن دماءهم ويعيد إليهم دولتهم المختطفة من المليشيات والاستقرار ..

وطالبت الانقلابيين بالنأي عن المناورات ومحاولة كسب الوقت .

وحذرت الصحيفة في مقالها الافتتاحي من أن فشل المشاورات سيعمق الأزمة ويزيد الخسائر في الأرواح والممتلكات .. مؤكدة أن الحكومة الشرعية لا توفر جهدا من أجل الوصول إلى حل وسلام حقيقي وشامل ينهي معاناة اليمنيين وهي ترحب بأي مشاورات جادة مع مليشيات الحوثي وصالح قائمة على الاستحقاقات الوطنية ومخرجات الحوار والمبادرة الخليجية والقرار الأممي 2216 دون قيد أو شرط .

وشددت " البيان " على أن تثبيت الهدنة يشكل أحد مؤشرات نجاح الحوار وجهود التوصل إلى حل سياسي للصراع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .

ودعت في ختام إفتتاحيتها كل الأطراف اليمنية لتستوعب أن أمامها مهاما تتطلب تسريع بلوغ اتفاق سلام وتتمثل في إعادة النازحين إلى ديارهم ووضع البلاد على طريق الحياة الطبيعية .

وتحت عنوان " ثقافة الموت والانتحار" قالت صحيفة " الخليج " .. إن ثقافة الموت هي النقيض الطبيعي لثقافة الحياة. هي تجافي حقيقة أن الله خلق الإنسان كي يعيش وينعم بالحياة وأن يكون جزءا من منظومة إجتماعية وإنسانية ويبني ويعمر ويبدع ويكرس طاقته وقدرته من أجل الخير والعدالة والمساواة والمحبة .

وأضافت الصحيفة "يتميز الإنسان بالعقل المتطور خلافا لجميع الكائنات فيستعمل عقله في التفكير والاختيار كي يميز بين الخير والشر وبين السلبي والإيجابي .. هذا من حيث طبيعة الإنسان وكيف يجب أن يكون لكن يحدث أن يحصل انفصال بين هذه الطبيعة الإنسانية وبين بعض البشر في الجانب السلبي من سلوكهم الذي يتمثل بالعنف والقسوة والنفاق والغدر والحقد والكراهية وهي قيم تتعارض بالمطلق مع ما يعرف بالقيم الإنسانية أي القيم المنسوبة إلى الإنسان الذي هو خليفة الله على الأرض وخلقه على أحسن تقويم من أجل عمارتها وليس تدميرها" .

وأكدت أن ثقافة الموت هي التي تقترب بالإنسان من الحيوانية وهي ثقافة معادية للحياة وكارهة لها ولا تقيم وزنا للإنسان وحياته وكرامته وتسترخص دمه وتضحي به في مشاريع خيالية وأفكار شيطانية على مثال ما تطرحه وتنفذه المنظمات الإرهابية على شاكلة "داعش" و"جبهة النصرة" ومن لف لفهما من ادعاءات منسوبة للدين الإسلامي وممارسات همجية يأنف أن يقوم بها الحيوانات ولم يحصل من مثيل لها في أكثر العصور البشرية إنحطاطا .

وقالت " الخليج " إن ثقافة الموت المعادية للبشرية تتمثل في أبشع تجلياتها مع ما نراه يوميا من أعمال قتل وتفجير وجز أعناق وتمثيل بالجثث واستخفاف بحياة الإنسان من دون اعتبار لحق الإنسان بالحياة التي منحها الله ولا يحق لأحد سواه بأخذها.

وشددت في ختام مقالها الافتتاحي على أن منظمات إرهابية صناعتها الموت فقط وتدمير ما بناه الإنسان وتشويه الدين وما يمثله من قيم لا تستحق أن تبقى لأنها تشكل خطرا على هذا الكون والحضارة الإنسانية .. وذلك يستدعي قبل أي شيء آخر اجتثاث الفكر الذي تقوم عليه لأن مواجهة الفكر أصعب بكثير من مواجهة من يحملونه. فالفكر ليس شيئا ماديا يمكن قتله بالسلاح إنما بفكر مضاد قائم على الحقيقة وقادر على مقارعة الحجة بالحجة وتفنيد سوءاته ومخاطره .. وهذه مسؤولية إسلامية بالدرجة الأولى لأن المنظمات الإرهابية تستند في ممارساتها إلى ما تعلمته من بعض موروث إسلامي يروج له بعض الدعاة وأشباه رجال الدين يشوه الدين الإسلامي ويقدمه للعالم بأسوأ صورة وتكون التداعيات كارثية .. كما نرى الآن.وام