الاتجاهات النظرية في الأنثروبولوجيا

الامارات 7 - علم الأنثروبولوجيا هو دراسة شاملة للإنسان وتجربته عبر التاريخ، بما في ذلك الجوانب البيولوجية والاجتماعية مثل اللغة والثقافة والسياسة والعلاقات الاجتماعية والتكيف مع البيئات المختلفة. يهدف هذا العلم إلى مساعدة البشر على فهم أنفسهم وفهم بعضهم البعض بشكل أفضل.

الاتجاهات النظرية في علم الأنثروبولوجيا توفر إطارًا لتحليل وفهم موضوعات متنوعة. تساعد هذه النظريات في توجيه التفكير وتنظيمه للتنبؤ والتفسير والتعديل ضمن إطار موحد. تتضمن بعض الاتجاهات الرئيسية في علم الأنثروبولوجيا:

الاتجاه التطوري:

أسسه إدوارد تايلور، الذي افترض تطور المجتمعات عبر مراحل تبدأ بالمرحلة البدائية وتنتقل إلى التوحش ثم البربرية وأخيراً الحضارة. اعتبر تايلور الروحانية أساساً لجميع الأديان، ولكنه واجه انتقادات لعدم دعم بياناته النظرية وتحديه للأفكار العنصرية.
الاتجاه الانتشاري:

يقوده ويلهلم شميدت، الذي اقترح أن الأديان تطورت من أصل واحد وأن الانتشار كان آلية التغيير الأساسية. انتقد شميدت هذا الاتجاه بسبب عدم اعترافه بالابتكار البشري والتكيف مع البيئة.
الاتجاه التاريخي:

قاده فرانز بواس، الذي انتقد الاتجاه التطوري وأكد أن الثقافة هي مجموعة من الأفكار الخاصة بكل مجتمع. عمل بواس على جمع البيانات الميدانية وتحليل الثقافات دون تقديم نظريات عامة تنطبق على جميع المجتمعات.
الاتجاه البنائي الوظيفي:

قدّم إميل دوركهايم، الذي درس كيفية تماسك المجتمع وتضامنه. ركز على دور الفرد في دعم المجتمع واعتبر الدين حقيقة اجتماعية تسهم في التضامن الاجتماعي. استمر العديد من العلماء في بريطانيا وأمريكا في اتباع نهجه.
الاتجاه الوظيفي:

اقترحه برونيسلاف مالينوفسكي، الذي درس كيفية دعم المجتمع للفرد وساهم في فهم الوظائف الاجتماعية للدين. قسم احتياجات الأفراد إلى فردية، أساسية، ومتكاملة، ودرس كيفية تلبيتها من قبل المجتمع.
الاتجاه البنيوي:

قدمه كلود ليفي شتراوس، الذي أكد أن السلوك البشري والثقافة تتشكل من خلال هياكل عميقة مثل اللغة والطقوس. اعتبر أن هناك واقعًا خفيًا يمكن تفسير الحياة الاجتماعية والثقافية من خلاله.
الاتجاه المادي الثقافي:

يدعم فكرة أن السلوك البشري يتأثر بالعوامل المادية، ويركز على العلاقة بين البيئة والثقافة والنظام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. يدرس كيفية تأثير البنية التحتية على الهيكل الاجتماعي والبنية الفوقية.
اتجاه الثقافة والشخصية:

استند إلى إدوارد سابير، الذي اقترح وجود علاقة بين العادات المكتسبة في الطفولة وسلوكيات الأفراد. يدعو لدراسة السمات الشخصية لفهم الثقافة بشكل أفضل.
اتجاه ما بعد الحداثة:

ظهر في الثمانينيات ويفحص تأثيرات الحرب الباردة والاضطرابات الاجتماعية. يتحدى هذا الاتجاه المعرفة المطلقة ويدعو إلى فهم أن الشخص يرى العالم من خلال خلفيته الثقافية والشخصية.
تساهم هذه الاتجاهات في تقديم رؤى متنوعة حول الثقافة وتطور الإنسان والمجتمع، مما يساعد في فهم أعمق للتجربة الإنسانية.



شريط الأخبار