الامارات 7 - يُعدّ الطب من أوسع مجالات العلوم الحياتية، وقد أسهم علماء المسلمين بشكل كبير في تطويره. لم تقتصر إسهاماتهم على علاج الأمراض فحسب، بل أسسوا مناهج تجريبية انعكست على مختلف جوانب الممارسة الطبية، بما في ذلك الوقاية، والعلاج، وتطوير الأدوات، وأيضًا في النواحي الإنسانية والأخلاقية التي تحكم الأداء الطبي. بفضل هؤلاء العلماء، تحوّل مسار الطب إلى اتجاه أكثر تقدمًا.

أبو بكر الرازي
أبو بكر محمد بن زكريا الرازي، المولود عام 854م والمتوفى عام 925م، هو عالم مسلم برع في الكيمياء والفلسفة والطب. كان الرازي كيميائيًا قبل أن يتخصص في الطب، وشغل منصبًا مرموقًا في مستشفى الري وبغداد. من أبرز أعماله الطبية كتاب "المنصوري" و"الحاوي في الطب"، الذي استعرض فيه الطب اليوناني والسوري والعربي، بالإضافة إلى العلوم الطبية الهندية. عُرف الرازي أيضًا بكتاباته حول الأمراض المعدية مثل الجدري والحصبة، والتي تُرجمت إلى عدة لغات.

ابن سينا
ابن سينا (980م - 1037م)، المعروف بأمير الأطباء، هو واحد من أعظم الأطباء والفلاسفة في التاريخ الإسلامي. أثرى الطب بكتابه "القانون في الطب"، الذي اعتُبر المرجع الأساسي في الطب في أوروبا لعدة قرون. تميز ابن سينا بتوثيقه تشريح العين، وتحديده أن مرض السل معدٍ، وكتابته عن أعراض مرض السكري وأنواع شلل الوجه. كما اهتم بالتشريح العصبي وطب الفترة المحيطة بالولادة.

ابن النفيس
ابن النفيس (1213م - 1288م) هو طبيب وعالم وفيلسوف عربي، اشتهر بوصفه الأول للدورة الدموية الرئوية، حيث عارض النظرية القديمة لجالينوس التي تفترض انتقال الدم بين بطيني القلب عبر مسام غير مرئية. وبدلًا من ذلك، أوضح أن الدم ينتقل عبر الرئتين.

أبو الحسن الطبري
أبو الحسن علي بن سهل ربان الطبري، المولود عام 838م، كان من الرواد في طب الأطفال وتنمية الطفل. ألّف "جنة الحكمة"، واحدة من أوائل الموسوعات الطبية، حيث جمع فيها معارف من الطب اليوناني، والسرياني، والهندي. ركز الطبري على العلاقة بين النفس والطب، وشدد على أهمية الاستشارة النفسية في علاج المرضى، مع الإشارة إلى أن بعض الأمراض قد تكون نتيجة لأوهام نفسية.