ما هي مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي

الامارات 7 - العصر الجاهلي هو الفترة التي سبقت ظهور الإسلام، وسُمي بهذا الاسم لافتقار الناس آنذاك للمعرفة الدينية، وليس لأنه كان عصرًا من الجهل الفكري والحضاري. في الحقيقة، تميز العرب في تلك الحقبة بالفطنة والذكاء وسرعة البديهة، وشهدت تلك الفترة ظهور العديد من القصائد العظيمة التي صورت تفاصيل البيئة الجاهلية، مما أبرز التقدم الفكري والمعرفي في ذلك الوقت.

اللغة العربية:
اللغة العربية تعد من اللغات السامية التي نشأت من أصل مشترك مع لغات أخرى مثل الآشورية والسريانية والعبرية والحبشية. في العصر الجاهلي، كانت الكتابة باللغة العربية تقتصر على الحروف دون الحركات. مرت اللغة العربية بمراحل مختلفة، حيث كانت للعرب لغتان رئيسيتان: اللغة الجنوبية واللغة القحطانية، وكان لكل منهما حروف خاصة بها. تطورت اللغة لاحقاً إلى اللغة الشمالية أو العدنانية، التي وصلنا منها كل الشعر الجاهلي، وذلك بسبب تأثرها وتبادلها مع اللغة القحطانية عبر التجارة والحروب والأسواق الأدبية، حتى تطورت إلى اللغة الفصحى.

العلم:
لم يكن هناك نظام علمي محدد في العصر الجاهلي، حيث لم يكن هناك علماء بالمعنى الحديث، ولكن كانت التجارب الحياتية طبيعية ومفتوحة للعرب. كانوا على دراية جيدة بالنجوم ومواقعها، والأنواء، ونوع من الطب، وسبقوا إلى علم الفراسة والأنساب.

الشعر:
برع العرب في الشعر، الذي كان أحد أهم أشكال الأدب لديهم. كان الشعر الجاهلي يتميز بكونه مقفىً وموزوناً، واشتمل على أغراض مختلفة مثل المدح، والهجاء، والغزل.

النثر:
النثر هو الكلام الذي لا يتقيد بوزن أو قافية، بل يتميز باختيار العبارات والتراكيب وتحسين الصياغة لتأثيرها على المستمع. تضمن النثر في العصر الجاهلي أنواعاً مثل الخطابة، والحكم، والأمثال، والقصص، وسجع الكهان. ومن أبرز هذه الأنواع، الخطابة التي كانت تُقال أمام الجمهور لإقناعهم أو استمالتهم إلى رأي معين، وغالباً ما كانت تُستخدم في سياقات مثل التحفيز في الحروب، وتميزت الخطابة بالفصاحة والبديهة وصوت عالٍ.



شريط الأخبار