الامارات 7 - مفهوم الغيرية في الفلسفة، والذي يُعرف أيضاً بـ "حب الغير"، ظهر لأول مرة في أعمال أوغست كونت وتم تبنيه لاحقاً من قبل هربرت سبنسر وانتشر في الكتابات الفلسفية اللاحقة. من الناحية الأخلاقية، يشير مفهوم الغيرية إلى تقديم النفع للآخرين بناءً على مبدأ الحب، ويُعرف في كتاب "العقيدة الوضعية" بأنه شعور بالحب تجاه الآخرين كوسيلة لتجاوز الأنانية. وفقاً لأوغست كونت، يتضمن هذا المفهوم "التعلق بالآخرين" و"الاحترام" و"الطيبة"، ويتميز بالنية التي تجعل النفع المادي مبدأً أخلاقياً. يقابل هذا المفهوم الأنانية، الذي يُعتبر عنصراً أساسياً في تحديد طبيعة الإنسان وتفرده عن الحيوان، حيث يرتبط بالوعي الذاتي واستمراريته.

أوغست كونت، الذي استخدم مصطلح "الغيرية" باللغة الفرنسية في كتابه "نظام الحكم الإيجابي"، رأى أن مشاعر الغيرية هي فطرية كما أظهرت أبحاث علم الدماغ الحديث، واعتبرها من أهم الاكتشافات العلمية. كان كونت يأمل أن يؤدي تأسيس دين إنساني جديد، الذي يعتمد على فهم علمي للطبيعة البشرية والمجتمع، إلى تطور الأمم وتحقيق الغيرية على حساب الأنانية. كذلك، كان يرى أن النساء يتمتعن بقدرات غيرية أكبر بسبب غرائزهن الأمومية، لذلك يجب أن يُعطوا سلطة أخلاقية ودينية أكبر من الرجال، وبهذا الشكل يعزز "دين الإنسانية" الفضائل الأخلاقية الأنثوية وقدسية الأمومة.

يمكن تصنيف الغيرية إلى ثلاثة أنواع: "الغيرية النفسية"، التي تشير إلى الدوافع والرغبات التي تدفع الأفراد لمساعدة الآخرين؛ "الغيرية السلوكية"، التي تشمل الأفعال التي نقوم بها لمساعدة الآخرين ولكنها تتطلب بعض التكلفة؛ و"الغيرية الأخلاقية"، التي تعتبر سعادة الآخرين الهدف الرئيسي للأفعال البشرية، وهي عكس الأنانية الأخلاقية التي تركز على سعادة الفرد قبل أي شيء آخر.