الامارات 7 - في المدن اليونانية القديمة، كانت الأسوار تلعب دورًا حيويًا في الدفاع والحماية، خاصة في فترة ما بعد القرن الخامس قبل الميلاد. في البداية، لم تكن هناك حاجة ملحة لبناء الأسوار بسبب عدم وجود تهديدات خطيرة، إذ كانت المدن اليونانية تقع في أماكن مختارة بعناية، وغالبًا ما كانت محمية بحواجز طبيعية. ومع ذلك، مع تزايد التهديدات من قبائل مثل الأودريسسيان والرويال سيثيان في الغرب والشمال، أصبحت الأسوار ضرورية لحماية المدن.

من القرن الخامس قبل الميلاد وما بعده، بدأ يظهر تهديد جديد في المنطقة، مما أدى إلى بناء الأسوار لحماية المدن. كان بناء الأسوار يعني حماية المدينة من الهجمات والتهديدات الخارجية، وضمان الاتصال الآمن بالبحر حتى في أوقات الحصار. على سبيل المثال، كانت الأسوار الطويلة الأثينية جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية العسكرية الأثينية، حيث وفرت للمدينة رابطًا ثابتًا بالبحر وأحبطت الهجمات البرية.

كانت المدن اليونانية، أو "بوليس"، تُنظم حول مركز حضري محصن، مع وجود جدران خارجية توفر الحماية. كان لكل مدينة مركز حضري يُحتوى على المعابد والمباني الحكومية، وغالبًا ما تُبنى هذه المباني على تلال أو أكروبوليس، مثل البارثينون الشهير في أثينا، الذي بُني تكريمًا للإلهة أثينا.

من بين الأمثلة البارزة للأسوار اليونانية الطويلة، نجد الجدران الأثينية التي كانت تربط المدينة بميناء بيرايوس. بُنيت هذه الجدران بعد غزو زركسيس لليونان (480-479 ق.م) بناءً على اقتراح ثيميستوكليس، وبدأت عملية البناء الفعلية عام 461 ق.م. هذه الأسوار كانت تمتد من مدينة أثينا إلى الميناء، وما زالت بعض آثارها مرئية حتى اليوم