الامارات 7 - ورد في القرآن الكريم العديد من القصص عن الأمم السابقة، ومن بين هذه الأمم قوم ثمود، الذين كانوا قوم النبي صالح عليه السلام. بعث الله تعالى نبيه صالحًا إليهم ليدعوهم إلى الإيمان بالله، وأيده بمعجزة الناقة التي خرجت من الصخر. رغم هذه الآية العظيمة، ازداد قوم ثمود في طغيانهم وتجبرهم. فأمهلهم الله ثلاثة أيام للتوبة بعد أن أنذرهم بالعذاب، ولكنهم لم يستجيبوا. ثم أرسل الله عليهم الصيحة التي أهلكتهم، بينما نجا النبي صالح ومن آمن معه. وقد كانت ثمود أمة قوية، مشهورة بنحت البيوت في الجبال وبناء القصور في السهول، ومع ذلك لم يشكروا الله ولم يؤمنوا به. وما زالت آثارهم باقية حتى اليوم.

ثمود هي إحدى القبائل العربية القديمة التي استوطنت شبه الجزيرة العربية من حوالي 4500 قبل الميلاد وحتى القرن الثاني قبل الميلاد. يرجع اسم القبيلة إلى جدهم ثمود، واستوطنوا مناطق جنوب شرق الجزيرة العربية، بما في ذلك اليمن، عمان، الربع الخالي، الحجاز، الطائف، تيماء، الجوف، حائل، البتراء، وجازان. تحديدًا، سكنوا منطقة الحجر التي ذُكرت في القرآن الكريم، وتقع بين الحجاز وتبوك.

ذكر المؤرخ ابن خلدون أن قوم ثمود جاءوا من بابل العراق عندما شن الآشوريون معارك عليهم في القرن الثامن قبل الميلاد، ففروا إلى جزيرة العرب وأقاموا في مناطق مثل الحجاز. وقد وجدت آثار منقوشة تحمل اسم ثمود، مثل نقش لسرجون الأكادي عام 715 قبل الميلاد، وأخرى في معبد إغريقي في شمال غرب الحجاز عام 169 ميلادي.

القرية التي نزل فيها العذاب هي الحجر، أو مدائن صالح كما تعرف اليوم، وتبعد 22 كم شمال شرق مدينة العلا الحالية، والتي تقع بدورها على بعد 395 كم شمال غرب المدينة المنورة. تتميز هذه المنطقة بوفرة المياه، الأراضي الخصبة، والكتل الصخرية الكبيرة التي نحتوا فيها بيوتهم وقصورهم وأماكن عبادتهم. كما كانت تقع على طريق تجاري، مما جذب قوم ثمود للإقامة فيها. وقد وجدت نقوش صخرية تعود للأنباط والمعينيين واللحيانيين والثموديين في هذه المنطقة، مما يشير إلى أن هؤلاء الأقوام عاشوا فيها. يذكر بعض المؤرخين أن هلاك قوم ثمود كان بين عامي 1300 و900 قبل الميلاد، في الفترة التي ظهرت فيها مملكة لحيان.