المدرسة الطبيعية المتأخرة

الامارات 7 - المدرسة الطبيعية المتأخرة هي تيار فلسفي يضم مجموعة من الفلاسفة اليونانيين الذين تركزت بحوثهم على أصل الكون وأصل الأشياء. وسبب تسميتهم بالطبيعيين هو أنهم لم يبحثوا عن السبب الأول للوجود من خلال الميتافيزيقا، بل عبر البحث التجريبي والمادي. ومعظم هؤلاء الفلاسفة كانوا علماء ولههم إنجازات علمية، وتكمن أهمية بحوثهم في استكمال ما بدأه طاليس وفلاسفة آخرون. هم يعرفون في المراجع المتخصصة في تاريخ الفلسفة بالطبيعيين المتأخرين، وهم أكثر حداثة من الطبيعيين المؤسسين وتأثروا بالفلسفات السابقة مثل الفيثاغورية.

من بين رواد هذا التيار:

أنبادوقليس: وُلد في إغريغنتا، صقلية، واهتم منذ صغره بالفلسفة والطب والشعر والخطابة. اعتبره أرسطو مؤسس علم البيان. تأثر بفيثاغورس وعُرف بعواطفه الدينية القوية. في فلسفته، لم يحاول أنبادوقليس تقليص الوجود إلى عنصر أولي واحد، بل اقترح أن الأشياء تتكون من أربعة عناصر: الماء، والهواء، والنار، والتراب. وأضاف عنصر التراب إلى النظريات الفلسفية الطبيعية، معتبرًا أن هذه العناصر الأربعة لا تتفاضل، ولها خصائص مثل الحرارة والرطوبة واليبوسة والجفاف. كما اقترح أن اجتماع وافتراق هذه العناصر يتم بفعل المحبة والكراهية.

ديموقريطس: وُلد في مدينة أبديرا واهتم بالرياضيات والهندسة. أسس مدرسة خاصة به وتأثر بالفيلسوف لوقيبوس. اعتقد بأن أصل الأشياء هو الذرات، وأن الحركة تؤثر على الجوهر. وقد اقترح أن الذرات المادية تشكل أصل الكون، وسمي مذهبه بالمذهب الذري. كما اعتبر أن النفس مادية وتتألف من جواهر دقيقة وسريعة الحركة، وأن النفس هي مبدأ الحركة في الأجسام الحية.

أنكساغورس: وُلد بالقرب من مدينة إزمير، وكان من النخبة المتعلمة. انتقل إلى أثينا في الأربعينيات من عمره واهتم بالعلوم الطبيعية والإنسانية. اعتقد أن الأشياء تختلف عما تبدو عليه، وأكد على أن الأجزاء تحمل نفس طبيعة الكل. كما أقر بمبدأ أن لا شيء يخرج من العدم وأكد على أن طبائع الأشياء أزلية، لكنها تحتاج إلى ما يحركها.

هذه الأفكار من الفلاسفة الطبيعيين المتأخرين قدمت إسهامات هامة في تطور الفلسفة الطبيعية وفتح المجال لفهم أعمق للكون والوجود.



شريط الأخبار