مانويل فالس: أدرك باكراً خطر الإخوان والسلفية المتشددة

الامارات 7 - -24-منذ الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له باريس مساء الجمعة الماضي، برز رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس، بتصريحاته ومواقفه المناهضة للإرهاب ولكن أيضاً بمواقفه المعادية للإسلام السياسي، وخاصة الشق السلفي والإخواني المتفرع عن السلفية الراديكالية في فرنسا وفي أوروبا بشكل عام، انتهاءً بتصريحاته على امتداد الأيام القليلة التي تلت العمليات الإرهابية التي ربط فيها بين هذا التيار والإرهاب.
وفي القانون الذي عرضه فالس على البرلمان الفرنسي، الخميس، للمصادقة عليه، ترجم رئيس الحكومة، حملته هذه إلى قرارات وإجراءات حاسمة لم تتأخر في إثارة قطاعات من الرأي العام خاصة خارج فرنسا، التي سارعت باتهامه باستعداء الإسلام والمسلمين والحض على كراهية المسلمين، في خلط بين الإسلام والسلفية وبين المسلمين والإسلام السياسي.

أثارت التصريحات والقرارات الأخيرة حملة مرشحة للتصاعد في الفترة القادمة، بما يهدف إلى تقديم رئيس الحكومة الفرنسية في صورة المعادي للمسلمين ودينهم، في اختصار وتجنٍ على الحقائق والوقائع، ذلك أن مواقف الرجل لا يمكن فهمها بعيداً عن مسيرته وتجربته الشخصية والسياسية التي لم تبدأ في فرنسا بل في إسبانيا وتحديداً في مدينة برشلونة، التي وُلد فيها في أغسطس (آب) 1962، رغم إقامة عائلته المهاجرة في فرنسا، هرباً من ديكتاتورية نظام الجنرال فرانكو في إسبانيا وقتها.

من برشلونة إلى رئاسة الحكومة
يُعتبر مانويل واسمه الكامل مانويل كارلوس فالس غالفيتي، اليوم من أبرز السياسيين الفرنسيين حتى أن البعض يعتبره منافساً جيداً وممكناً للرئيس الفرنسي الحالي في الانتخابات الرئاسية القادمة في 2017، مرشحاً عن الحزب الاشتراكي، الذي يعد فالس من أهم مجدديه في السنوات القليلة الماضية، أو ما يُعرف بمجموعة المُصفّين لتركة الرئيس الفرنسي والزعيم الاشتراكي الراحل، فرنسوا ميتران.

ورغم قصر المدة التي برز فيها مسؤولاً سياسياً من الصف الأول في الحكومة الفرنسية بعد تكليفه بوزارة للداخلية في 2012، إلا أن صعوده السريع لفت إليه الأنظار والاهتمام في الداخل والخارج، بسبب طرحه، وطريقة تعاطيه السياسية والانسانية أيضاً، وقدرته على تقديم إجابات حاسمة ومناسبة للتحديات المتزايدة التي تطرحها التحولات والمستجدات الدولية والمحلية على المجتمع الفرنسي.

نموذج ناجح لأجيال الهجرة
ولكن مواقف فالس العلنية والرسمية، خاصة منها ما يتصل منه بالإرهاب لم تكن أبداً وليدة الأحداث الأخيرة التي عرفتها فرنسا، أو حتى أحداث شارلي إيبدو في بداية 2015، ذلك أنه يُعد بمثابة أحد القلائل الذين رأوا الخطر الداهم، الذي كان يتشكل على امتداد السنوات الماضية، والذي تحول اليوم إلى تهديد حقيقي للعالم بما فيه فرنسا، الإرهاب والتطرف الديني، بين قطاعات معينة من المجتمعات الإسلامية التي يسميها وذلك منذ أن كان مسؤولاً حزبياً صغيراً في الحزب الاشتراكي الفرنسي في السنوات السابقة على ارتقائه سلم المسؤوليات في الحزب الفرنسي الحاكم اليوم، وذلك في 1988، عندما انتخب نائباً لرئيس المجلس الجهوي لمنطقة ايل دوفرانس، أو باريس الكبرى، عندما كان في الرابعة والعشرين من العمر، وبعد حصوله على الجنسية الفرنسية بست سنوات فقط، ليُشكل في حد ذاته أحد النماذج القليلة الناجحة من أبناء وأجيال الهجرة المختلفة إلى فرنسا.

ذلك أن فالس لم ينتظر الحصول على الجنسية للانخراط في الشأن العام الفرنسي، بل تقلد مناصب ومسؤوليات صلب الحزب وفي منظمات حقوقية أخرى، رغم افتقاره إلى الجنسية، ليبرز منذ التاريخ صوتاً منفرداً رغم التقلبات والتوظيفات الكثيرة التي عرفتها الثمانينات من القرن الماضي للمسألة الدينية ولقضايا الهجرة والتنوع في المجتمع الفرنسي، في ظل تزايد المد اليميني المتطرف ممثلاً في الجبهة الوطنية.

ورغم حداثة سنه، لم يتورع فالس لا عن التحذير من تنامي ما يسميه بمثلث الإسلام السياسي والعنف والسلفية الراديكالية، انتهاءً بدعوته منذ تكليفه بوزارة الداخلية في 2012 إلى "الإسلام الفرنسي الوطني" وتخليصه من الشوائب الخارجية الأجنبية، وحمايته من التوظيفات والتوجيهات والأدلجة من أي طرف كان.

مواقف علنية
ورغم تعرضه إلى حملات متنامية للتنديد به واتهامه باستعداء المسلمين والتحامل على الإسلام، بعد ظهور ما يسمي بالاسلاموفوبيا الغربية، لم تؤثر هذه الحملات في تصميمه ولا عزمه ولا مواقفه، خاصة منها التي تتعلق بالمهاجرين والمسلمين بشكل خاص، مثل مواقفه من الصراع العربي الإسرائيلي، أو تنديده العلني في أكبر الصحف الفرنسية "لوموند" أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة في 2014، أو الحرب الأمريكية ضد العراق في 2003، محذراً من تداعياتها الخطيرة على المنطقة والعالم، داعياً فرنسا إلى رفض التصويت على غزو العراق.

ويُمكن استعراض مواقف فالس العلنية التي وثقتها مقالات كثيرة بإمضائه في الصحف والمجلات وحتى الكُتب التي وضعها، واستعرض فيها كما يقول خبرته ومعرفته الخاصة، باعتباره مهاجراً سابقاً، ومسؤولاً وطنياً بقضايا الهجرة والتسرب التشدد الإسلامي إلى قطاعات واسعة من المجتمع المسلم في فرنسا، ليدرك كيف أدرك الرجل ومنذ سنوات طويلة حجم وخطورة التهديدات التي تواجهها فرنسا ومعها أوروبا والعالم منذ الوقت، رغم سنه الحديث.

قيادات جديدة
ولا يتكلم فالس، أو يُطلق التهم جزافاً في سباق محموم للحصول على أصوات الناخبين، ولكنه يعكس ببساطة وجه جيل جديد، من القيادات السياسية صلب الحزب الاشتراكي الفرنسي، أو ما يعرف بمجموعة التجديدن والتي تضم إلى جانب فالس قيادات أخرى مثل بنوا هامون، ومالك بوطيح، ونجاة فالو بلقاسم، وآن هيدالغو، وبوريا أميرشاهي، وغيرها من الوجوه الجديدة التي برزت باعتبارها ممثلة لأجيال الهجرة الجديدة والتنوع وانفتاح المجتمع الفرنسي، والتي أثبتت تعلقها بمبادئ الجمهورية الفرنسية رغم أصولها الإسبانية والمغربية والجزائرية وحتى الهندية.

ابن الضواحي الصعبة
ولكن ميزة فالس الحقيقية على عكس بعض المسؤولين الفرنسيين من اليمين وحتى من اليسار نفسه، القرب والالتصاق من واقع أو بالأحرى من قاع المجتمع الفرنسي، الذي يكتظ بالمهاجرين وأبناء المهاجرين والمهمشين والمنبوذين، الذين تكدسوا في الضواحي والأحزمة العمرانية "الحساسة" للمدن الكبرى في فرنسا، مثل أغلب المدن الأوروبية الكبرى.

وتتمثل تجربة وميزة فالس الحقيقية، في معايشته هذا الواقع وإدراكه وتعرضه أحياناً لأخطار الضواحي التي وجد فيها الإسلام السياسي وخاصة ما يُعرف بالإخوان المسلمين منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي، مرتعاً وحقلاً خصباً للاستقطاب والتعبئة والتجنيد، لخدمة أهداف خارجية لا علاقة لها بالمجتمع الفرنسي، في مدن الضواحي، مثل ارجونتاي أو ايفري، وهما المنطقتان الشعبيتان الشهيرتان اللتين تدرج فيهما فالس وتدرب على العمل السياسي والعام، منذ 1989 نائباً لرئيس بلدية الأولى، ورئيسا لبلدية الثانية لدورتين بين 2002 و2012، قبل أن يستقيل من مناصبه بعد دخول الحكومة في 2012، لتكون إدارته للمدينتين نموذجاً نادراً في معالجة مشاكل مثل هذه المدن، وتراجع معدلات الجريمة، والإرهاب، وتقليم أظافر وأجنحة الجمعيات "الدينية" المختلفة التي استولت على قطاعات واسعة من المدينتين قبله وتمويلات هائلة بالمناسبة ذاتها.

قناعات راسخة
ولم يكن فالس الذي تحمل مسؤوليات عدة في هذه المدن، مستعداً مثلاً لمقايضة مواقفه السابقة من القضية الفلسطينية مثلاً بأصوات الناخبين من الطوائف أو الديانات الأخرى، فكان أول رئيس بلدية مثلاً يُوقع توأمة مدينته مع مدينة خان يونس الفلسطينية ، ورغم العاصفة التي قامت في وجهه بعد استقبال ليلى شهيد ممثلة فلسطين فرنسا، لم يتورع فالس عن التنديد "بالاحتلال والاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والأراضي العربية المحتلة، مؤكداً أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل".

ورغم هجوم اليمين وبعض طوائف اليسار بما فيها من داخل حزبه الاشتراكي، فإن مانويل فالس فاز بانتخابات برئاسة بلدية ايفري في 2007 منذ الدور الأول، ما يُعطي فكرةً عن شعبيته بين ناخبيه الذين خبروا خطابه ورؤاه وقدراته في رئاسته الأولى في 2002.

الإسلام السياسي في خطاب فالس
من أشهر مواقف وتصريحات فالس التي أثارت ضجة في الداخل والخارج، عند دعوته للتصدي للسلفية الراديكالية وخطاب الإخوان المسلمين، الحوار الذي أدلى به لمجلة لونوفال اوبسرفتير الفرنسية في يوليو(تموز)2013، عندما كان وزيراً للداخلية، من التوظيف المتزايد من قبل الجمعيات الإسلامية المشبوهة في فرنسا، لمفهوم الإسلاموفوبيا، ومعاداة الإسلام والمسلمين للتحريض واستقطاب الأنصار، مطلقاً على الحملات التي أطلقتها منظمات قريبة من اتحاد منظمات مسلمي فرنسا الذي يُهيمن عليه الإخوان"حصان طروادة" لاختراق المجتمع الإسلامي في فرنسا، وتجنيد الأنصار والمؤيدين، في إطار مشروع سياسي متكامل يستهدف فرنسا.

حصان طروادة
وقال فالس في التصريح ذاته مندداً بالديماغوجية المعتمدة في "الخطاب السلفي، في فرنسا، الذي يعتبر حصان طروادة الذي تستعمله هذه التنظيمات لهدم العقد الجمهوري في فرنسا"، وبسؤاله عن المستقبل قال فالس إنه يشعر بـ"الخوف والقلق من تنامي هذا التوظيف، بما يخدم أهداف المنظمات الإرهابية في الداخل والخارج" مضيفاً أن "هذه الجمعيات والمنظمات كما في ارجونتاي أو تراب مثلاً تنتقل إلى هذه المدن لبث الاضطراب وزعزعة تماسك هذه المدن، للسيطرة على فضاءات جديدة، والاستحواذ على عقول شبابها".

هيمنة
وفي تصريح آخر في فبراير(شباط) 2015، هاجم مانويل فالس الإخوان المسلمين مباشرة، معتبراً في تصريح إذاعي لمحطة أوروب 1، أن خطاب الإخوان "أكبر خطر على المسلمين في فرنسا"، وأكد فالس في الحديث الذي فجر قنبلة جديدةً وقتها في الوسط السياسي الفرنسي، باعتباره أول تصريح لرئيس حكومة مباشر يستهدف وبالإسم الإخوان المسلمين الذين يسعون حسب قوله "إلى الهيمنة على مسلمي فرنسا" مضيفاُ أنه "لابد من دعم المسلمين الرافضين لهذه الهيمنة، وهذا الخطاب، وليس فقط الخطاب الإرهابي أو الجهادي، بل كل أنواع الخطاب الظلامي، والانغلاق والراديكالية".

وبسؤاله عن الطريقة المثالية للتصدي لخطاب الإخوان في فرنسا، قال فالس إنه لن يتورع عن محاربته "بالقانون وبالشرطة وبالمخابرات"، مؤكداً أن "هذه الأجهزة حققت الكثير من الإنجازات في فترة قصيرة".

البهو المؤدي إلى الإرهاب
وفي آخر تصريح صحافي حول الموضوع نفسه قال فالس في حوار أدلى به لقناة أي تلي الفرنسية في يونيو (حزيران) 2015، قبل 5أشهر من الهجمات التي استهدفت باريس إن "خطاب الإخوان والسلفية الأكثر انغلاقاً في فرنسا، هو البهو الذي يمر عبره الإرهابيون قبل تحولهم إلى الراديكالية" وتنفيذ عملياتهم في سوريا والعراق مثلاً.



شريط الأخبار الإمارات تسير طائرتها الإغاثية الـ 238 بحمولة 90 طنا لدعم سكان غزة تعرف على افضل الأماكن السياحية في راس الخيمة تعرف على افضل فنادق الفجيرة .. لـ تجربة استجمام فريدة بعيداً عن الصخب تحفة الامارات وعاصمة الفخامة .. أبو ظبي حيث تلتقي التقاليد بـ الحداثة جميـرا .. ايقـونـة الجمـال والاناقـة في قـلب دبي الشارقة .. حـديقة مملكة اللآلئ المائية وجزيرة الأساطير مغامـرات تستحق التجربة تعرف على أجمل الأماكن السياحية في دبي للأطفال أفضـل مطـاعم عـائلية في دبي .. ننصحـك بِـ تجربتهـا متع اطفالك بـ لعبة الرغوة المائية في حديقة مملكة اللؤلؤ في الشارقة استكشف لعبة الغواصة المائية في جزيرة الأساطير بـ الشارقة لاتفـوت فرصة الاستمتاع بالعروض الخيالية لـ نافـورة الشارقـة إرث الداو في عجمـان .. رحلـة عبـر التاريخ والحرفيـة البحريـة الى العالميـة هـايكنـج عجمـان .. وجهـة المغـامرين بين جبـال مصـفـوت والمنامـة استمتـع بجمال وسحـر مرسى عجمـان .. وجهتـك الأمثـل للترفيـه والإسترخـاء عـلى الواجهـة البحريـة أسـرار الرفاهيـة في عجمـان .. استمتـع بـ جمـال شواطئـها وفخـامة منتجعاتهـا