الدولة العباسية والسلاجقة

الامارات 7 - تعود جذور الدولة السلجوقية إلى سلجوق بن تقاق، الذي كان تابعًا لملك الترك، ثم انتقل إلى الأراضي الإسلامية واعتنق الإسلام. المؤسس الفعلي للدولة السلجوقية كان السلطان طغرلبك، الذي اشتهر بذكائه وحكمته. قسّم السلاجقة الأراضي التي سيطروا عليها بينهم، وانتخبوا طغرلبك ملكًا عليهم، وكان له مقر في مدينة الري. لم يكن لطغرلبك أولاد، فتوفي في عام 455هـ.

في العراق، أثناء فترة ضعف الخلافة العباسية تحت حكم البويهيين، تطلع الناس إلى قوة الدولة السلجوقية الناشئة. بضغط من القواد، استولى أحمد بن بويه على بغداد بعد خروج الأتراك منها. ولكن الوضع في بغداد كان مزريًا، حيث شهدت المدينة أزمة غذاء حادة. بعد ضعف البويهيين وتدخل الأتراك في الشؤون العراقية، تمكّنت الدولة السلجوقية من دخول بغداد وإسقاط دولة بني بويه في عام 447هـ.

أصبح السلطان طغرلبك حليفًا مهمًا للخلافة العباسية، حيث أنقذها من هيمنة البويهيين وخطر الفاطميين. تطورت العلاقة بين طغرلبك والخليفة العباسي إلى تحالف وزواج، حيث تزوج الخليفة العباسي من ابنة أخ طغرلبك، وتزوج طغرلبك من ابنة الخليفة العباسي القائم بالله.

بعد وفاة طغرلبك، تولى السلطان محمد ألب أرسلان بن سلجوق الحكم. خلال فترة حكمه، شهدت الدولة السلجوقية نموًا كبيرًا في مختلف المجالات، بما في ذلك التعليم. أسس نظام الملك المدارس النظامية في بغداد، التي بدأ بها الشيخ الإمام أبو إسحاق الشيرازي التدريس.

ساهم السلاجقة في دعم الخلافة العباسية ونصرة المذهب السني، بعد أن كان المذهب الشيعي يهيمن على إيران والعراق تحت الحكم البويهي. وقد تمكن طغرلبك من إزالة النفوذ البويهي من بغداد وإعادة الاعتبار للمذهب السني.



شريط الأخبار