تعريف الصوت اللغوي عند ابن جني

الامارات 7 - عرّف العالم اللغوي ابن جني الصوت بأنه ما يُخرج مع النفس الذي يتنفسه الإنسان، حيث يُشترك في إنتاجه كل من الحلق والفم والشفتين. تختلف الحروف باختلاف المكان الذي تعتمد عليه في النطق.

بالنسبة للغة، يعتبر ابن جني أنها مجموعة من الأصوات تعبر بها كل مجموعة من الناس عن غاياتها وأغراضها، مما يُبرز الطبيعة الصوتية للغة. يُشير أيضًا إلى الدور الاجتماعي للغة في نقل الأفكار والتعبير عنها، مُظهرًا اختلاف البناء اللغوي للكلام حسب الجماعات الإنسانية.

يعتقد ابن جني أن أصل اللغات جميعها هو الأصوات المسموعة، مثل صوت الرعد والريح والماء، وأصوات الحيوانات، وهو ما يتماشى مع نظرية المحاكاة التي تشير إلى أن اللغة تحاكي أصوات الطبيعة. العديد من العلماء، مثل الإنجليزي الشهير وتني، يتفقون معه في أن أصل اللغة هو المحاكاة، ويُعتبر ابن جني من أوائل العلماء الذين طرحوا هذه النظرية.

في مجال علم الأصوات، يُعتبر ابن جني رائدًا، حيث أشار إلى هذا العلم في كتابيه "سر صناعة الإعراب" و"الخصائص"، مُطلقًا عليه اسم "علم الأصوات". وقد عمل على دراسة الأصوات ومشكلاتها، مشددًا على العلاقة بين علم الأصوات والموسيقى، حيث يتشابهان في الأصوات والأنغام.

يرى ابن جني أن الأصوات اللغوية تُنتج من جهاز النطق، الذي يتكون من مجموعة من الأعضاء مثل الأسنان، واللثة، والغار، والحنجرة، مع وجود أجزاء قابلة للحركة مثل الشفتين والفكين.

أما الحرف، فيعرفه بأنه الصوت المنطوق والرمز المكتوب. يتبنى ابن جني ما أشار إليه الخليل بن أحمد الفراهيدي وسيبويه، حيث يُعتبر الحرف عنصرًا يتكون من التسمية، والسماع، والمقروء، مُميزًا الإنسان عن الأصوات الطبيعية الأخرى، إذ إن الحروف لا تُصدر إلا عن عاقل.

يُحدد ابن جني عدد حروف اللغة العربية بـ29 حرفًا، ويُصنفها إلى عدة فئات تشمل الصوامت والصوائت، ومخارج الأصوات، والأصوات المجهورة والمهموسة، والشديدة والرخوة والمتوسطة.