الامارات 7 - القيم هي المعايير والمبادئ التي نستند إليها في توجيه سلوكنا وتحديد ما هو مقبول أو غير مقبول. تُعتبر القيم الأساس الذي يوجه أفعال الإنسان ويحدد أهدافها، وهي ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات. عبر التاريخ، وضع الإنسان قيمه لتنظيم حياته وضبط أهوائه بما يتماشى مع شكل المجتمع وقوانينه الاقتصادية والتاريخية والثقافية. ولا يمكن إغفال دور الأديان في تشريع القيم، حيث استمدت الحضارات المتديّنة مبادئها من التعاليم الدينية التي نظمت علاقة الإنسان بالكون والآخرين.

القيم الروحية: مفهومها وأهميتها

القيم الروحية تُنسب إلى الروح، وهي تعبر عن مجموعة من المعتقدات والتراث والمفاهيم الاجتماعية والآداب التي تنعكس في سلوك الأفراد والجماعات. هذه القيم ليست قائمة على المنفعة أو المصالح المادية، بل تهدف إلى تهذيب النفس وتنظيم الجانب الروحي للإنسان.

الحاجة إلى القيم الروحية

يتكون الإنسان من جسد وروح، مما يبرز الحاجة إلى قيم توجه الجانب النفسي والروحي لديه دون إهمال احتياجات الجسد. هذه القيم تساهم في تحقيق السعادة الذاتية، وتنظيم العلاقات مع الآخرين، والارتقاء بالمجتمع.

القيم الروحية في الإسلام

يركز الإسلام بشكل كبير على الجانب الروحي للإنسان، وهو ما يتجلى في القرآن الكريم والسنة النبوية التي تحث على الأخلاق والفضائل. القيم الروحية في الإسلام تشمل الأخلاق والعبادات التي توجه الإنسان نحو تنظيم علاقته مع الله، ومع نفسه، ومع المجتمع. هذه القيم ثابتة وشاملة، تعتمد على القرآن والسنة ولا تتأثر بتغير الزمان والمكان.

مظاهر التحلي بالقيم الروحية

تحقيق الاستقرار النفسي والسلام الداخلي.
التخلص من الآفات الاجتماعية مثل السرقة والقتل والظلم.
تعزيز الترابط بين أفراد المجتمع من خلال روابط روحانية كالحب والصداقة والأخوة.
زيادة إنتاجية الأفراد وتحفيزهم على العمل لصالح المجتمع وخدمته.
الحد من الفقر من خلال تعزيز قيم التكافل والتعاون الاجتماعي.
تقدم المجتمع ورفعته بصلاح أفراده.
تنويه

التقدم الحضاري والعلمي أدى إلى هيمنة القيم المادية على سلوك الإنسان وعلاقاته، مما أدى إلى تراجع القيم الروحية. إذا لم نعمل على استعادة هذه القيم، فإن الحضارات قد تواجه خطر الزوال، حيث أن التقدم المادي وحده غير كافٍ لضمان استمرارها. أهمية التوازن بين القيم الروحية والمادية تظهر في ضرورة تلازمهما في حياة الإنسان.