تعريف الإعراب لغةً واصطلاحًا

الامارات 7 - الإعراب في اللغة مأخوذ من الفعل "أعرب" الذي يعني الإفصاح والتوضيح في الكلام. يُقال إن الشخص قد "أعرب" إذا أفصح وتكلم بوضوح. ومن هنا جاءت بعض الألفاظ كقولهم: يُلقن الصبي التهليل عند "إعرابه" أي حين يبدأ بالتكلم. ويُطلق لفظ "أعرب" على الأعجمي إذا نطق بالعربية، وللأعرابي إذا طلب منه أن يوضح معناه ويفصح عنه. والإعراب في اللغة يشير إلى البيان والإيضاح، كما في الحديث "الثيب تُعرِب عن نفسها" أي تبيّن ما تريد. كذلك، تعريب الاسم الأعجمي يعني نطقه بما يتوافق مع أوزان اللغة العربية وقواعدها. أما الأصل اللغوي لـ "عَرَبَ" فيدور حول ثلاثة معانٍ أساسية: الإفصاح والإبانة، النشاط وطيب النفس كما في "المرأة العروب" التي تتودد لزوجها، والفساد مثلما يُقال عن معدة الفصيل إذا فسدت وتغيرت.

أما الإعراب في الاصطلاح، فقد عرّفه ابن هشام بأنه "أثر ظاهر أو مقدّر يجلبه العامل في آخر الاسم المتمكن أو الفعل المضارع". وبمعنى آخر، الإعراب هو الحركة التي تظهر على أواخر الكلمات المتغيرة (الاسم المتمكن والفعل المضارع) بناءً على العوامل المؤثرة. هذه العوامل قد تكون معنوية، مثل الابتداء كما في جملة "الحديقة غنّاء"، حيث تظهر الضمة بسبب الابتداء، أو قد تكون لفظية كما في قوله تعالى: {وَلَن تَرضى عَنكَ الیَهُودُ وَلَا النَّصَارى}، حيث تأثرت كلمة "ترضى" بحرف النصب "لن".

أما ابن السراج فقد وسّع مفهوم الإعراب ليشمل التغير في أواخر الأسماء والأفعال المضارعة تبعًا لتغير المعاني. على سبيل المثال، في جملة "ذهب محمدٌ"، تغيرت نهاية الاسم إلى الضمة ليدل على الفاعلية، وفي جملة "رأيت محمداً"، تغيرت إلى الفتحة للدلالة على المفعولية، وفي "مررت بمحمدٍ"، تغيرت إلى الكسرة للدلالة على الجر.

بالمقارنة بين التعريفين، يظهر أن ابن هشام ركّز على تغير الحركات فقط، بينما ابن السراج تناول أيضًا السبب وراء هذا التغير وهو اختلاف المعاني.

فيما يتعلق بعلاقة التعريف اللغوي بالتعريف الاصطلاحي، يتضح أن كلا التعريفين يشتركان في دلالة الإفصاح والتحرك، حيث يعبر الإعراب عن تغيّر الحركات في نهاية الكلمات للإبانة عن المعاني المختلفة. أما "الفساد" فيمكن فهمه هنا بمعنى إزالة الالتباس والغموض في الكلام.



شريط الأخبار