من هو طاليس العرب

الامارات 7 - الرازي، المعروف بلقب "طاليس العرب"، هو أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا الرازي، طبيب وعالم فارسي بارز. يُعتبر أحد أعظم أطباء البشرية، وقد اشتهر بذكائه الحاد وذاكرته القوية. من أبرز أعماله هو كتابه "الحاوي في الطب"، الذي جمع فيه كل المعارف الطبية المتاحة من أيام الإغريق حتى عام 925 ميلادي. درس الرازي العديد من العلوم مثل الرياضيات، الطب، الفلسفة، الفلك، الكيمياء، المنطق، والأدب، بالإضافة إلى العلوم الشرعية.

يُعتقد أن الرازي وُلد في مدينة الري، القريبة من طهران الحديثة، سنة 251 هجريًا. بدأ دراسته في الطب منذ شبابه، وبعد إتمامها في بغداد، عاد إلى الري بناءً على دعوة من حاكم المدينة آنذاك، المنصور بن إسحاق، لتولي إدارة مستشفى الري. توفي الرازي بسبب مرض الماء الأزرق في عينيه، مما أدى إلى فقدانه البصر، ثم توفي ودفن في مسقط رأسه عام 313 هجريًا.

ألّف الرازي عدة كتب مهمة، منها "المنصوري في الطب" و"الطب الروحاني"، حيث تناول الأول الأمراض الجسدية والثاني الأمراض النفسية. بعد ذلك، انتقل إلى بغداد ليتولى رئاسة مستشفى المعتضدي الذي أنشأه الخليفة المعتضد بالله، واستمر في عمله حتى أمضى الشطر الأخير من حياته في الري.

قدم الرازي العديد من الإسهامات الطبية المبتكرة، وسجلت معظم مساهماته في أكثر من مئتي مخطوطة. كان أول من استخدم مذهب الأخلاط للتمييز بين الأمراض المعدية وغير المعدية، وأول من استخدم التخدير والأفيون. كما قام بإنتاج حمض الكبريتيك وأحماض أخرى، وساهم في دراسة تأثير العوامل النفسية على العلاج. شجع أيضًا على العلاج من خلال الغذاء الصحي وتنظيمه.

كان الرازي مؤمناً بأن التقدم في البحث الطبي يتطلب دراسة أعمال السابقين، حيث قال في كتابه "المنصوري في الطب": "هذه صناعة لا يمكّن الإنسان الواحد إذا لم يحتذِ فيها على مثال من تقدمه أن يلحق فيها كثير شيء، ولو أفنى جميع عمره فيها؛ لأن مقدارها أطول من مقدار عمر الإنسان بكثير". وصف أيضًا عدة تفاعلات كيميائية كبيرة تُرجمت إلى اللغة اللاتينية واستخدمت لسنوات كمصدر أساسي لعلم الكيمياء، وفتح الطريق لدراسة الكيمياء العضوية وغير العضوية من خلال إسهاماته واكتشافاته.