تأثير الفلسفة البراجماتية على التربية العربية

الامارات 7 - تأثير الفلسفة البراجماتية على التربية العربية

تُعتبر الفلسفة البراجماتية من أبرز التيارات الفلسفية التي ظهرت في القرن العشرين، متزامنةً مع صعود النظام الرأسمالي العالمي. تعود جذورها إلى الفيلسوف تشارلز ساندرز بيرس، إلا أن أصل كلمة "براجماتية" ينحدر من اللغة اليونانية ويعني "ممارسة" أو "عملية". تعتنق الفلسفة البراجماتية فكرة أن الفكرة تكون صحيحة فقط إذا كانت ذات نفع وقابلة للتطبيق، مما أدى إلى ظهور تأثيرات ملحوظة على إبستمولوجيا القرن العشرين، بما في ذلك نظرية المعرفة البراجماتية وفلسفة التربية.

فلسفة التربية البراجماتية عند جون ديوي

يُعد الفيلسوف جون ديوي من أبرز أعلام الفلسفة البراجماتية، حيث أكد على الصلة الوثيقة بين التقدم العلمي والتكنولوجي، مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية مركز جذب للعقول. ومن خلال نظرياته، نظر ديوي إلى الفلسفة كأداة تشريعية مستمرة في تقييم قيم المجتمع وتقديم قيم جديدة تتماشى مع حياة الأفراد. يرى ديوي أن الفلسفة ليست نظريات ثابتة، بل هي ديناميكية تتجدد بناءً على التغيرات المجتمعية. وفقاً لديوي، يجب أن تكون التربية ميداناً لإعادة إنتاج المبادئ التي تؤثر على سلوك الفرد، ودعا إلى أن يكون للفلسفة دوراً في هذا المجال.

كما اعتبر ديوي أن الفلسفة ليست مجرد تأمل نظري، بل يجب أن تكون نشاطاً عملياً يُمارس. أكد على أن الفلسفة تؤدي وظيفة تربوية من خلال التكوين الشخصي والنقدي والحوار المثري، عبر نقد الواقع ورفض الوضع القائم والبحث عن قيم جديدة تُحقق سعادة الأفراد. على الرغم من الانتقادات التي توجه للفلسفة البراجماتية في التربية، مثل صعوبة تحديد نتائج الأفكار بدقة، فإن البراجماتيين يرون أن الاختبار هو الفيصل في تقييم قيمة الفكرة وفائدتها، مما يعكس تقاربها مع المنهج العلمي.

فلسفة التربية البراجماتية وأثرها على العلوم التربوية في العالم العربي

يعتقد ديوي أن مصدر القيم الأخلاقية هو الخبرات الإنسانية والتجارب، وليس القيم القبلية. تُظهر الفلسفة البراجماتية أهمية الديمقراطية في فضاء التعليم، حيث يعتمد التعلم على الحوار واستماع الآراء المختلفة. من خلال هذه الفلسفة، يتعلم الطالب تطوير مهاراته البحثية والتجريبية بدلاً من الاعتماد على النتائج الجاهزة.

تبنى الأكاديميون العرب الفلسفة البراجماتية في التربية بشكل ملحوظ، ومن بين المفكرين العرب الذين تأثروا بهذا الفكر كان المفكر المصري إسماعيل قباني، الذي أكد على أهمية تنمية استعدادات الطلاب مع مراعاة التوجيه الاجتماعي. أظهرت الدراسات في الدول العربية أن أكثر من 44% من الأكاديميين يتبنون مبادئ الفلسفة البراجماتية، وتأثر المعلمون في المجالات التالية:

الأغراض التربوية.
المنهج الدراسي.
التعامل مع المادة الدراسية.
النظرة إلى طبيعة المتعلم.
تفكير المتعلم.
تفكير التلاميذ كمجموعة.
أدوار المعلم.
كفايات المعلم التربوية.
التقويم التربوي.



شريط الأخبار