أهمية الموقع الجغرافي لفلسطين

الامارات 7 - تُعَدّ فلسطين ذات أهمية استراتيجية وحضارية كبيرة، حيث تُشَكِّل الجسر البريّ الوحيد الذي يربط قارة آسيا بكلٍّ من قارة أفريقيا وأوروبا، وتُعَدّ بوابة بلاد الشام الجنوبية وخط الدفاع الأول عنها. لهذا السبب، كانت فلسطين مطمعًا للعديد من الأمم والغزاة الذين سيطروا على مناطق آسيا وأفريقيا، وشهدت أراضيها العديد من المعارك التاريخية الفاصلة.

تتمتع فلسطين بموقع جغرافي مركزي يربطها بالعديد من البلدان العربية، مما يسهل وصول الطرق إليها من شبه الجزيرة العربية، والأردن، والعراق، وسوريا، ولبنان، ومصر. تشكّل السهول الساحلية الفلسطينية حلقة وصل بين سواحل لبنان وسوريا ومصر وشمال أفريقيا، بينما يُعتَبَر سهل مرج ابن عامر وصلة بين فلسطين ووادي الأردن. كما يُعتبر النقب امتدادًا طبيعيًا لشمال صحراء سيناء، ويرتبط بالصحراء الأردنية وصحراء شبه الجزيرة العربية.

فيما يخصّ الأهمية الدينية والسياحية، تُعَدّ فلسطين مهد الديانات السماوية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، حيث تحتوي على المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، اللذين يُعتَبران من أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. كما تُصنَّف مدينة القدس كواحدة من أقدس الأماكن الإسلامية في العالم، وتحتوي على كنيسة القيامة وكنيسة المهد. كلّ هذه العوامل تجعل فلسطين وجهة سياحية هامة، توفر فرصًا كبيرة في مجالات السياحة والتجارة وتعزز الاستقرار والسلام بين الشعوب.

أما من الناحية التجارية، فإن الموقع الجغرافي لفلسطين يعزز من أهميتها كممرّ للقوافل التجارية، خاصةً تلك التي تسير من الشرق إلى الغرب. إذ تصل التجارة القادمة من آسيا والهند وشبه الجزيرة العربية إلى موانئ فلسطين على البحر الأبيض المتوسط، ثم تتجه إلى أوروبا. كما ساهم الموقع الجغرافي في وجود المحطات التجارية التي دعمت الاستقرار والتطور الاقتصادي للبلاد، وتواصل فلسطين اليوم الحفاظ على أهميتها التجارية بفضل موانئها على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.

جغرافياً، تقع فلسطين على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، بين خط عرض 32 درجة شمالاً وخط طول 35 درجة و15 دقيقة شرقاً. يحدّها الأردن من الشرق ولبنان من الشمال، وتبلغ مساحتها حوالي 27,026 كيلومترًا مربعًا، وتتميز بتنوع تضاريسها التي تشمل السهول الساحلية والداخلية والجبال والتلال والصحراء الجنوبية.



شريط الأخبار