العتيبة: خلق أيديولوجية الانفتاح والتفاؤل والفرص أساسي لهزيمة التطرف

الامارات 7 - أكد سعادة يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكية أن خلق أيديولوجية الانفتاح والتفاؤل والفرص في الخليج هو عنصر أساسي لهزيمة التطرف ..مشددا على ان تنظيم "داعش" لا يجب أن يهزم في ميدان المعركة فقط بل أيضا في حرب الأيديولوجيات المتصارعة.

وقال سعادة السفير العتيبة - في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" في طبعتها على الانترنت بالتزامن مع اليوم الوطني الـ 44 للدولة - " كمسلمين لدينا الكثير على المحك ويجب علينا أن نقود فى كل الجبهات خاصة بعد ان صدم العالم بأحداث إرهابية في سانت بطرسبرغ وسيناء وباماكو وبيروت والموصل وباريس " ..لافتا إلى أنهم يواجهون عدوا أكثر تطورا ..وأكد ان عودة المقاتلين المتطرفين الى الساحة أصبح تحديا عالميا بطريقة لم تشهدها العالم منذ هجمات التاسع من سبتمبر.

ولفت إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة انضمت الى المجتمع الدولي لمحاربة أولائك الذين يزعزعون الاستقرار ..ولأكثر من 12 عاما ظلت تساهم في محاربة المتطرفين في أفغانستان والصومال وسوريا واليمن جوا وبرا فضلا عن منع دعم المتطرفين من خلال تدفق الأموال والمقاتلين الأجانب وترصد المتطرفين على الانترنت من خلال استراتيجيات جديدة لمكافحة التطرف.

وقال سعادة السفير العتيبة " النجاح في ميدان المعركة قد يكون الجزء السهل ونحن نعلم ذلك .. ولكن يجب علينا أن نحدد كمسلمين وعرب النصر الحقيقي الذى يمكن أن يتحقق عندما تسود قيم التسامح على الفكر الملتوي لامثال داعش وغيره" .. متسائلا عن امكانية ان تتغلب المنطقة بعد مرور مائة سنة على اتفاقية سايكس-بيكو على الانقسام الطائفي والعرقي ..وهل هناك نموذج جديد للشرق الأوسط مبني على الأمل بدلا من الكراهية.

وأكد العتيبة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تختبر رؤية جديدة للمنطقة أيديولوجية بديلة موجهة نحو المستقبل وهو مسار يسترشد بمبادئ حقيقية للإسلام وتتمحور حول المشاركة والسلام وتمكين المرأة وتشجيع التنوع والابتكار والمشاركة العالمية.

وأشار العتيبة إلى أنه مع تركيز الاهتمام العالمي على تبعات هجمات باريس لم يلاحظ الكثيرون أن معالي الدكتورة أمل القبيسي تم انتخابها كرئيسة للمجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات لتصبح أول امرأة في المنطقة تقود برلمانا وطنيا ..مشيرا الى ان القبيسي هي مهندسة معمارية وكانت أيضا أول امرأة تصبح عضوة في المجلس الوطني الاتحادي.

ونوه سعادة السفير العتيبة في مقاله باحتفال مجموعة من المواطنين والمقيمين والقيادات الدينية والسياسية والدبلوماسية بإعادة ترميم وفتح كنيسة القديس أندرو في أبوظبي حيث اكد قس الكنيسة الانجليكانية أندرو تومبسون أنه من الأسهل ان تكون مسيحيا هنا مما هو عليه في المملكة المتحدة.. فيما أعرب الأب بيشوي صليب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية أبوظبي مؤخرا عن مشاعر مماثلة قائلا "إن دولة الإمارات العربية المتحدة هي نموذج عالمي يحتذى به في جمع متعددي الاديان حيث تمتلك الدولة بيئة سلمية للتعايش السلمي بين جميع الثقافات المختلفة والتسامح الديني".

وأشار إلى أنه وضمن روح الانفتاح أعلنت حكومة الدولة هذا الصيف عن التبرع بقطعة أرض للمعبد الهندوسي الثالث في البلاد حيث ستكون هذه المعابد جنبا إلى جنب مع العديد من المراكز الأخرى للعبادة لتخدم ما يقرب من 8 ملايين من جميع الأديان تقريبا والجنسيات التي تعيش وتعمل بشكل سلمي في الإمارات .

وشدد العتيبة على ان وسائل الإعلام تغيب عنها أحيانا أخبارا هامة عن المنطقة حيث أنها لم تنتبه لاجتماع مجلس الحكماء المسلمين الذى عقد بالقاهرة في 21 نوفمبر الماضي والذي أدان بشدة مذابح باريس ومالي ..لافتا إلى أن المجلس يعد هيئة دولية للاسلام المعتدل تأسست بدعم من قيادة الدولة لتحديث طرق تدريس الإسلام في المدارس وتطوير برامج تدريبية جديدة للأئمة.

وقال " من وراء التنوع الديني والتسامح نزرع أيضا بذور أيديولوجية التفاؤل والفرص " .. مشيرا إلى أن دولة الإمارات ستنضم في واشنطن هذا الأسبوع الى وكالة ناسا وذلك اعترافا منها بوكالة الامارات للفضاء وبخططها الطموحة لوضع المسبار على سطح المريخ في عام 2021 تزامنا مع الذكرى الـ 50 لليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة حيث يمثل حدث الإعلان بالنسبة للإمارات في العالم العربي مثل إعلان الرئيس جون كينيدي لإطلاق الصاروخ إلى القمر ..وقال " إنها رؤية للمستقبل التي يمكن ان يشارك فيه جيل جديد من الشباب الإماراتي والعربي".

واضاف " ان وضع مسبار على سطح المريخ هو رؤية للمستقبل ولكن حث الناس للعمل هو التحدي الحقيقى اليوم .. وفي الإمارات العربية المتحدة نبني اقتصادا كبيرا ومحفزا للمنطقة بأسرها "..مشيرا إلى أن الإمارات هي المكان الأنسب للتدفق الحر للسلع والخدمات والناس والاستثمار والأفكار التى تفيد الشرق الأوسط برمته من خلال ربط أفريقيا وآسيا وأوروبا والأمريكتين ما يؤدي الى اقتصاد مستدام في مرحلة ما بعد النفط والغاز يقوده الابتكار ورأس المال البشري وسيادة القانون والتجارة المفتوحة".

وأكد سعادة السفير العتيبة في ختام مقاله ان دولة الإمارات تعتقد ان المسلم يمكن أن يكون معتدلا وعصريا في نفس الوقت ..وقال "نحن ملتزمون بتعزيز الانفتاح والتفاؤل وخلق الفرص في المنطقة لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة .. ونعلم إن تلك مجرد رؤية ولكنها أيضا واقعية وممكنة ولا تقل صعوبة أو أقل إلهاما من هبوط الرجل على سطح القمر أو إرسال بعثة إلى المريخ".