السيميائية عند بيرس

الامارات 7 - السيميائية، كما طورها شارل سندرس بيرس، تعتبر من النظريات النقدية التي تركز على دراسة الفنون والأدب. ظهرت في عصر ما بعد الحداثة كرد فعل على المنهج البنيوي الذي كان يركز على العلامة النصية فقط ويقصي ما هو خارجها. تُعنى السيميائية بدراسة العلامات وما وراءها، مُعيدةً النظر في فهم العلامات ودلالاتها.

السيميائية، التي تُعرف أيضًا بالسيميولوجيا أو علم العلامة، تشمل مجموعة من المدارس والتفسيرات. تشمل سيميولوجيا سوسير التي ترتبط باللسانيات، وسيميوطيقا بيرس التي تعتمد على المنطق والرياضيات والظاهراتية. كما توجد سيمياء التواصل التي يشملها بريتو ومونان، وسيمياء الدلالة التي يتناولها بارت ولاكان، وسيمياء الثقافة التي قام بتطويرها يوري لوتمان وأمبرتو إيكو. هناك أيضًا أنواع متعددة من السيميائيات مثل سيمياء الصورة وسيمياء السرد وسيمياء الأهواء وسيمياء الانتماء.

بدأ استخدام مصطلح "السيميائية" في بدايات القرن العشرين من قبل عالم اللسان السويسري فرديناند دو سوسير، الذي قدم مفهوم علم السيميولوجيا، بينما ارتبط مصطلح "السيميotics" بفيلسوف المنطق الأمريكي شارل سندرس بيرس.

في نظر بيرس، تقوم السيميائية على مفهوم "السيموزيس" (Semiosis) الذي يشير إلى الصيرورة الدلالية المتواصلة. تتضمن العلامة ثلاثة عناصر أساسية:

الممثل (Representamen): وهو الشكل المادي للعلامة، ويقابل "الدال" عند سوسير و"الرمز" عند أوجدين وريتشاردز.
المفسر (Interpretant): الذي يقابل "المدلول" عند سوسير و"الفكرة" عند أوجدين وريتشاردز، وهو التأثير الذي تتركه العلامة في ذهن المفسر.
الموضوع (Object): وهو ما تحيل إليه العلامة، وينقسم إلى "الموضوع الديناميكي" الذي تمثل العلامة أو تحيل إليه، و"الموضوع المباشر" الذي يكون جزءًا من العلامة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك "الركيزة" (Ground) التي تشير إلى الفكرة التي تستند إليها المصورة.



شريط الأخبار