اللغة واللهجات في العصر الجاهلي

الامارات 7 - اللغة في الأدب الجاهلي كانت متكاملة في جميع مستوياتها: الصوتية، الصرفية، النحوية، والدلالية. يبدو أن انتشار هذه اللغة كان أشبه بمعجزة، إذ تباعدت بشكل ملحوظ عن اللهجات القديمة، رغم اشتراكهما في بعض الخصائص اللغوية القليلة. على سبيل المثال، عبارة من اللهجة النبطية، وهي "كن لهو خلفتن وقسد"، تعني في الفصحى "كن له خليفةً وقائدًا". وقد سيطرت لغة عرب الشمال، التي تمثل لغة الأدب الجاهلي، على لغة عرب الجنوب.

مع ظهور لهجات متقاربة جدًا في خصائصها، اتفق العرب على استخدام لهجة قريش كلغة أدبية عامة، التي نظم فيها الشعراء من مختلف القبائل قصائدهم. يعتبر هذا الاتفاق معجزة بحد ذاته، نظرًا لأن العرب كانوا يفتخرون بلهجاتهم الخاصة. ولهجة قريش أصبحت العربية الفصحى التي نزل القرآن الكريم بها.

فيما يتعلق باللهجات الجاهلية وأسمائها، اتفق العرب على استخدام لغة قريش كلغة أدبية موحدة، في حين استمرت القبائل في استخدام لهجاتها الخاصة فيما بينها وفي نظم الشعر. من هذه اللهجات:

عنعة تميم: تحويل الهمزة إلى عين، مثل "عنت" بدلاً من "أنت".
قلقلة بهراء: كسر ياء المضارع، مثل "يِلعب" بدلاً من "يَلعب".
كسكسة تميم: إضافة سين بعد كاف المخاطبة، مثل "رأيتكِس" بدلاً من "رأيتكِ".
كشكلة أسد: تحويل كاف المخاطبة إلى شين، مثل "رأيتش" بدلاً من "رأيتكِ".
فحفحة هذيل: تحويل الحاء إلى عين، مثل "عتى" بدلاً من "حتى".
كم ربيعة: كسر كاف الخطاب بعد الياء أو الكسرة، مثل "عليكِم" بدلاً من "عليكُم".
وهم بني كلب: كسر هاء الغيبة إذا لم تسبق بكسرة أو ياء ساكنة، مثل "بينهِم" بدلاً من "بينهُم".
جمجمة قضاعة: تحويل الياء الأخيرة إلى جيم، مثل "الساعج" بدلاً من "الساعي".
تم أهل اليمن: تحويل السين في نهاية الكلمة إلى تاء، مثل "النات" بدلاً من "الناس".
الاستنطاء عند سعد والأزد وقيس: تحويل العين الساكنة إلى نون، مثل "أنطى" بدلاً من "أعطى".
شلشلة اليمن: تحويل الكاف إلى شين، مثل "لبيش" بدلاً من "لبيك".
لخلخانية الشحر: حذف الألف، مثل "مشاء الله" بدلاً من "ما شاء الله".
طمطمانية حمير: تحويل "أل" التعريف إلى "أم"، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "ليس من امبر امصيام في امسفر".
غمغمة قضاعة: إخفاء الحروف حتى تكاد لا تظهر.
أما عن أصل اللغة العربية، فهي إحدى اللغات السامية وتطورت من اللغة السامية القديمة، جنبًا إلى جنب مع اللغات السامية الأخرى مثل الآرامية والعبرية. حافظت العربية على بعض خصائص اللغة السامية، مثل الإعراب، بينما تغيرت اللغات الأخرى. لم يتوصل الباحثون إلى اللغة السامية الأصلية، لكنهم تمكنوا من تحديد خصائصها من خلال مقارنة اللغات السامية التي تشترك في مزايا مثل الإعراب والتعريف بأل.

فيما يتعلق باللغات العربية القديمة، عثر الباحثون على نقوش مكتوبة بالخط العربي القديم تعبر عن اللهجات العربية القديمة. وهذه النقوش تشمل:

اللهجة الثمودية بالخط المُسند الجنوبي.
اللهجة اللحيانية بالخط المسند الجنوبي.
اللهجة الصفوية بالخط المسند الجنوبي.
اللهجة النبطية بالخط الآرامي.
كانت هذه اللهجات تحتوي على بعض الظواهر اللغوية المعروفة في العربية الفصحى، وأقرب هذه اللهجات إلى الفصحى هي اللهجة النبطية.









شريط الأخبار