أين تقع مدينة الأبلة؟

الامارات 7 - مدينة الأبلة كان لها دور هام في التاريخ، بدءًا من الفتح الإسلامي لها، حيث كانت مركزًا مهمًا في التجارة البحرية مع الشرق. ميناؤها كان من أهم المراكز البحرية في الملاحة الإسلامية والعربية. تم فتح الأبلة من قبل المسلمين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

تعود أهمية موقع الأبلة الجغرافي إلى كونها تقع على شاطئ دجلة البصرة العظمى، عند زاوية الخليج المؤدي إلى مدينة البصرة. كما تعتبر الأبلة أقدم من مدينة البصرة، إذ كانت تحت سيطرة الفرس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، بينما تأسست البصرة في نفس الفترة تقريبًا. تقع الأبلة في نهاية الرأس الجنوبي لنهرين الفرات ودجلة، وهما نهران صالحان للملاحة، وعلى زاوية الخليج المؤدي إلى قناة اصطناعية تدخل نحو مدينة البصرة. تاريخ الأبلة الملاحي يعود إلى عهد الإسكندر الأكبر، حيث وصفها البحار تيارجس في عام 400 ق.م بأنها مستودع لتجارات الخليج.

أما عن تسمية الأبلة، فقد قال ياقوت الحموي إن الاسم يلفظ "الأُبُلَّة" بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وفتحها. كانت المدينة تعرف قبل الإسلام باسم "أبولوكس" في الكتابات الأكادية.

من الناحية الاقتصادية، كانت الأبلة مهمة للغاية لفرض السيطرة على حركة الملاحة التجارية مع الهند والصين والعالم. كانت المدينة ميناءً مهمًا للسفن، حيث كانت السفن المتوسطة تستطيع الرسو فيها. بعد انتقال الخلافة العباسية إلى بغداد، زاد الاهتمام بالأبلة مما أدى إلى ازدهار تجارتها وزيادة أرباح التجار. وصف خالد بن صفوان الأبلة بأنها "أقرب مسافة، وأطيب نطفة، وأوطأ مطية، وأربح لتاجر، وأخفا لعابد". كما كانت الأبلة مرفأً للسفن القادمة من عُمان والبحرين وفارس والهند والصين، حيث كانت تأمين حاجات الدولة العربية الإسلامية من الهند مثل السيوف والساج والعطور، وكانت هناك تجارة منتظمة بين الصين والعراق.

رحالة ابن بطوطة ذكر الأبلة في أسفاره، حيث وصف الرحلة من ساحل البصرة إلى الأبلة، مشيرًا إلى المسافة القصيرة التي تعادل عشرة أميال، مع بساتين ونخيل على الجانبين، وباعة يبيعون الخبز، والسمك، واللبن، والفواكه تحت ظلال الأشجار.










شريط الأخبار