عزوف جماعي يقلّص مظاهر الابتهاج

الامارات 7 - ألقى عزوف كثير من الأسر عن إظهار مباهج العيد، بظلاله على المحال التجارية التي شهدت إقبالاً ضعيفاً عكس السنوات الماضية، وفي هذا الصدد قال عبدالرشيد موثالمباتا عامل في إحدى المحامص في الشارقة: لم تسجل معظم فروعنا حركة إقبال اعتيادية في الشراء كما كانت في الأعياد السابقة، وهذا أمر طبيعي ومتوقع، فكيف يحتفل الناس وهناك بيوت فقدت أبناءها شهداء، فالناس تشاطر ذوي الشهداء في هذا المصاب الذي يفخر به الجميع.


ردد العبارات نفسها عاملون آخرون في عدد من محلات بيع المكسرات والحلوى التي عادة ما تشهد في مثل هذه الأيام، إقبالاً كبيراً من المواطنين والمقيمين لشراء مستلزمات العيد.


أثاث المنزل
وأفاد محمد الطباخ مسؤول مبيعات في معارض حول الإمارات بالشارقة، بأن الإقبال على محلات المفروشات في الأيام ما قبل العيد كان يصل إلى حد الذروة، وعادة ما تكون المحال في حالة استنفار، بسبب أن غالبية زبائننا يريدون تجهيز منازلهم قبيل العيد، بينما شهدت معارض الأثاث هذا العيد إقبالاً ضعيفاً مقارنة بالأعياد الماضية، لأن الكثير من الأسر عزفت عن إظهار مباهج العيد، ومن ضمنها تجديد أثاث المنزل.


وقالت أم مريم صاحبة أحد صالونات التجميل في الشارقة، إن الصالونات كانت تشهد إقبالاً غير مسبوق في أيام ما قبل العيدين، مقارنة ببقية أيام السنة، تصل إلى اضطرار الكثير من صالونات التجميل إلى العمل حتى الساعات الأولى من صباح يوم العيد. كما يتلقى الصالون حجوزات قبل العيد بأسابيع، إلا أن الأقبال هذا العام جاء ضعيفاً ولا يقارن مع العيد السابق، وذلك مرده إلى عزوف النساء عن التجمل تماشياً مع الحالة العامة التي تشهدها البلاد وتعاطفاً مع أسر وبيوت الشهداء.


خدمات تجميلية
أيدت كلام أم مريم، نظيرتها منى أحمد صاحبة صالون تجميل في دبي قائلة إن الكثير من زبائنها عزفن عن التجمل في عيد الأضحى هذا العام، فلم تزدحم الصالونات كالعادة عشية العيد، لوضع نقوش الحنة ومساحيق التجميل، وتلوين الشعر وغيرها من الخدمات التجميلية التي تنشدها النساء في مثل هذا الوقت من العام، ليتبارين في إبراز جمالهن صباح العيد.


أما أكبر محمد بائع في محل للهدايا بدبي فأوضح أن الإقبال على شراء الهدايا، وخاصة هدايا الأطفال، قلّ هذا العيد عن الأعوام السابقة، وأضاف: حين سألت أحد زبائني عن السبب أوضح لي أنهم يريدون أن يعلّموا أبناءهم معنى «البيت متوحد» من خلال التعاضد والتلاحم مع ذوي الشهداء بعدم إظهار الفرحة بشكل صارخ.


شهيد
أكد أصحاب محال تجارية أنهم لمسوا في المواطنين رغبة في تعليم أبنائهم معنى كلمة شهيد، وترسيخ مكانتها العظيمة في نفوسهم، من أجل الحفاظ على الوطن وأمنه وسلامته، فضلاً عن مكانة الشهيد عند الله وما يدخره له من أجر كبير يوم القيامة، وذلك ما تجلت صوره في ضعف الإقبال على إبراز مظاهر العيد، والإبقاء على حالة الفرحة الصامتة ذات المغازي الكثيرة في نفوس الأبناء والمحيطين.البيان



شريط الأخبار