أول من شرح جسم الإنسان

الامارات 7 - أول من قام بشرح جسم الإنسان بشكل منهجي هما الطبيبان هيروفيلوس وإيراسيستراتوس. يُعتبر هيروفيلوس، الذي ولد في الإسكندرية عام 335 قبل الميلاد، أول من قام بتشريح الجثث البشرية، وقد نال لقب "أب التشريح". من بين إنجازاته التشريحية: دراسة تجاويف الدماغ باعتباره مركز الجهاز العصبي، تصنيف الأعصاب وتمييزها عن الأوعية الدموية، ووصف الإثني عشر كأحد أجزاء المعدة. بجانب هيروفيلوس، كان إيراسيستراتوس، الذي ولد في عام 304 قبل الميلاد، من أبرز المساهمين في هذا المجال بفضل وصفه الدقيق لصمامات القلب وشرح وظائف الجسم وفق القوانين الميكانيكية.

تأتي بردية إدوين سميث، التي تعود إلى القرن السابع عشر قبل الميلاد، كأحد أقدم الوثائق التي تتناول جراحة الإصابات في الطب المصري القديم، وتثبت استخدام التشريح في العلاج. أبقراط، الذي عاش قبل 400 عام من ميلاد المسيح، كان من أوائل من ألفوا في علم التشريح، داعياً إلى دراسة هذا العلم بشكل منفصل.

أرسطو، معلم الإسكندر الأكبر، قدم مساهمات كبيرة في علم التشريح رغم أنه لم يقم بتشريح الجثث البشرية. جالينوس، الذي عاش بين عامي 129 و200 ميلادي، كان معروفًا بتأكيده على أن الشرايين تحمل الدم، وطور أدوات جراحة وتشريح متعددة.

في العصور الوسطى، اشتهر ابن سينا بكتابه "القانون في الطب"، الذي تناول علم التشريح بشكل مفصل. ابن النفيس كان أول من وصف الدورة الدموية الرئوية بشكل دقيق، بينما ابن زهر قام بإجراءات جراحية هامة وشرّح حيوانات لإثراء علم التشريح.

في القرنين السابع عشر والثامن عشر، قاد أندرياس فيزاليوس ثورة في دراسة التشريح من خلال ملاحظاته الشخصية، بينما اكتشف ويليام هارفي الدورة الدموية. في القرن التاسع عشر، أسهمت التطورات في التشريح من خلال ظهور مدارس تشريح جديدة وقوانين تشريح في بريطانيا، مما ساعد على تعزيز المعرفة التشريحية.

أحدث العصر الحديث تغييرات كبيرة في علم التشريح بفضل التقدم التكنولوجي، مثل اختراعات الضوء الساطع والأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي، التي سهلت دراسة جسم الإنسان دون الحاجة للقيام بشقوق كبيرة.



شريط الأخبار