الامارات 7 - «الممثل وحده دون كل المشتغلين بالفن المسرحي، هو الذي يحمل في يده المفتاح السحري لمصدر الخيال، حتى ولو كان الآخرون هم الذين وضعوه»، هذا ما قاله الناقد الإنجليزي إشلي ديوكس عن قيمة الممثل وأهميته في موضوعة الإبداع المسرحي، هذا إذا علمنا أن هذا الممثل كان يمتلك في عهد الإغريق حصانة سياسية واجتماعية تقضي بعدم التعرض له قانونياً بأي شكل من الأشكال. فقد وضع في مرتبة الكهنة كشخصية اعتبارية لها احترامها وتقديرها الخاص. ومع تطور التكنولوجيا، لم يعد فن المسرح منعزلاً مجرداً، وصارت ثقافته مشكلة من مشكلات المسرح المعاصر، والفنان المسرحي هو أكثر النّاس احتياجاً للثقافة كي يطور أدواته ويرتقي بها كي يتمكن من مواكبة عصره، ومن تجسيد كل أنواع الشخصيات والأدوار بحرفية على خشبة المسرح.
«الاتحاد» فتحت ملف هذه القضية من خلال استطلاع آراء نخبة من الفنانين والمثقفين في المشهد المسرحي الإماراتي، للوقوف على أهمية «ثقافة الفنان» في ظل غياب معهد عالٍ للفنون المسرحية أو أكاديمية فنون مسرحية متخصصة في الإمارات:
أكد الكاتب والممثل والمخرج مرعي الحليان على أهمية ثقافة الفنان، كونه يتعاطى مع نصوص ومقولات وسياقات فكرية في النّص، لذا يجب أن يكون على مستوى عالٍ من الثقافة حتى يتمكن من تفكيك رسائل النص، وتحليل الشخصيات، ومن ثم كيف يقف على الخشبة. ويرى الحليان أن التمثيل هواية وتراكم خبرات وتطبيق، تساعد مجتمعةً الممثل على تجاوز تحديات المسرح، لكن لو اجتمعت الموهبة مع التخصص الدراسي من خلال أكاديمية فنون، فسيكون ذلك مثالياً وحضارياً يصب في صالح تقديم نموذج متطور من فناني المسرح الطليعيين.
من جهته أوضح الكاتب والمخرج صالح كرامة العامري أن على الممثل أن يرتكز في مهنته على ثلاثة أشياء هي: الثقافة الواسعة، درجة التركيز، المخيلة، وجميعها تصنع منه نجماً وتجعله في الذاكرة، وقال: «الفنان بدون ثقافة عصفور يحلق بجناح واحد، عليه أن يقرأ ويوسع مداركه لكي يلحق بعجلة تطور المسرح الهائلة، وإن كنت أفضل أن يكون دارساً متخصصاً، حتى يقف على أرضية علمية تجعله راسخاً أمام تحديات المسرح، أضم صوتي لمن يطالب بتأسيس أكاديمية فنون تابعة لوزارة الثقافة على غرار ما هو متاح في مصر».
وقال الممثل والمخرج إبراهيم سالم: من الضروري أن يمتلك الفنان ثقافة واسعة ونوعية في الأدب والفكر والسياسة والعلوم الإنسانية وغيرها، لأنه على الدوام في موضع اختبار على الخشبة، وحتى يجتاز الاختبارات بنجاح عليه أولاً امتلاك ثقافته المسرحية حتى يتمكن من أداء الأدوار الصعبة والشخصيات المركبة وخاصة التاريخية منها، ونظراً لأن ذلك غير متحقق للكثيرين في مسرحنا فادعوا باسم جميع الزملاء إلى تأسيس أكاديمية فنون متخصصة تخرّج أجيالاً متمكنة من تقديم الفن المحترف الذي يخدم الأمة.
وأكد الكاتب والممثل والمخرج غنّام غنّام على أهمية الثقافة النوعية والمنفتحة والمتعددة الروافد للفنان، حتى ينجح في تكوين موقف ورؤية رصينة تجاه القضايا التي تحيط به، وحتى يتمكن من أداء عمله ودوره بتلقائية وحرفية تبعده عن استنساخ الآخرين وتجعل منه صاحب هوية.
وأكد الكاتب المسرحي نجيب الشامسي، أن الموهبة النادرة قد تكفي بالنسبة لبعض عباقرة المسرح عربياً وعالمياً، ولكن هذه الموهبة حينما تكون مجردة فإنها تفقد صاحبها هيبته على الخشبة، وقال الشامسي: لا غنى عن ثقافة ثرية نوعية مصقولة للفنان حتى يتمكن من التفاعل مع النص والخشبة والمخرج والجمهور، ومع حرفية الشخصية، وغير ذلك سيظل الفنان المسرحي يدور في الفراغ، رصيد الفنان في موهبته وثقافته وعلمه، وخصوصية رؤيته للحياة من خلال المسرح، هناك فرق بين مسرحي مثقف وآخر يقف مكانه بموهبة محدودة.
الممثل يوسف الكعبي، أكد بدوره على أهمية الثقافة بالنسبة للفنان، فهي تصقله وتنمي خبراته وشخصيته، ورأى الكعبي أن الورش التكوينية التي تقام حالياً في مسرح الإمارات، وغيرها لا تكفي وحدها من دفع الممثل نحو الرصانة المنشودة ونحو تثبيت أقدامه على أرضية قوية، لا بد من التخصص، ولا بد من بعثات دراسية إلى الخارج.وشدّد المخرج علي جمال على أهمية ثقافة الفنان، إذ من دونها يصبح كاليد الواحدة التي لا تصفق، مركزاً على ضعف عملية التثقيف الواعية لدى فناني المسرح. ووصف ورشات المسرح التدريبية التي تقام لهم بالضعيفة والمستهلكة، ولا تحقق الثقافة المنشودة، منتقداً شباب المسرح ولهاثهم نحو الشهرة السريعة والمال بدون ارتكاز إلى ثقافة حقيقية رصينة. وأشار الفنان ناجي الحاي إلى قيمة الثقافة في تأسيس فنان واعٍ ملتزم ناضج، مؤكداً أن هناك ضرورة للاهتمام بهذه القضية كما فعل عديد الدول التي لجأت من خلال المعاهد والأكاديميات إلى صقل مواهب فنانيها وإلحاقهم بالدراسة فيها في الفترات المسائية. وقال: علينا ألا نهرب من مثل هذه المسؤولية، فالثقافة هي التي تصنع ممثلاً رصيناً، وصاحب فكر ورؤية واستراتيجية نحو خدمة وطنه.
«الاتحاد» فتحت ملف هذه القضية من خلال استطلاع آراء نخبة من الفنانين والمثقفين في المشهد المسرحي الإماراتي، للوقوف على أهمية «ثقافة الفنان» في ظل غياب معهد عالٍ للفنون المسرحية أو أكاديمية فنون مسرحية متخصصة في الإمارات:
أكد الكاتب والممثل والمخرج مرعي الحليان على أهمية ثقافة الفنان، كونه يتعاطى مع نصوص ومقولات وسياقات فكرية في النّص، لذا يجب أن يكون على مستوى عالٍ من الثقافة حتى يتمكن من تفكيك رسائل النص، وتحليل الشخصيات، ومن ثم كيف يقف على الخشبة. ويرى الحليان أن التمثيل هواية وتراكم خبرات وتطبيق، تساعد مجتمعةً الممثل على تجاوز تحديات المسرح، لكن لو اجتمعت الموهبة مع التخصص الدراسي من خلال أكاديمية فنون، فسيكون ذلك مثالياً وحضارياً يصب في صالح تقديم نموذج متطور من فناني المسرح الطليعيين.
من جهته أوضح الكاتب والمخرج صالح كرامة العامري أن على الممثل أن يرتكز في مهنته على ثلاثة أشياء هي: الثقافة الواسعة، درجة التركيز، المخيلة، وجميعها تصنع منه نجماً وتجعله في الذاكرة، وقال: «الفنان بدون ثقافة عصفور يحلق بجناح واحد، عليه أن يقرأ ويوسع مداركه لكي يلحق بعجلة تطور المسرح الهائلة، وإن كنت أفضل أن يكون دارساً متخصصاً، حتى يقف على أرضية علمية تجعله راسخاً أمام تحديات المسرح، أضم صوتي لمن يطالب بتأسيس أكاديمية فنون تابعة لوزارة الثقافة على غرار ما هو متاح في مصر».
وقال الممثل والمخرج إبراهيم سالم: من الضروري أن يمتلك الفنان ثقافة واسعة ونوعية في الأدب والفكر والسياسة والعلوم الإنسانية وغيرها، لأنه على الدوام في موضع اختبار على الخشبة، وحتى يجتاز الاختبارات بنجاح عليه أولاً امتلاك ثقافته المسرحية حتى يتمكن من أداء الأدوار الصعبة والشخصيات المركبة وخاصة التاريخية منها، ونظراً لأن ذلك غير متحقق للكثيرين في مسرحنا فادعوا باسم جميع الزملاء إلى تأسيس أكاديمية فنون متخصصة تخرّج أجيالاً متمكنة من تقديم الفن المحترف الذي يخدم الأمة.
وأكد الكاتب والممثل والمخرج غنّام غنّام على أهمية الثقافة النوعية والمنفتحة والمتعددة الروافد للفنان، حتى ينجح في تكوين موقف ورؤية رصينة تجاه القضايا التي تحيط به، وحتى يتمكن من أداء عمله ودوره بتلقائية وحرفية تبعده عن استنساخ الآخرين وتجعل منه صاحب هوية.
وأكد الكاتب المسرحي نجيب الشامسي، أن الموهبة النادرة قد تكفي بالنسبة لبعض عباقرة المسرح عربياً وعالمياً، ولكن هذه الموهبة حينما تكون مجردة فإنها تفقد صاحبها هيبته على الخشبة، وقال الشامسي: لا غنى عن ثقافة ثرية نوعية مصقولة للفنان حتى يتمكن من التفاعل مع النص والخشبة والمخرج والجمهور، ومع حرفية الشخصية، وغير ذلك سيظل الفنان المسرحي يدور في الفراغ، رصيد الفنان في موهبته وثقافته وعلمه، وخصوصية رؤيته للحياة من خلال المسرح، هناك فرق بين مسرحي مثقف وآخر يقف مكانه بموهبة محدودة.
الممثل يوسف الكعبي، أكد بدوره على أهمية الثقافة بالنسبة للفنان، فهي تصقله وتنمي خبراته وشخصيته، ورأى الكعبي أن الورش التكوينية التي تقام حالياً في مسرح الإمارات، وغيرها لا تكفي وحدها من دفع الممثل نحو الرصانة المنشودة ونحو تثبيت أقدامه على أرضية قوية، لا بد من التخصص، ولا بد من بعثات دراسية إلى الخارج.وشدّد المخرج علي جمال على أهمية ثقافة الفنان، إذ من دونها يصبح كاليد الواحدة التي لا تصفق، مركزاً على ضعف عملية التثقيف الواعية لدى فناني المسرح. ووصف ورشات المسرح التدريبية التي تقام لهم بالضعيفة والمستهلكة، ولا تحقق الثقافة المنشودة، منتقداً شباب المسرح ولهاثهم نحو الشهرة السريعة والمال بدون ارتكاز إلى ثقافة حقيقية رصينة. وأشار الفنان ناجي الحاي إلى قيمة الثقافة في تأسيس فنان واعٍ ملتزم ناضج، مؤكداً أن هناك ضرورة للاهتمام بهذه القضية كما فعل عديد الدول التي لجأت من خلال المعاهد والأكاديميات إلى صقل مواهب فنانيها وإلحاقهم بالدراسة فيها في الفترات المسائية. وقال: علينا ألا نهرب من مثل هذه المسؤولية، فالثقافة هي التي تصنع ممثلاً رصيناً، وصاحب فكر ورؤية واستراتيجية نحو خدمة وطنه.