الامارات 7 - يشير مفهوم الانتماء الحضاري إلى ارتباط الفرد بحضارة معينة، وتأييده لها في مختلف جوانبها، سواء كانت ثقافية، اجتماعية، أو اقتصادية. يلعب الانتماء الحضاري دوراً حيوياً في تشكيل هوية الفرد والمجتمع، من خلال إضفاء طابع ثقافي يستند إلى التاريخ والتوجه المستقبلي، مما يساعد في تحديد الموقف العام للمجتمع. يعتبر الانتماء الحضاري وسيلة أساسية للحفاظ على شخصية الأمة وحمايتها من التلاشي في ظل الاختلاط الثقافي غير الممنهج بين الشعوب. وتجدر الإشارة إلى أن الانتماء الحضاري يتأثر بعوامل عدة، منها المذهبية، والقومية، والفكرية، مما قد يضفي على الفرد طابع التزمت.

في علم النفس، يعتبر الانتماء ضرورة أساسية لتحقيق الذات، حيث يرى إريك فروم أن الانتماء يشكل علاقة إيجابية تعطي معنى للحياة وتحقق منفعة للفرد. عندما يشعر الإنسان بالانتماء، يصبح مستعداً للعطاء والتضحية بلا حدود، ويظهر أعلى مستويات الانتماء عند تعرض الأمة لأي عدوان خارجي.

هناك عدة مفاهيم مرتبطة بالانتماء مثل المواطنة والهوية، حيث تتكامل هذه المصطلحات في تشكيل شخصية الإنسان وتمكينه من مواجهة الحياة وتحمل المسؤوليات تجاه الحضارة أو الوطن الذي ينتمي إليه.

من الأمثلة على تجسيد الانتماء الحضاري، فن العمارة الإسلامية في قصور غرناطة، حيث تعكس الزخارف والفسيفساء والخطوط الفنية البارزة الانتماء العميق للحضارة الأندلسية، واستمرار تأثيرها على الأجيال اللاحقة.

خصائص الانتماء تشمل كونه شعوراً ثابتاً وغير قابل للزعزعة، ودوره في بناء المجتمع من خلال تعزيز شعور الفرد بالمسؤولية تجاه مجتمعه. بالإضافة إلى ذلك، يسهم الانتماء في تقليل الظواهر السلبية من خلال حرص الفرد على إظهار مجتمعه بأفضل صورة، ويعزز الروابط الاجتماعية عبر تشجيع الأفراد على الانخراط في البيئة المحيطة بهم وممارسة قيم مثل الكرم والإيثار.