التجارة في الحضارة البابلية

الامارات 7 - تُعَدُّ التجارة أحد الركائز الأساسية التي ساعدت على ازدهار وتوسع الحضارات القديمة، ومن بينها الحضارة البابلية التي كانت من بين الأكثر ذكاءً في تقدير أهمية التجارة. كانت الحضارة البابلية تتسم بفهم عميق لأهمية التجارة لدرجة أنها سمحت للعبيد بممارسة التجارة بموافقة أسيادهم، مما ساهم بشكل كبير في تنشيط الحياة الاجتماعية وتطورها.

تميزت أساليب التجارة في الحضارة البابلية بالتقدم والابتكار، رغم أنها كانت في فترة ما قبل التاريخ وكتابة النصوص كانت محدودة. استخدم البابليون الألواح الطينية لتدوين المعاملات التجارية، وتمكن العلماء المعاصرون من فك رموزها واكتشاف أحد أروع نظم تدوين المعاملات التجارية في تاريخ البشرية.

تم تدوين المعاملات التجارية في الحضارة البابلية وفقاً لعدة إجراءات، تشمل:

وجود كاتب خاص لكل تاجر، كان يقوم بكتابة نص الاتفاقية خلال أي صفقة تجارية.
إلزام كل طرف بتوقيع الاتفاقية في المكان المحدد من قبل الكاتب، واستخدام ختم خاص لمن لا يستطيع الكتابة.
ضرورة وجود شهود على المعاملة التجارية.
في بعض الحالات، كان يتم إعداد نسختين من العقد لكل طرف، على الرغم من أن ذلك كان نادراً.
تتم معظم المعاملات التجارية في البازارات عند بوابات المدن، التي كانت تشبه إلى حد كبير البورصات الحديثة.
لحماية المعاملات التجارية من الضياع أو التزوير، كان يتم حفظ الوثائق في مغلف طيني مُختوم. إذا حاول أحد الأطراف التلاعب بالنص الأصلي، كان الحاكم يكسر المغلف لاستخراج الوثيقة المصدقة واتخاذ الإجراءات اللازمة.

لم تقتصر التدوينات على المعاملات التجارية الكبيرة فقط، بل شملت أيضاً اتفاقيات استئجار البيوت واستقدام العمال، مع توثيق جميع التفاصيل مثل التاريخ والمكان والثمن والمدة بشكل دوري ومنتظم.

تُعرف الحضارة البابلية بأنها نشأت في بلاد ما بين النهرين، والتي تُعرف أيضاً ببلاد سومر، وظهرت بين القرنين السادس والثامن عشر قبل الميلاد. أسسها الملك حمورابي الذي قام بإنشاء قوانين وتعليمات صارمة كُتبت على الألواح الطينية وعلقت في المدينة، والمعروفة باسم "تشريعات حمورابي".



شريط الأخبار