أمهات شهداء رأس الخيمة: الضنا غالٍ لكن الوطن أغلى

الامارات 7 - وحدت أمهات شهداء عملية إعادة الأمل الـ 12 في إمارة رأس الخيمة كلمتهن “ صحيح الضنا غالي، لكن حب الوطن أغلى”، مؤكدات أنهن صابرات ومحتسبات وأنهن يرخصن دماء الأبناء في سبيل سيادة الوطن، مبينات أن استشهاد أبنائهن في ميدان الشرف هو فخر لهن أن ينجبن لهذا الوطن أبناءً يذودون عنه ويحمون عن ديارهم وبالرغم من الحزن على فقدان الحبيب إلا أن الفرحة بالاستشهاد وخدمة الوطن تعلو على أي شيء. كما توحدت كلمتهن أيضا في سمة بارزة لعلاقة الابن في برهن، تتمثل في " قبلة على الجبين ".

وفقا لما أكدته الشيخة علياء بنت خالد بن حميد القاسمي والدة الشهيد " الشطي سعيد الصياد " والتي ذرفت دموعها بحزن، غيرها أنها كانت تبتسم بفخر وهدوء أثناء حديثها عن علاقتها القوية بابنها الشهيد، رغم أنها تكلفت بتربيته ورعايته منذ نعومة أظفاره مثل ابنيها تماما الشيخ صقر والشيخ سلطان، مشيرة إلى السمة البارزة في بره لها أنه دائما يقبلها على جبينها كلما أقبل عليها. وقالت: " رضع ولدي في طفولته حب التضحية والفداء. وبالرغم من فقدان ولدي الغالي– رحمه الله – إلا أنني شعرت بأنه فقيد الوطن كله "، معبرة عن امتنانها باهتمام الدولة بهم، وحضور القيادات والمسئولين لأسر الشهداء والمصابين أيضا، قائلة: " اهتمام المسؤولين خفف الكثير على الأسرة ".

أمهات الأبطال، أمهات الشهداء

ومن جانبها، أطلقت مريم الشحي رئيسة مفوضية مرشدات رأس الخيمة في مبادرة نفذتها صباح أمس، بمشاركة سامية من الشيخة جهاد بنت كايد القاسمي حرم الشيخ عمر بن صقر القاسمي، إلى جانب نخبة من قياديات وشخصيات نسائية بإمارة رأس الخيمة ممثلة في ( وزارة الصحة و مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ومجلس الأمهات وأولياء الأمور بمنطقة رأس الخيمة التعليمية ومفوضية المرشدات ومركز تنمية جلفار والشرطة المجتمعية ) حملت بمضمونها، عنوان: ( أمهات الأبطال، أمهات الشهداء )، وأوضحت في تحديد هدف المبادرة التي تأتي أولا لتقديم واجب العزاء والمواساة، إلى أنه رغم أن حب الأم هو الحب الوحيد المطلق بلا تحفظ، إلا أننا نقابل في حياتنا نماذجَ مشرفة لأمهاتٍ يربين أبناءَهن على التضحية، ويجهزنَهم لبذل الأرواح في سبيل هدف « عظيم » بلا مقابل؛ ففي الثقافات والعصور التاريخية المختلفة، تقوم المجتمعات عندما تتعرض إلى المحن بتوجيه جميع مواردَها، حتى عاطفة الأم من حب وحزن، نحو القضية المشتركة والتي هي " الفداء من أجل الوطن ".

وقالت الشيخة جهاد القاسمي في حديث لـ " البيان " والتي كانت قد استقطعت إجازتها لتقديم واجب العزاء والمواساة على الفور لأمهات وزوجات الشهداء وأسرهن: " أهنئ كل أمهاتنا أمهات الشهداء، فأنتن النماذج الحقيقية للأم الإماراتية، وأنتن القدوة والمثال لجميع الأمهات، فقد وهبتن أولادكن للوطن، وربيتنهم على حب الوطن والذود عنه، فأنتن اللواتي تستحققن الثناء والتكريم والتقدير والامتنان، وجزاكن الله خير الجزاء على هذا الصبر والعطاء اللامحدود والتفاني في خدمة الإمارات والتضحية من أجلها ". وأكدت سموها في كلمتها أن شهداءنا الـ 45 والذين سبقوهم في درب التضحية والعزة، ستخلد أسماؤهم في ذاكرة الوطن ووجدان أبنائه بما قدموه من تضحيات شامخة في سبيل واجبهم الوطني.

هدف المبادرة

وتضمنت المبادرة زيارة إلى جميع أمهات الشهداء الـ 12 على فترتين صباحية ومسائية، تهدف على المدى القريب إلى تفعيل دور المجتمع المدني والفعاليات التطوعية في رعاية ذوي الشهداء وتعزيز وإجلال مبدأ الشهادة والتضحية من أجل الوطن لدى المجتمع ككل، إضافة إلى توحيد عمليات الفعاليات في المجتمع المدني التي تعنى بذوي الشهداء من أجل ترسيخ مبدأ العمل الجماعي، كما أنها على المدى البعيد تخطط المبادرة للعمل على لئم الجراح والتخفيف من الآثار الناتجة عن فقد الابن الشهيد.

آراء وإشادة

ومن ضمن المرافقات في دعم المبادرة، قالت في البداية، أعربت سمية حارب السويدي مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية: " عن الفخر بالشعب الإماراتي وجيشه العتيد والتضحيات المستمرة التي قدمها للدفاع عن سيادة الإمارات، مؤكدة فخرها بالأم المثالية التي أنجبت هؤلاء الأبطال المستبسلين في نيل الشهادة. مبينة في الوقت ذاته إلى المبادرة التي تعتبر تكريم معنوي لأمهات الشهداء اللواتي قدمن وضحين بأغلى ما لديهن فداء للوطن. متمنية الشفاء العاجل للجرحى والمصابين والنصر لقوات التحالف العربي في اليمن.
مجرد بداية

وفي الوقت ذاته، أوضحت موزة المسافري مديرة مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالإمارة، قائلة: " إن الفعالية هي مجرد بداية ستستمر للوصول إلى كل أم شهيد وأسرة شهيد، معتبرة أن البداية كانت مشجعة للغاية، وإقبال شخصيات نسائية من كافة الفئات والقطاعات لافت، ويؤكد رغبتهن بالمساعدة وتقديم الدعم لكل أسر الشهداء في جميع مناطق رأس الخيمة القريبة والبعيدة ".

إنجازات وطنية

بدأت الملازم موزة الخابوري مديرة فرع البرامج المجتمعية بالشرطة المجتمعية والدعم الاجتماعي في رأس الخيمة، منسقة المبادرة أثناء توضيحها المبادرة، بقولها :" اقبل أيديكن الطاهرة، وأبارك تلك البطون التي أنجبت لهذه الدولة أبطالا لن ينساهم التاريخ، وامسح الدمعة من عيونكن التي نظرت ككل الأمهات إلى أبنائها أمل المستقبل، وأرفع لكن يدي بالتحية ". مشيرة إلى الإنجازات التي حققتها الأم الإماراتية على مدى التاريخ في تربية الأبناء على حب الأرض والإخلاص للوطن، داعية الله أن يحمي أبطال الجيش الإماراتي وقوات التحالف العربي حتى تحقيق النصر وإعادة الشرعية إلى بلد اليمن.

لحمة وطنية

ورأت نادية النعيمي موظفة في مجلس أولياء الأمور: أن ما تميزت به الفعالية هو مشاركة شخصيات نسائية وبشكل يؤكد باللحمة الوطنية لأبناء الوطن، مؤكدة أن " الأم التي فقدت ابنها ما تحتاجه الآن هو شعورها بأن هناك أشخاصا إلى جانبها مستعدين لمساعدتها بأي وقت كأبنائها تماما ".
تكريم ومواساة

وأضافت رئيسة مركز تنمية جلفار وفاء الشحي، لكل قرية وشارع في الإمارات قصص تروى عن أبناء أبطال استبسلوا دفاعاً عن الوطن، ولكل أسرة إما ابناً أو قريباً يوجد على الجبهات، حيث أن هذه المبادرة جاءت لتكريم ومواساة كل أم تحتسب أجر الصبر على مصابها فيه، وأنها تقدمه فداءً لوطنه ولأرضه.

مؤازرة أمهات الشهداء

كما تجلت في أرقى صور الدعم والعطاء مؤازرة أمهات الشهداء لبعضهن البعض في زيارة لأمهات الشهداء وأسرهن الذين استشهدوا أبنائهن مؤخرا، يستذكرن الأبناء ويصبرن أنفسهن بأحفاد لا يغبن عن ناظرهن، يساندن بعضهن بعضاً بكلام ممزوج بالحزن والأسى والقوة للاستمرار بالحياة.