الحياة الدينية بين العصر الأموي والعباسي

الامارات 7 - الحياة الدينية بين العصر الأموي والعباسي
الحياة الدينية في العصر الأموي
سعى الأمويون جاهدين للحفاظ على العقيدة الإسلامية وحمايتها من التحريف والتغيير. لكن ذلك لم يكن سهلاً بسبب الاختلاط الكبير بين العرب وغيرهم من الشعوب ذات العقائد المتنوعة. هذا الاختلاط أثر بشكل كبير على بعض معتقدات المسلمين، حيث ظهرت حركات تسعى إلى العبث بالعقائد الإسلامية، وكان معظم هذه الحركات موجودة في الأجزاء الشرقية من الدولة الإسلامية، مثل العراق وفارس وخراسان. وتأثرت بعض هذه الحركات بالديانات الفارسية القديمة وكذلك بالديانات النصرانية في الشام.

ورغم وجود هذه المذاهب، لم يكن لها تأثير كبير أو قبول واسع بين المسلمين، الذين كانوا متمسكين بعقيدتهم الإسلامية. من أبرز المذاهب التي ظهرت في العصر الأموي كان مذهب القدر، الذي نشأ مع معبد الجهني في العراق، والذي رفض فكرة القدر. كما ظهر الحارث بن سعيد في الشام الذي ادعى النبوة، وواجهه عبد الملك بن مروان. وتوالت الأحداث بعد ذلك حتى ظهرت شخصيات مثل غيلان الدمشقي، الذي أُعدم بعد محاورات مع العلماء.

الحياة الدينية في العصر العباسي
على الرغم من أن العصر العباسي شهد بعض مظاهر الزندقة والمجون، إلا أن الغالبية العظمى من المجتمع كانت متعلقة بالدين. كانت مساجد بغداد مكتظة بالعباد والنساك، وزاد الوعظ الذي امتزج بالعبر والحكم، وكان من أبرز الوعاظ عبد الواحد بن زيد. كما ازدهر التصوف في هذا العصر بفضل شخصيات مثل رابعة العدوية وإبراهيم ابن أدهم البلخي.

تطور الفقه في العصر العباسي على أسس علمية مدروسة، حيث اعتمد الفقهاء بشكل كبير على القرآن والسنة في اجتهاداتهم. ومع مرور الوقت، ظهرت مذاهب فقهية متعددة، مثل مذهب أبي حنيفة في الكوفة، ومذهب مالك في المدينة، ومذهب الشافعي الذي استمده من هذين المذهبين، وأخيرًا مذهب أحمد بن حنبل في بغداد.

كما كان للشيعة دور مهم في الفقه، حيث ألّف الإمام جعفر بن الصادق كتبًا متعددة مثل "مصباح الشريعة". ومن بين العلوم التي شهدت ازدهارًا كبيرًا في العصر العباسي كان علم الكلام، الذي اهتم بالجدل الديني في أصول العقيدة.



شريط الأخبار