الامارات 7 - ناصر الدين محمد بن عبد الرحيم بن علي بن الحسن المصري، المعروف بـ "ابن الفرات المصري" أو "شمس الدين"، وُلد في القاهرة عام 735 هجريًا (1334 ميلاديًا). كان من أبرز المؤرخين في العصر المملوكي. نشأ في عائلة علمية وثرية بالعلم والفقه، حيث كان والده الإمام عز الدين عبد الرحيم من كبار فقهاء الحنفية. تلقى ابن الفرات تعليمه من عدد من العلماء البارزين مثل أبي بكر ابن الصنّاج، ودرس أيضًا في دمشق حيث حصل على إجازات علمية من الحافظ المِزي والحافظ الذهبي وآخرين.

بعد عودته إلى القاهرة، اشتغل ابن الفرات بمجالات عدة منها الفقه والحديث، وعُين خطيبًا في المدرسة المعزية. كان معروفًا بصفاته الطيبة وأخلاقه الحميدة، مما جعله محبوبًا في عصره.

ألف ابن الفرات كتابًا مهمًا بعنوان "الطريق الواضح المسلوك إلى معرفة تراجم الخلفاء والملوك"، والذي يُعرف أيضًا بـ "تاريخ ابن الفرات". يتناول الكتاب أحداثًا تاريخية تتعلق بالمماليك، ويشمل معلومات عن البدو وأخبار اجتماعية عن هجرة المغولية. يُعتبر هذا الكتاب من أبرز المصادر التاريخية ويُشير المؤرخ أحمد بن علي المقريزي إلى أنه استفاد كثيرًا من معلوماته.

أنجب ابن الفرات ابنًا هو الإمام والعلامة القاضي عز الدين عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم، الذي ولد عام 759 هجريًا (1358 ميلاديًا) وتوفي عام 851 هجريًا (1448 ميلاديًا). اشتهر بنقل الروايات وسماعها، وحصل على إجازات عديدة.

توفي ناصر الدين ابن الفرات في ليلة عيد الفطر عام 807 هجريًا (1405 ميلاديًا) عن عمر يناهز 72 عامًا.