مفهوم الديمقراطية التوافقية

الامارات 7 - الديمقراطية التوافقية هي نظام سياسي يُميز بمشاركة واسعة في السلطة، خاصة في المجتمعات المتنوعة ذات المذاهب والأعراق والطوائف المختلفة. في هذا النظام، تشارك جميع الأطراف، سواء كانت أغلبية أو أقلية، في عملية اتخاذ القرار السياسي. الهدف من هذا النموذج هو تحقيق استقرار أكبر وحماية الدولة من الأزمات السياسية والحروب الأهلية، وتعزيز الوحدة الوطنية بين المواطنين.

تجلى مفهوم الديمقراطية التوافقية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، خصوصًا في القارة الأوروبية التي عانت من النزاعات والتحديات. نشأت الفكرة كوسيلة لتصحيح الأوضاع السياسية في دول مثل هولندا وبلجيكا والنمسا وسويسرا.

من خصائص الديمقراطية التوافقية أنها تقوم على أساس الائتلاف الواسع، حيث تشارك جميع الأحزاب، بما في ذلك الأقلية والأغلبية، في الحكم. تُوزع المناصب الوزارية والمواقع القيادية بشكل نسبي، ويُمنح جميع الأطراف الحق في إبداء الرأي أو معارضة القرارات باستخدام حق الفيتو. تتيح هذه الطريقة إدارة شؤون كل جماعة بشكل مستقل، مع الحفاظ على التوازن والتشارك في السلطة.

ومع ذلك، تواجه الديمقراطية التوافقية بعض التحديات. من بين السلبيات أنها قد تشجع على زيادة عدد الأحزاب، مما قد يجعل التوصل إلى إجماع صعبًا. كما قد تؤثر سلبًا على انتماء المواطن للدولة، حيث قد يصبح ولاءه موجهًا أكثر نحو الحزب بدلاً من الدولة ككل.

أحد أبرز المفسرين لمفهوم الديمقراطية التوافقية هو آرند ليبهارت، الذي تناول هذا النظام في كتابه "أنماط الديمقراطية". يرى ليبهارت أن الديمقراطية التوافقية هي الأنسب لأنها تمنح فرصة لجميع الأطراف، بما في ذلك الأقليات، للمشاركة في الحكم، مما يعزز من استقرار الحكومة.



شريط الأخبار