ما هو الإدراك

الامارات 7 - الإدراك هو عملية معالجة الدماغ للمعلومات القادمة من الحواس، حيث يعمل النظام العصبي المركزي على تحديد وتنظيم وتفسير هذه المعلومات لفهم العالم من حولنا. تتم هذه المعالجة خارج وعي الإنسان، مما يجعل تجربة الإدراك فردية؛ فقد يواجه الناس نفس الموقف ولكن يدركونه بطرق مختلفة. يساعد الإدراك في رؤية العالم كمكان مستقر على الرغم من التغيرات التي قد تطرأ على المعلومات الحسية التي نتلقاها والتي قد تكون غير كاملة أحيانًا.

الدراسة عن الإدراك تنبع من الحاجة لحل مشاكل معينة في حياتنا وتنشأ عن فضولنا الفكري حول أنفسنا والعالم. من الضروري معرفة المطالب الإدراكية التي يمكن فرضها على الأحاسيس البشرية دون التأثير على السلامة العقلية. عندما يدرك الشخص حدثًا معينًا، يقوم الدماغ باختيار وتنظيم وإدماج المعلومات الحسية لبناء هذا الحدث، وهو ما يؤدي إلى خلق الأشكال والأصوات والأوهام من المواد الخام للإحساس. تعكس هذه العملية تعقيد الإدراك الذي تسلط عليه نظرية الجستالت الضوء، حيث يساعد الإدراك في حل مشاكل الحياة وتحديد الظروف البيئية الخطيرة المحتملة التي قد تؤثر على القدرة على اتخاذ القرارات.

الإدراك يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإحساس، ولا يمكن فصلهما، حيث إنهما يشكلان عملية واحدة مستمرة. من خلال الحواس، يمكن للناس وصف المشاهد والروائح والأصوات بدقة بناءً على تجربتهم الواعية.

تتضمن عملية الإدراك عدة خطوات:

التحفيز: تتضمن البيئة المحيطة محركات يمكن أن تجذب انتباهنا عبر حواسنا، مثل الرؤية واللمس والتذوق والشم والسمع.
التفسير: بعد إدراك أي محفز، تُنقل الرسالة المرئية إلى الدماغ لتفسيرها.
المعالجة: تخضع الرسائل المفسرة من الدماغ لمعالجة عصبية، حيث تنتشر الإشارات الكهربائية من خلايا المستقبلات إلى الدماغ، مما يؤدي إلى إدراك المحفزات.
التمييز: يتطلب الإدراك تصنيف وتفسير ما نلاحظه، مما يعني التعرف على الكائنات وتفسيرها.
الفعل: يشير إلى الاستجابة للمحفزات البيئية من خلال إجراءات متنوعة مثل النشاط الحركي.
أنواع الإدراك تشمل:

الإدراك المكاني: القدرة على إدراك المسافات وتحديد موقع الأجسام المتحركة مثل المركبات.
الإدراك الحركي: فهم الحركة والتعامل مع مخاطرها، مثل رؤية الأجسام الثابتة كأنها تتحرك.
الإدراك الشكلي: القدرة على التعرف على الكائنات ضمن بيئة معينة وفقًا لقوانين الجستالت مثل قانون التقارب، قانون التشابه، قانون الإغلاق، وقانون الشكل الشخصي.
نظريات الإدراك البصري تشمل:

نظريّة من أسفل إلى أعلى: يقترحها جيمس جيبسون، وتنص على أننا ندرك الأشياء كما هي مباشرة دون الحاجة لمعالجة معرفية إضافية. ويعتبر هذه النظرية ذات طابع أيكولوجي حيث تُعطى المعلومات المرئية من البيئة المحيطة مباشرة.

نظريّة من أعلى إلى أسفل: يروج لها جريجوري، وتعتبر الإدراك عملية بناء تعتمد على المعرفة السابقة لتفسير المحفزات الغامضة، وتدعم هذه النظرية بعملية المعالجة بناءً على التجارب والمعرفة المخزنة.



شريط الأخبار