صحف الإمارات : زيارة محمد بن زايد للصين .. التوازن بين الشرق والغرب

الامارات 7 - واصلت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية اهتمامها بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الصين التي تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وتوسيع نطاق التبادل التجاري والاقتصادي والثقافي بين البلدين والنهوض بالتعاون الصناعي والاستثماري.

وأشادت الصحف بالسياسة الخارجية الحكيمة التي تنتهجها دولة الإمارات في بناء علاقاتها مع مختلف دول العالم والتي تتسم بالثبات والوضوح والتوازن ما جعلها مركزا عالميا للعلاقات الدولية الناجحة ومثالا يحتذى في الدولة الحديثة والطموحة التي تفرض مكانة مرموقة لها بين الدول المتحضرة فهي تمتلك اليوم العديد من العلاقات الخارجية الناجحة.

كما تناولت الصحف نتائج المؤتمر العالمي لتغير المناخ في باريس وإقرار نحو مئتي دولة مشاركة في المؤتمر اتفاقا فارقا يحدد مسارا تاريخيا للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بما يمثل فرصة ذهبية لإنقاذ كوكب الأرض.

وتحت عنوان " الإمارات والصين توازن العلاقات والمصالح " قالت صحيفة " الاتحاد " .. أن سياسة دولة الإمارات الخارجية تتسم بعنصرين يثيران انتباه كل متابع ومهتم وهما أنها سياسة ثابتة وواضحة وسياسة متوازنة مع الجميع لكونها تقوم على أساس الحفاظ على مصالح الدولة الاستراتيجية واحترام الشركاء والأطراف المختلفة .. مشيرة إلى أن الإمارات تمتلك اليوم رصيدا غنيا من العلاقات مع دول العالم وليس في قائمتها أعداء حتى تلك التي تختلف معها في المواقف والرؤى.

وأضاف الكاتب محمد الحمادي رئيس تحرير الصحيفة في مقال له اليوم أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة التاريخية للصين تعتبر استمرارا لنهج الدولة في تقوية علاقاتها مع جميع الدول خاصة تلك التي تمتلك رصيدا من التاريخ والإرث الحضاري ولها الحضور والتأثير السياسي في العالم وترتكز إلى أسس اقتصادية قوية.

وأوضح أن جمهورية الصين مثال للدول الآسيوية التي تستحق أن تقيم معها الإمارات علاقات استراتيجية قوية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والعسكرية نتيجة لما حققته هذه الدولة من قفزات خلال العقود الأخيرة وما تمتلكه من إرث وتاريخ إنساني عريق.

وتابع أنه بناء على سياسة خلق التوازن في العلاقات والمصالح فإن الإمارات تدرك كما أنها نجحت في بناء علاقات قوية مع الدول الغربية فإن ذلك لا يمنعها من أن تقيم علاقات قوية جدا مع دول آسيا وذلك بالطبع دون أن تفرط في علاقاتها مع الدول الغربية الصديقة وهذا ما تقوم به الدول التي تمتلك رؤى للمستقبل.

وذكر أن قيادة دولة الإمارات التي تخطط لمستقبل الأجيال المقبلة تستشعر التطور الذي تشهده الصين وتتلمس المستقبل في هذه الدولة لذا فإن الاتفاقيات الإماراتية والتعاون والشراكة مع الصين ليست تجارية واقتصادية فقط وإنما هي أيضا في المجالات التعليمية والعلمية والثقافية والحضارية.

ورأى أن الزيارة الحالية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين تؤسس لعلاقات أكثر قوة ومتانة وأكثر استدامة وتطورا وما يخدم هذا التوجه ويدعم هذا المسعى بين البلدين - برغم التباين الجغرافي والديموغرافي بينهما - هو تقارب الرؤية بينهما واشتراكهما في تقييم التحديات التي تواجه العالم واستعدادهما للعمل لمواجهة كل التحديات والتعاون من أجل تحقيق نجاحات أكبر.

وأكد الحمادي في ختام مقاله أن الثقة والاحترام المتبادل هما أكثر ما يميز علاقة دولة الإمارات بالصين وهو ما يسعى البلدان للمحافظة عليه قبل الحرص على تحقيق أي مكاسب مالية أو مصالح اقتصادية .. مشيرا إلى أن مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين يعد مثالا لذلك فقد تأسس عام 1994 بعد زيارة الشيخ زايد رحمه الله للصين واستطاع إلى اليوم تخريج / 900 / خريج منهم/ 30 / أصبحوا سفراء للصين في الدول العربية وهذا الإنجاز يعتبر النجاح الحقيقي لعلاقة الإمارات مع هذه الدولة الصديقة ويعكس أهميتها ويؤكد ضرورة تطويرها في المستقبل.

وتحت عنوان " الإمارات .. ك آيدا " قالت صحيفة " الرؤية " .. إن انفتاح الإمارات على العالم قوامه حصافة الرؤية وخارطة طريق غاية في الدقة والوضوح والتوازن وهي كما انفتحت على نحو / 213 / جنسية يقيمون على أرضها ترمي في الجانب الآخر إلى تأسيس شراكات وتوسيع أخرى مع دول لها وزنها وثقلها على مستويات عدة من السياسة إلى الاقتصاد والتقنية والعلم.

وأضافت أن الإمارات كما أسست مبكرا مع دول غربية متقدمة شراكات بنيت على المصلحة التي تعود بالفائدة على الدولة والشعب الإماراتي في المقام الأول .. فإنها كذلك توسعت لتتجه إلى الشرق بتوسيع شراكات قائمة وخلق أخرى جديدة على أن جميع هذه الشراكات لا تعتمد الآنية وإنما الاستدامة والتطوير المتلاحق.

وقالت إنه لأربعة عقود مضت أكدت الإمارات مصداقيتها في السلوك والعمل والتطبيق للاتفاقات مع الدول ومن غير أن تمس التغيرات السياسية التي قد تنشأ بين الفينة والأخرى بالمسارات وبالجوهر وبذلك حافظت على علاقات وشراكات منتجة فكسبت احترام الشركاء وفتحت بذلك نوافذ ترحيب بالشراكة معها أينما اتجهت.

وأشارت إلى أن الصين أمس أبدت ترحابا استثنائيا بزائرها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان " أهلا محمد بن زايد " الذي أتاها ومعه الرغبة الجادة في توسيع وتنويع منافذ التعاون على صعد عدة وقد سبقت هذه الزيارة اتصالات وتنسيق بخصوص وضع الأحرف الأولى لاتفاقات تجري مراسم توقيعها اليوم.

وذكرت أنه على مسافة قصيرة من مقر إقامة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في العاصمة بكين يبرز معلم أراده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه منشأة تعنى باللغة العربية علما وتعليما فأسفرت الزيارة التاريخية للمؤسس عام 1990 عن إنشاء مركز الإمارات لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية الذي اكتمل بناؤه في أبريل عام 1994 وزاره بعد ذلك في عام 2007 سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وأعلن منحة مليون دولار باسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله " لدعم أعمال المركز التعليمية والأكاديمية.

وقال إنه في عام 2012 حظي المركز الذي تعلوه قبة ذهبية في حرم جامعة بكين للدراسات الأجنبية ـ أقدم جامعة صينية في تعليم اللغات والثقافات الأجنبية بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي حضر الاحتفال بإعادة افتتاحه بعد إجراء صيانة وترميمات شاملة بتمويل الحكومة الإماراتية وجرى تغيير اسمه ليصبح " مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية " وليصبح الهيئة الأكاديمية الوحيدة في بلد المليار و/ 400 / مليون إنسان التي تحمل اسم الشيخ زايد المبارك.
وأوضح أن المركز أسهم في دفع النشاطات التعليمية والأكاديمية والتبادل الدولي لكلية اللغة العربية التي كانت أول وحدة تعليمية في الصين تمنح شهادتي الماجستير والدكتوراة في اللغة العربية وآدابها وأعدت حتى الآن / 1800 / كفء في اللغة العربية للصين يعملون في السلك الدبلوماسي ومجالات الثقافة والتجارة والإعلام والتعليم وأكثر من 20 سفيرا صينيا في الدول العربية من بينهم السفيران الصينيان الحالي والسابق لدى الإمارات.

وذكر أن طلاقة اللسان بالعربية وجمال تخريج حروفها لدى عميد مركز الشيخ زايد البروفيسور هو نغ جو الذي استقبل أمس الوفد الإعلامي المرافق لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أحد الشواهد على الجودة والإتقان في الأداء التعليمي للمركز الذي ترجم من العربية إلى الصينية أعمالا كثيرة لرواد عرب من بينها كتاب رؤيتي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله ".

وقالت " الرؤية " في ختام مقالها الإفتتاحي إن الإمارات المحبوبة أو " ك آيدا " بالصينية كانت العبارة التي تصدرت لوحة المسرح الأنيق تحت القبة الذهبية التي تعانق الشمس ببريقها عرفانا لزايد ودولته التي ترعى وتدعم العلم والعقول في مختلف الأصقاع.

وتحت عنوان " سياسة التوازن والانفتاح على الشرق " قالت صحيفة " الإمارات اليوم " .. إنها سياسة التوازن بين الشرق والغرب وتقوية العلاقات بين جميع القوى الحالية والمستقبلية وهي قراءة متعمقة في الواقع والمستقبل ورؤية شاملة تقوم على أساس منطقي يرى أن موازين القوى العالمية لن تبقى على حالها صحيح أن الوضع الحالي المتمثل بوجود الولايات المتحدة كقوة عظمى سيظل ربما عشرات الأعوام لكن هذا لا يلغي أبدا حقيقة وجود قوى شرقية تتعاظم بتواتر السنين متمثلة في الصين.

وأضاف الكاتب سامي الريامي رئيس تحرير الصحيفة في مقال له اليوم أنه مخطئ من يعتمد على الغرب فقط في بناء العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية فالتجارب الماضية قديما وحديثا تثبت أن العلاقات مع الغرب وأميركا ترتكز على زاوية واحدة لا شريك لها زاوية المصالح وهي فقط العين التي ينظر إلينا من خلالها الغرب لذا فإنه لن يتحرج أبدا في إدارة ظهره لنا متى ما شعر بأن مصلحته تستدعي ذلك حدث ذلك فعلا وليس بمستبعد أن يحدث مرة أخرى لكن في الشرق هناك ثقافة مختلفة صحيح أن المصالح لها دور كبير لكنها ليست مجردة أبدا من عاطفة وتقارب وثقافات وعادات وأخلاق متجانسة ومتشابهة نوعا ما بيننا وبينهم لذا فإن جيناتنا الشرقية نحن أكثر باتجاه الشرق.

وقال لذا فليس سرا أبدا أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى بكين تأتي في إطار استراتيجي يقوم على فكرة الانفتاح على الشرق وتوطيد العلاقات وترسيخها وبناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد بين الإمارات والصين مستشرفا سموه المستقبل الذي استشرفه قبله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله عندما وقف أمام سور الصين العظيم في عام 1990 ودشن مرحلة متقدمة من العلاقات المتميزة مع شريك استراتيجي مستقبلي.

ورأى أن التقارب مع قوة مستقبلية ضخمة بحجم الصين له أبعاد إيجابية تخدم جميع القطاعات المشتركة التي تنامت بين البلدين فالصين ليست مجرد بضائع تغرق الأسواق فهناك علاقة راسخة ومتطورة بين البلدين والتجارة الإماراتية ـ الصينية هي أبلغ وأكبر مثال على حجم هذه العلاقة الوطيدة فقد تضاعف حجمها / 879 / مرة خلال / 31 / عاما ووصل حجم التبادل التجاري في العام الجاري إلى / 201 / مليار دولار وفي ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية التي يشهدها العام حاليا فإن هناك هدفا مشتركا نبيلا بعيدا عن التجارة يجمع البلدين يتمثل في تحقيق التنمية المستدامة والنمو والازدهار والاستقرار لشعبيهما.

وأشار إلى أنه في الثالث من ديسمبر عام 1971 أي بعد يومين من قيام دولة الإمارات بعث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه برقية إلى شو إن لاي رئيس مجلس الدولة الصينية يبلغه فيها بقيام الدولة وعلى الفور رد الرئيس الصيني ببرقية تهنئة إلى الشيخ زايد يؤكد فيها اعتراف الصين بدولة الإمارات.

وخلص الريامي في ختام مقاله إلى أنه هكذا بدأت العلاقات الإماراتية ـ الصينية بنيات طيبة صادقة وبإيجابية ورغبة حقيقية في توطيد علاقات متميزة ووثيقة وهكذا استمرت طوال السنوات الماضية تزيد توثيقا وارتباطا وتزيد التحاما والتصاقا على الأصعدة والمستويات كافة وفي جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والتجارية والسياحية وهكذا تتوطد العلاقة من خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

من جهتها وتحت عنوان " سياسة فريدة " قالت صحيفة " الوطن " إن السياسة الخارجية الحكيمة التي تنتهجها قيادتنا الرشيدة جعلت من الإمارات مركزا عالميا للعلاقات الدولية الناجحة ومثالا يحتذى في الدولة الحديثة والطموحة التي تفرض مكانة مرموقة لها بين الدول المتحضرة من خلال بذلها وعطائها فما تملكه الإمارات اليوم من علاقات خارجية ناجحة ما هو إلا ثمرة الجهد الكبير والأمل الطموح الذي امتلكه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وواصل المضي على دربه بخطى واثقة وواعدة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة " حفظه الله ".

وأشارت إلى أن الزيارة المهمة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى جمهورية الصين الشعبية تمثل خطوة كبيرة في مسيرة العلاقات الإماراتية الصينية التي بنيت على المحبة والاحترام المتبادل وهي في سلم العلاقات الدولية تشكل أهمية كبيرة تعود بالنفع والخير ليس على الدولة فحسب وإنما على المنطقة بأكملها ويعود ذلك للدور المحوري الكبير الذي تشغله الدولة لتعزيز أوجه التنمية والبناء كافة في المنطقة العربية والعالم ودعم مقتضيات الأمن الخليجي والعربي.

وأضافت أنه منذ قيام شعلة الاتحاد عام 1971 والذي يعتبر تاريخا لبداية عصر جديد في تاريخ المنطقة والدولة اضطلعت الدولة بدور هام في مجال الدفاع عن القضايا العربية المشتركة لا سيما والقضية الفلسطينية من أهمها والتي كانت وما زالت محل اهتمام القيادة الرشيدة فكان للإمارات دور فاعل في الضغط على المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات الغاشمة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين العزل وهذا الأمر ما كان له أن يكن لولا العلاقات الكبيرة والراسخة التي تربط الدولة بالمجتمع الدولي والمكانة المرموقة التي تحظى بها لدى العالم أجمع.

ولفتت إلى أن الدور الإماراتي الكبير في الدفاع عن أمن المنطقة والأمة لا يقتصر على الدور العسكري فحسب وإنما هو متواز مع مساع حثيثة وجهود كبيرة تبذلها القيادة الرشيدة في المجال السياسي وهذا ما تبلوره الزيارة الميمونة التي يقوم بها سموه اليوم إلى الصين عوضا عن الأثر الكبير الذي تحققه هذه الزيارة على الصعيد الاقتصادي فالإمارات والصين تربطهما علاقات اقتصادية قوية وكلاهما من الدول الطموحة التي استطاعت وبزمن قياسي إحداث طفرة عمرانية واقتصادية رغم كل التحديات والتعثرات الاقتصادية التي عانى منها العالم في السنوات الأخيرة.

وأكدت " الوطن " في ختام مقالها أن العلاقة الإماراتية الصينية علاقة طموحة ومتفائلة تبشر بالمزيد من التطور والازدهار والتوسع في المجالات كافة فالطموح الإماراتي كما عهدناه طموح يعانق عنان السماء وأصالة المبادئ والقيم التي تستنير بها القيادة تجعلنا قادرين على تلبية كل طموحاتنا واستشراف المستقبل وتحقيق المراكز الأولى بإنجازاتنا الكبيرة والمشرفة فبهمة قيادتنا الحكيمة لا نعرف المستحيل وبإنجازات أبناء الوطن الأوفياء نفاخر كل الأمم وبإرادة ملهمة نستمدها من قيادتنا الرشيدة نسير بإصرار وعزيمة لبلوغ طموحاتنا وأهدافنا.

وفي مقال آخر لصحيفة " الوطن " تحت عنوان " رؤى استراتيجية " قالت ..

في الأمس شاهدنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال زيارته إلى جمهورية الصين الشعبية وتجوله في أبرز المعالم الرئيسية في التاريخ الإنساني وفي مقدمتها سور الصين العظيم عندما دون في ختام جولته كلمات من ذهب عن قيم العمل والتحدي والإرادة الطموحة والصلبة التي يملكها من قام بتشييد هذا المعلم التاريخي العظيم أشاد فيها بعراقة التاريخ الحضاري للشعب الصيني وفي ذلك دلالة واضحة على الرؤية الحكيمة والنظرة البعيدة التي يمتلكها سموه في تمكين الإنسان واستثمار طاقاته وتوظيف طموحاته في خدمة النهضة والبناء.

وذكرت أن زيارة سموه جاءت تأكيدا واضحا على حرصه الكبير على تطوير علاقات الصداقة والتعاون مع جميع دول العالم وتنميتها وتجسيدا لما تحظى به الدولة من نهج حكيم وسياسة خارجية مثالية تقوم على مبادئ حكيمة وقيم أصيلة أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه لتكون الإمارات مصدر سلام ومحبة ورخاء واستقرار للعالم أجمع فهذه الزيارة الميمونة تبرز أصالة العلاقة التي تربط البلدين الصديقين.

وأشارت إلى أن الإمارات باتت اليوم تحتل مكانة مرموقة في مصاف الدول الكبرى والمتقدمة وأصبحت منافسا قويا في المحافل السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة بل واستحقت الدولة بفضل السياسة الحكيمة التي ينتهجها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان المركز الأول في العديد من المجالات التنموية والإنسانية والعلمية وباتت قبلة عالمية للاستثمار والتجارة وأصبحت معلما واضحا على خارطة التجارة العالمية وهذا كله لم يكن تحصيل حاصل بل هو نتاج عمل دؤوب وفق رؤية حكيمة وسياسة طموحة تتبناها الدولة.

وأوضحت أن أهمية هذه الزيارة التي يقوم بها سموه في خضم ظروف عالمية متغيرة ومتطورة تأتي لتسلط الضوء على الدور الكبير والمحوري الذي يمثله البلدان على الساحة الإقليمية والعالمية فالإمارات حققت خلال السنوات الأخيرة و إنجازات كبيرة على الصعيدين السياسي والعسكري لا سيما دورها الفعال في دعم الشرعية باليمن الشقيق والصين كذلك تمتلك دورا سياسيا وعسكريا محوريا على مستوى العالم فالبلدان الصديقان لهما تأثير واضح وكبير في كل التطورات الدولية ومن هنا يأتي إدراكهما لأهمية التعاون بينهما في جميع المجالات لتحقيق مستقبل زاهر يسوده الأمن والسلام في شتى بقاع العالم.

واختمتت " الوطن " مقالها بأنه بفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها سموه في تعزيز أواصر المحبة والتعاون بين الدولة والعالم باتت العلاقات الإماراتية الصينية نموذجا يحتذى في التعاون الدولي المثمر والناجح فالعلاقة الراسخة التي تجمع البلدين الصديقين أثمرت إرساء لقواعد العمل المشترك في شتى المجالات وعلى الأصعدة كافة.

** وعن اتفاق باريس التاريخي بشأن المناخ و تحت عنوان " اتفاق تاريخي " قالت صحيفة " البيان " إنه بعد جهد دولي ومحادثات شاقة لأربعة أعوام تضاربت فيها مصالح الدول الغنية والفقيرة وبعد جدل وخلافات عميقة أقرت نحو مئتي دولة مشاركة في المؤتمر العالمي لتغير المناخ في باريس اتفاقا فارقا يحدد مسارا تاريخيا للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بما يمثل فرصة ذهبية لإنقاذ كوكب الأرض.

واعتبرت الاتفاق الذي خرج إلى النور في نهاية أشد الأعوام حرارة بأنه نصر للأجيال القادمة فهو أول اتفاق عالمي يدعو الدول الغنية والفقيرة إلى السيطرة على الانبعاثات المسؤولة عن ارتفاع درجات الحرارة ويدعم الطاقة البديلة ويساعد الدول الفقيرة في التحول إلى اقتصاد صديق للبيئة كما أنه يشجع الاستثمارات والابتكار في قطاع الطاقة النظيفة.

ونبهت إلى أن هذا القرار الدولي التاريخي - وعلى عكس بروتوكول كيوتو وهو آخر اتفاق مناخي كبير أبرم عام 1997 - لن يكون ملزما قانونا وهناك تحفظات على التزام بعض الدول بمقرراته وهي تلك التي تفضل الرخاء الاقتصادي على مستقبل أقل تلوثا.

ورأت " البيان " في ختام مقالها أن الاتفاق وإن كان قاصرا في بعض جوانبه إلا أنه يوفر إطارا عالميا لمعالجة الأزمة المناخية ويمثل خطوة إيجابية وفعالة في الطريق الصحيح فهو أفضل فرصة متاحة أمامنا لإنقاذ كوكبنا كما أنه يبعث فينا الأمل بأن يكون بداية لتوحد المواقف الدولية تجاه كم من الملفات والأزمات التي تعكر صفو السلم والاستقرار العالمي.

من جهته وتحت عنوان " اتفاق المناخ " قالت صحيفة " الخليج " إن البعض وصف اتفاق باريس حول المناخ بأنه منعطف تاريخي وكذلك بأنه " أفضل فرصة لإنقاذ الكوكب الذي نعيش عليه ".. من جهة أخرى هناك لدى المنظمات المهتمة بالتغير المناخي ملاحظات مهمة حول الاتفاق.

وأضافت أنه بطبيعة الحال فليس من الممكن في اجتماع عشرات البلدان ذات المصالح المتباينة الوصول كما يقول البعض إلى اتفاق كامل يرضى عنه الكل.. مشيرة إلى أن أهم ما في الاتفاق أنه يحاول أن لا يصل التغير المناخي إلى أقل من درجتين مئويتين كما أن الاتفاق يراعي العدالة في المسؤولية أي أن تكون التبعات متناسبة مع الانبعاثات الغازية التي يلقيها كل بلد في فضاء الأرض وهذا اتفاق إن تم تنفيذه فهو لا ريب يعني تقدما حقيقيا سيجد صدى في كبح التغير المناخي بطريقة أو أخرى.

وقالت إذا كان التفاؤل مطلوبا خصوصا والأرض مليئة بالمشاكل المتولدة من فعل الإنسان فإن هذا لا ينبغي أن يغرقنا في لججه من دون معرفة ما يعترضه من عوائق خاصة في ظل التجارب الإنسانية في قضايا مماثلة ومبعث هذا القول أن الاتفاق في جوهره طوعي أي أنه يعتمد على حسن النية لدى البلدان في تطبيق بنود الاتفاق.

وذكرت أن هذا خلل جوهري لأن الالتزامات الطوعية في العادة توفر مجالا للتهرب منها وفي هذا الاتفاق المغريات متنوعة .. أحدها أن الكلف كبيرة حيث إن كبح التغير المناخي يتطلب تعديلا في الأنماط الإنتاجية والاستهلاكية.. متسائلة من يدفع هذه الكلف هل الشركات الملوثة أم دافع الضريبة.

ونبهت إلى أن مثل هذا الخلاف داخل المجتمعات الرأسمالية قد يقود إلى الحل الأسهل وهو التهرب من المسؤولية التي سميت طوعية وقد يكون هذا الكلام افتراضات وهو ما يأمله المرء ولكن التجارب التاريخية لسعت البلدان النامية بمرارتها.

وأشارت إلى أن أنصع مثال على ذلك اتفاقية الحد من الانتشار النووي التي تعهدت فيها البلدان النووية بالتخلص من الأسلحة النووية مقابل أن لا تسعى البلدان غير النووية إلى تملكها ما حصل أن هذه البلدان تزيد من حجم ترسانتها النووية نوعيا وتدفع الآخرين إلى تملكها. فنكثها للاتفاق يشجع الآخرين على نكثه أيضا.

وأضافت أن هناك أمثلة أخرى من قرارات للمنظمات الدولية للحد من الفقر مثلا لم تتحقق في أرض الواقع بسبب تخلف البلدان عن تنفيذ تعهداتها. وما نراه حاليا في الخلافات الجارية حول تحمل كلف اللاجئين في أوروبا ومحاولة البعض تحميل الآخر هذه الكلف يجعل التفاؤل غير المتناسب مع الواقع مبالغة.

وخلصت " الخليج " في ختام إفتتاحيتها إلى أنه مع ذلك فإن المخاطر الحقيقية التي تلمسها البلدان من التغير المناخي وما أصبح العلم يشهد عليه بقوة تجعل من التفاؤل أمرا مشروعا.وام