الامارات 7 - سقراط، الذي يُعتبر من أبرز الفلاسفة اليونانيين، أثر بشكل عميق في فلسفة أفلاطون، رغم أنه لم يترك مؤلفات مباشرة توضح أفكاره. أفلاطون نقل في محاوراته أفكار سقراط من خلال النقاشات التي كان يجريها مع تلاميذه وجمهور الناس. هناك جدل واسع بين الأكاديميين حول مدى دقة تمثيل أفلاطون لأفكار سقراط في محاوراته، وما إذا كانت تعكس فلسفة سقراط بوضوح أو تحمل طابعًا أفلاطونيًا.

سقراط كان يختلف عن الفلاسفة السابقين الذين بحثوا في أصل الوجود من خلال العنصر الأول أو السبب الأولي، مثلما اعتبر طاليس الماء وعنكسيميناس الهواء كعنصر أساسي. سقراط، بدلاً من ذلك، اعتبر أن جوهر الأشياء ليس مادياً بل متعلق بالمفاهيم الأساسية. حسب فلسفته، لفهم شيء ما، مثل العدالة، يجب أن نضع تعريفاً واضحاً له.

سقراط لم يكتفِ بالتساؤل بل عمل على وضع حدود واضحة للألفاظ والمعاني لتفادي الالتباس، وبهذا يمكن القول إنه وضع أساساً للفكر المنطقي. عارض سقراط السفسطائيين الذين كانوا يستغلون المعاني المبهمة ويؤمنون بأن الحقيقة نسبية، مشيراً إلى أن الأشياء يجب أن تكون لها جذور واضحة وثابتة.

أثر فلسفة سقراط كان جلياً في أعمال أفلاطون، الذي طور فكرة المثل بناءً على اعتقاده بأن المادة ليست سوى سجن للحقيقة. أفلاطون أكد أن العالم المادي هو مجرد انعكاس لعالم المثل، وأن المعرفة الحقيقية تأتي من الاتصال بهذا العالم المثالي، حيث كانت النفس قبل تجسدها تعرف الحق والخير والجمال وتتمثل فيهما.