السببية في الفيزياء: مبدأها ودورها في البحث العلمي

الامارات 7 - مفهوم السببية في الفيزياء
تاريخ العلم يُعتبر تاريخًا للبحث عن السببية، حيث تُعتبر السببية حجر الزاوية في فهم العلوم بشكل عام، وبالأخص في مجال الفيزياء. يمكن تقسيم تطور الفيزياء إلى مرحلتين رئيسيتين: الفيزياء الكلاسيكية والفيزياء المعاصرة، حيث تغيرت مكانة السببية في كل مرحلة.

مبادئ السببية في الفيزياء الكلاسيكية
فيزياء نيوتن كانت تُركز على الأجسام الكبيرة، وقد قدم نيوتن تصورًا بأن الأرض مسطحة، وطرح ثلاثة قوانين للحركة:

يبقى كل جسم في حالته (سواء ساكنًا أو متحركًا) ما لم يؤثر عليه قوة خارجية.
تتناسب كمية الحركة مع القوة المؤثرة، وتكون الحركة في اتجاه تلك القوة.
لكل فعل يوجد رد فعل متساوي في المقدار ومضاد في الاتجاه.
تظهر هذه القوانين إيمانًا واضحًا بمبدأ السببية والحتمية، حيث يُفترض أن كل تغيير في الكون له سبب.

السببية في الفيزياء المعاصرة
مع تطور الفيزياء ودخول الفيزياء المعاصرة، خاصة مع أعمال آينشتاين، بدأت مفاهيم السببية والحتمية تتغير. فيزياء الكوانتم، التي تتناول الذرات والأجسام الدقيقة، أظهرت أن حركة الجسيمات الصغيرة تخضع لعشوائية لا يمكن التنبؤ بها. وهذا التحول من اليقين إلى اللايقين غيّر نظرتنا للعالم.

أهمية فهم السببية
عند دراسة ظاهرة مثل المطر، يمتلك العلماء معرفة مبدئية بالظاهرة، ولكنهم يحتاجون إلى فهم الأسباب وراءها. السببية تعتبر تفسيرات لوقوع الظواهر، مما يساعد في التنبؤ بمدى إمكانية حدوثها مستقبلًا.

خلال الفترة الكلاسيكية، اعتُبر البحث العلمي كبحث عن السببية، حيث كان يُنظر إلى العالم كآلة ميكانيكية، حيث كل حركة ترتبط بأخرى، مما يتطلب اكتشاف السبب الأساسي لفهم التسلسل الحركي.



شريط الأخبار