صحف الإمارات:تركيز على القمة الخليجية

الامارات 7 - ركزت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم على القمة الخليجية السادسة والثلاثين التي اختتمت أمس في العاصمة السعودية الرياض وناقشت أهم القضايا التي تهم دول مجلس التعادون لدول الخليج العربية .

كما اهتمت بوعد السلام الذي قطعه الرئيس الأمريكي باراك أوباما فور توليه الحكم قبل سبع سنوات والذي ما زال بعيدا وموقع القضية الفلسطسينية من هذا السلام .

فتحت عنوان "قمة وحدة الصف" قالت صحيفة البيان إن قمة التعاون الخليجي الـ36 انعقدت في ظل أوضاع إقليمية مضطربة وتحديات بالغة الأهمية تتطلب اليقظة والعمل الجاد والحثيث حفاظاً على مكتسبات وإنجازات هذه المنظومة الشامخة وتطلعاً إلى المزيد من التكامل والتضامن والتلاحم لتحقيق آمال وتطلعات مواطني دول المجلس ..مشيرة إلى أن هذه الطموحات باتت تنمو وتتطور مع تطورات الظروف الإقليمية والدولية الأمر الذي يفرض على مجلس التعاون الخليجي أعباء أكبر بكثير عن ذي قبل كيف لا ومنطقة الخليج العربي وحدها تعج بالأحداث والصراعات فضلا عن الحروب التي تتداخل فيها قوى إقليمية ودولية عديدة ولكل أطماعه وطموحاته وأجنداته الخاصة التي في الغالب تتناقض مع مصالح وطموحات دول الخليج العربية وهو الأمر الذي انعكس بشكل واضح على أعمال القمة في الرياض وعلى بيانها الختامي الذي جاء مختلفاً كثيراً عن بيانات القمم الماضية ليلمس الأحداث والتطورات ويركز بشكل واضح على قضية الأمن وظاهرة الإرهاب التي باتت تهدد دول المنطقة كافة.

وأوضحت الصحيفة أن قمة الرياض جاءت على مستوى الأحداث والطموحات فلمست أهم القضايا التي تهم شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها وأكدت وحدة الصف الخليجي العربي في وجه التهديدات والتحديات ولم تترك فرصة لدخيل أو متشكك في وحدة المسيرة الخليجية العربية.

وقالت إن القمة أكدت الحرص الكامل على تعزيز وتعميق التكامل والتعاون بين دول المجلس في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

من جانبها وتحت عنوان "اتحاد الحزم" قالت صحيفة الرؤية إنه وبلغة حازمة حدد البيان الختامي الصادر عن القمة الـ 36 لقادة مجلس التعاون الخليجي عام 2016 موعداً لاستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي بين الدول الأعضاء وهو الحلم الذي طال انتظاره 13 عاماً.

وأضافت أنه جاء في البيان أنه ستُتَّخذ "إجراءات حازمة" لتسهيل وتسريع إجراءات المنافذ الجمركية بين دول المجلس تمهيداً لإلغائها واستكمال المعاملة المميزة لمواطني دول مجلس التعاون وأسرهم في جميع المنافذ البينية دون استثناء ..مشيرة إلى أن الاتحاد الذي أعلن عن تأسيسه في يناير 2003 وطالت مرحلته الانتقالية طوال السنوات الماضية يعد استكماله خطوة تاريخية في اتجاه الوحدة الاقتصادية بين دول المجلس.

واختتمت بالقول إنه لا تتوقف دلالات هذا القرار عند الاتحاد الجمركي فحسب ولكنها تشير إلى وجود إرادة عليا من قادة دول المجلس لإنجاز خطوات تاريخية لتحقيق مفهوم التكامل بين الأشقاء الخليجيين في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية والأمنية.

أما صحيفة الوطن فقالت تحت عنوان "قمة الأمل" إن القمة الخليجية تحمل مبشرات خير كبيرة وفجوة أمل واسعة في فضاء القضايا العربية الشائكة والمعقدة كالقضية الفلسطينية والسورية واليمنية ..فعلى وقع الحروب التي تعيشها بعض دول المنطقة وما فرضته من توسع ملحوظ لقوى التطرف والإرهاب في المنطقة لتنتقل بإجرامها من مرحلة الانغلاق والانكفاء إلى مرحلة الانفتاح والتوسع في ظل غياب السلطة القوية وانعدام الأمن والاستقرار الذي تشهده بعض المناطق في العالم والشرق الأوسط ..مشيرة إلى أن المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بحث في دورته ال36 المنعقدة في الرياض عددا من القضايا السياسية أبرزها مكافحة الإرهاب والأوضاع في سوريا واليمن والعراق وليبيا والقضية الفلسطينية ومسيرة السلام.

وأضافت الصحيفة أن دعوة دول مجلس التعاون الخليجي بما لديها من استراتيجيات خاصة حول مكافحة الإرهاب إلى تكثيف وتحفيز الجهود في هذا الشأن باعتباره مطلبا ملحا لمواجهة تحدياته والقضاء عليه تأتي تأكيداً على ضرورة تكثيف ومواصلة الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب لأنه لم يعد يقتصر على المنطقة فحسب بل امتد إلى دول العالم وأصبحت خطورته عابرة للحدود متخطية بوحشيتها أعتى الإجراءات الأمنية وأشدها.

وأشارت إلى أن أبعاد الأزمة السورية وما ينطوي عليها من أخطار تهدد دول المنطقة والأمن والسلم الدولي يجعلها ذات أولوية قصوى على أجندات دول مجلس التعاون الخليجي والتي بدورها لا تتوانى في إيجاد حل ناجع يضع حداً للمأساة التي يعيشها الشعب السوري الشقيق واجتماع أطياف المعارضة السورية في الرياض ما هو إلا خطوة واحدة من مسيرة الخير والبناء التي تمضي بها دول التعاون الخليجي.

وقالت الصحيفة إن الموقف الثابت لدول مجلس التعاون الخليجي بما يخص الأزمة اليمنية في إعادة الشرعية والسعي إلى الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره يأتي وفق ثوابت دول المجلس المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية خاصة القرار 2216 تأكيداً لعزم دول المجلس على تحقيق الاستقرار في اليمن وإعادة الشرعية إلى أهله والمضي قدماً في إعادة إعماره ودعم كافة أوجه التنمية فيه ..كما يعد بحث القمة الخليجية للأزمة الليبية وحثها المجتمع الدولي على بذل المزيد من الجهود الهادفة إلى التوصل لتسوية شاملة تؤول إلى حفظ الأمن والاستقرار في ليبيا إشارة واضحة إلى دعم قادة التعاون للمحاولات الإيجابية والبناءة التي تسعى للنهوض بليبيا وانتشالها من مستنقع الدمار والإرهاب.

وأشارت إلى أنه وسط التعثر المستمر والمتكرر الذي تمر به مسيرة السلام نتيجة تعنت الاحتلال الإسرائيلي وعدم جديته في التوصل إلى اتفاق حقيقي مع الفلسطينيين يضمن لهم حقهم الشرعي في إقامة دولتهم على ترابهم الوطني جاء تعهد مجلس التعاون بالعمل على تحريك وحث المجتمع الدولي للدفع بعملية السلام من خلال التوجه إلى المجتمع الدولي في سبيل العمل على منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس لما تمثله هذه القضية من احتقان واغتصاب ومصادرة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

واختتمت الصحيفة إن القرارات الحاسمة والمصيرية التي خرج بها قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم والتي اتضحت جلياً في البيان الختامي الذي أكد أهمية تعزيز الجهود الداعمة لأمن واستقرار دول الخليج والمنطقة العربية ووضع تصور واضح لخارطة عمل مشترك في سبيل إيجاد حلولٍ جذرية للأزمة الليبية والسورية واليمنية والفلسطينية وإجراءات فاعلة لاجتثاث الإرهاب من المنطقة في إطار الجهود الدولية الساعية لتخليص البشرية جمعاء من شروره ولكن علينا أن ندرك أن تطبيق مخرجات القمة سيواجهه تحديات كبيرة وأبرزها المعوقات التي تحاول قوى الشر في المنطقة وضعها أمام نجاحها.

من ناحيتها قالت صحيفة الخليج تحت عنوان "السلام بعيد " إنه حينما وصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى سدة الحكم وعد العرب والعالم معهم أنه سيجعل هدفه الأساسي تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط والآن هو في سنته السابعة في السلطة يصرح بأن السلام بعيد ..بطبيعة الحال ما لم يستطع تحقيقه في سبع سنوات لا يمكن لعاقل أن يتوقّع أنه سينجزه في السنة المتبقية من حكمه.

وأضافت أن الرئيس أوباما أعلن أن السلام بعيد بحضور رئيس الكيان الصهيوني رؤوفين ريبلين وأضاف إلى ذلك ما يفسر رأيه لماذا السلام بعيد فهو أكد التزام بلاده بأمن إسرائيل كما شجب ما سماه العنف والتحريض وأكد أيضاً أنه بحث مع رئيس الكيان كيف يمكن لواشنطن أن تساعد إسرائيل أمام الفلسطينيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التصريحات المرافقة لتأكيده أن السلام بعيد ترمي المشكلة في حضن الفلسطينيين ..فهو يقول للعالم إن المشكلة في فلسطين لها بعدان الأول أمن الكيان المهدد من الفلسطينيين الذين يرمون الحجارة على جنود الاحتلال والثاني رفض الفلسطينيين للانتهاكات الإسرائيلية الذي يسميه التحريض.

وأوضحت أن المشكلة كما يرى ليست في الاحتلال أصلاً وهي ليست في أن الاحتلال على مدى العقود الماضية يقيم وقائع على الأرض المحتلة في انتهاك سافر للقانون الدولي وهو لا يرى المشكلة في الجنود المدججين بأفضل الأسلحة الأمريكية التي يقتلون بها الأطفال الفلسطينيين وإنما في هؤلاء الأطفال الذين يلقون بالحجارة على هؤلاء المحتلين لأرضهم الممارسين لكل أنواع الاضطهاد ضدهم.

وأكدت الصحيفة أن هذه هي الصورة التي حاول الرئيس الأمريكي أن ينقلها ليس إلى الشعب الأمريكي فحسب وإنما إلى كل العالم وإلى الفلسطينيين أنفسهم ..هذه الصورة التي يحملها الرئيس الأمريكي وينقلها إلى العالم تعكس سياسات وتملي مواقف وتتطلب إجراءات بغض النظر عن قناعته بها أم لا ..الأمن الإسرائيلي يتطلب مزيداً من السلاح النوعي لمواجهة المهددين له من الفلسطينيين وهو يتطلب ممارسة مزيد من الضغوط على السلطة لكي تقوم بواجبها كما تراه أمريكا والكيان ولكن دون قصم ظهرها لأن الحاجة إليها منهما أكثر من حاجة الفلسطينيين وهي تفرض على الإدارة الأمريكية أن تواجه المحاولات الفلسطينية لنقل قضيتها إلى منظمة الأمم المتحدة حتى تقوم بواجبها تجاههم ..هذا السلوك الأمريكي ليس مستقبلياً وإنما هو قائم على امتداد السنوات الماضية وقد عبر عن ذلك ريبلين حينما شكر أوباما على دعمه للكيان على مدى السنوات السبع الماضية وكذلك على نضاله ضد المتطرفين أي الفلسطينيين.

واختتمت الصحيفة بالقول "حديث من الرئيسين يجلي الصورة ويدعو إلى الاعتبار لمن لا يعيش الأوهام".