المذهب العلمي في طبيعة المعرفة

الامارات 7 -
طبيعة المعرفة وفقًا للتجريبيين، الذين ينتمون إلى المذهب العلمي، تعتمد على فكرة التطابق. فالمعرفة تتشكل عندما يتطابق ما يحدث في العالم الخارجي مع ما يتواجد في ذهن الإنسان. وهذا المفهوم يعارض التيار المثالي الذي يعتقد أن العقل هو المصدر الوحيد للمعرفة، حيث يعتبر التجريبيون أن المعرفة ليست ذاتية بحتة، وإنما تستند إلى التجربة الحسية والواقع الخارجي. ومع ذلك، فإن التجريبيين لم ينكروا دور الذات في عملية المعرفة. تطورت نظرية التطابق لتصبح جزءًا من الواقعية النقدية، التي ترى أن المعرفة ليست تطابقًا تامًا مع الواقع، بل تتطلب النظر في صفات الأشياء المختلفة. جون لوك، أحد رواد التجريبية، قسّم هذه الصفات إلى أولية، مثل الشكل، التي ترتبط بالشيء بشكل مباشر، وثانوية مثل اللون، التي يمكن أن تكون أكثر تعقيدًا.

منهج المعرفة العلمية التجريبية يعتمد على التجربة والتفاعل مع الواقع. الخطوات الأساسية لهذا المنهج تبدأ بالملاحظة، التي تُعد من أقدم وسائل المعرفة وتُستخدم لتجميع المعلومات من خلال الحواس. تنقسم الملاحظة إلى أنواع مختلفة، منها البسيطة والعلمية وغير المباشرة والمضبوطة. تأتي بعد الملاحظة عملية صياغة الفروض، التي تمثل التوقعات والتخمينات حول الظواهر التي تم رصدها. الفروض قد تكون وهمية أو فلسفية أو علمية.

تأتي التجربة كأهم خطوة في هذا المنهج لاختبار الفروض، وتنقسم إلى عدة أنواع، منها التجربة المباشرة وغير المباشرة، بالإضافة إلى التجارب العشوائية وغيرها. كما يُستخدم الاستبيان كأداة لجمع البيانات، وهو يأتي بأنواع متعددة مثل الاستبيان المفتوح والمغلق. بشكل عام، المعرفة العلمية تتطلب تفاعلًا مع الواقع عبر التجربة والتفكير.



شريط الأخبار