قيام دولة المماليك

الامارات 7 - أصل المماليك وتاريخهم

في اللغة، يُشير مصطلح "المملوك" إلى العبد الذي يُباع ويُشترى، أما في السياق التاريخي الإسلامي، فإن "المماليك" تشير إلى الدولة التي نشأت بعد انهيار الدولة الأيوبية. يُعزى أصل المماليك إلى العصر العباسي، حيث قام الخليفة المأمون، ومن بعده أخوه المعتصم، بتجنيد أعداد كبيرة من المماليك كجنود ضمن فرق عسكرية دعمًا لنفوذ الخلافة. تم جلب هؤلاء المماليك من أسواق النخاسة التي كانت تعرض أسرى الحروب القادمين من آسيا الوسطى، وكانت أغلب أعراقهم من القبائل التركية المتحاربة في تلك المنطقة، إلى جانب آخرين من أصول منغولية وأرمينية وشرق أوروبية.

مع مرور الوقت، أصبحت قوات المماليك من أبرز الأدوات العسكرية في العديد من البلدان الإسلامية. الملك الصالح أيوب، على سبيل المثال، اعتمد على شراء المماليك الأطفال وتربيتهم على تعاليم الدين الإسلامي وعلى الولاء له. هؤلاء المماليك ارتقوا إلى المناصب العليا في الدولة وأصبحوا من أهم أركانها.

ضعف الدولة الأيوبية وصعود المماليك

بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي، بدأت الدولة الأيوبية في التفكك، حيث تصارع الأمراء الأيوبيون على السلطة لنحو ستين عامًا، ووصلت الأمور إلى حد التحالف مع الصليبيين ضد الأمراء المسلمين. عندما تولى الملك الصالح أيوب حكم مصر في سنة 637 هـ، تحالف الأمراء الأيوبيون في الشام مع الصليبيين للاستيلاء على عرش مصر مقابل منح بيت المقدس للصليبيين. اعتمد جيش الصالح أيوب على جنود مرتزقة من خوارزم، لكن هذه الفرقة انشقت بعد معركة انتصر فيها الصالح أيوب، فقرر لاحقًا الاعتماد على المماليك كقوة أساسية في جيشه.

تأسيس دولة المماليك

بعد وفاة الصالح أيوب ومقتل ابنه تورانشاه، انتقلت السلطة إلى شجرة الدر التي اعتبرها البعض أول حكام المماليك، بينما رأى البعض الآخر أنها آخر الحكام الأيوبيين لمصر. كان حكم شجرة الدر محل رفض من الخليفة العباسي، الذي كانت شرعيته مهمة رغم قلة قوته الفعلية، وأثار حكم امرأة غضبًا شعبيًا. لذلك اضطرت شجرة الدر للزواج ليكون زوجها حاكمًا صوريًا، فتزوجت من أيبك الذي اغتالته بعد فترة قصيرة، مما أدى إلى ثورة المماليك ومقتل شجرة الدر. تولى المنصور علي بن أيبك سلطنة مصر، ليصبح ثالث حاكم مملوكي وأول من يحمل لقب سلطان من المماليك.



شريط الأخبار